محلل سياسي أمريكي في حوار لـ"الجمهور": هاريس ستعيد إحياء الاتفاق النووي مع إيران
كامالا هاريس
مارسيل أيمن
- سياسة هاريس تجاه الصين ستكون حاسمة وأكثر حذراً
- دوائر صنع القرار الأمريكي تدعم إسرائيل بشكل مطلق
- هاريس سوف تعيد التفاوض مع إيران من أجل صياغة اتفاق نووي جديد
- هاريس سوف تسعي لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة
- هاريس تدعم سياسيات مكافحة الإسلاموفوبية والعنصرية
- نهج هاريس الدبلوماسي سوف يركز على الحد من التصادم الدبلوماسي
بعد أقل من ثلاثة شهور، تكشف لنا الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن ساكن جديد للبيت الأبيض، بعد إجراء الانتخابات في نوفمبر 2024، وتشتد المنافسة بين كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب، المرشح عن الحزب الجمهوري، إلى جانب عدد من المرشحين الآخرين.
وكشفت استطلاعات الرأي عن تفوق هاريس في عدد من الولايات الأمريكية، في هذا الإطار أجرينا حوار مع الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي، حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة في حالة أن حالف الحظ هاريس، وشغلت منصب «سيد البيت الأبيض».
كيف تري سياسة هاريس تجاه الصين حال توليها الرئاسة الأمريكية؟
سياسة هاريس تجاه الصين سوف تكون حاسمة وأكثر حذراً من ذي قبل، خاصة بعد تصريح لهاريس قالت فيه أن الصين تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه النهج سوف يشمل جوانب التجارة والاقتصاد، ومن المرجح أن تدعم هاريس السياسات التي تهدف لمواجهة الممارسات التجارية غير العاجلة مع الصين، فضلاً عن قضايا متعلقة بسرقة الملكية الفكرية، والعلامات التجارية الأمريكية، والاختراعات الأمريكية، وسوف تفرض هاريس تعريفات جمركية ونعود لحرب التعريفة الجمركية أو القيود التجارية على السلع الصينية.
الأمن القومي بالنسبة للصين، يشكل تهديدا أمنيا للولايات المتحدة، وهاريس تدعم زيادة الإنفاق العسكري، وتعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية، عكس بايدن الذي لم يكن يدعم التوسع في الإنفاق العسكري.
الولايات المتحدة تحتاج للانتشار بصورة أكبر في منطقة المحيط الهادى، وبحر الصين الجنوبي، هاريس تدعم التحالفات مع الدول الآسيوية لمواجهة تهديدات الصين، ومن الأمور التي تعتبرها هاريس من معوقات العلاقات الصينية الأمريكية هي حقوق الإنسان، فهي ستكون أكثر صرامة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في الصين، مثل «قضية كبح الحريات للمسلمين في الإيغور»،
وبالنسبة للحديث عن التكنولوجيا مع الصين، هاريس سوف تدعم فرض عقوبات على الشركات التكنولوجية الصينية، والتي تعتبرها تهديدا للأمن القومي الأمريكي مثل حظر استخدام منتجات شركة هواوي في شبكات الاتصالات والأجهزة الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية، وسياسة هاريس تجاه الصين سوف تكون قائمة على تحقيق التوازن ما بين التعاون والمواجهة لحماية المصالح الأمريكية.
هل تشهد أوكرانيا تخلي الولايات المتحدة عنها حال وصول هاريس لمنصب الرئيس؟
من غير المرجح أن تتخلي الولايات المتحدة عن أوكرانيا، فخلال بقاء هاريس في منصب نائب الرئيس الامريكي أظهرت هاريس التزامها بدعم قوي تجاه أوكرانيا، وخلال قمة السلام الدولية الخاصة بأوكرانيا التي عقدت في سويسرا في يونيو الماضي، عقدت لقاءات مع فلاديمير زيلينسكي أكدت خلالها أن الولايات المتحدة سوف تستمر في تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا وتمويل وتلبية الاحتياجات الإنسانية والطاقة، وهاريس أكدت في أكثر من تصريح لها على أهمية السلام في أوكرانيا وأنها ستفعل ما تستطيع فعله من أجل أن تخرج أوكرانيا من هذا النزاع مستقلة، وأنها لن تسمح لروسيا باحتلال أوكرانيا أو حتي تقسيمها أو الاعتداء عليها، وذلك في إطار تقديم الدعم العسكري، ودعم أنظمة الدفاع الجوية، وهو ما يكشف لنا عن سياستها تجاه أوكرانيا.
كيف ستكون سياسة هاريس تجاه إسرائيل؟
بداية زوج هاريس يسمي دوغ إمهوف، وهو يهودي الأصل، ولكن بصرف النظر عنه، كل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة تتجه لدعم إسرائيل من جهات متعددة، سواء كانت تحالفات دولية، أو شراكات استراتيجية، أو مصالح في المنطقة مع إسرائيل، ويمكن القول أن الضغوط الداخلية التي من الممكن أن تمارس على هاريس وتتمثل في الجماعات الصهيونية، واللوبيات اليهودية والتي أشهرها الإيباك، فهاريس دائما ما كانت تدعم تقديم مساعدات إضافية لإسرائيل، فضلاً عن دعمها لاتفاقيات السلام مع إسرائيل والدول العربية (الاتفاقيات الابراهيمية)، وعلى الرغم من تصريحها في وقت سابق بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، إلا أنها صرحت خلال لقائها بنتنياهو خلال زيارة الأخير لواشنطن الشهر الماضي بأنه يجب ألا نصمت تجاه ما يحدث في غزة.
وتغيب هاريس عن كلمة نتنياهو في الكونجرس، لا يكشف عن كونها غاضبة من نتنياهو، لأنها تغيبت نظراً لارتباطها بمؤتمر انتخابي في إحدي الولايات الامريكية، إلا أن تغيب هاريس عن كلمة نتنياهو، حتي وإن كان لديها إلتزامات أخري، يكشف عن اعتراضها على استهداف المدنيين، وقتل النساء والأطفال في قطاع غزة، ويمكن أن يكون رسالة تحمل في ثناياها بأننا لن نكون صامتين عما يحدث، كما ذكرت قبل قليل.
كيف تري تعامل هاريس مع الملف النووي الإيراني؟
هاريس كان داعمة للاتفاق النووي الايراني في 2015، في مجلس الشيوخ الأمريكي، وكانت تري أن الاتفاق النووي أداة فعالة لمنع إيران من تطوير السلاح النووي، وتجنب الصراع العسكري في المنطقة، وكانت ضد انسحاب ترامب من هذا الاتفاق، ووصفته بأنه متهور وأنه يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر، ويعرض أمن إسرائيل أيضاً للخطر.
وفي حالة أن تصبح رئيسة للولايات المتحدة، سوف تعيد التفاوض مع إيران من أجل صياغة اتفاق نووي جديد بهدف أن تعود إيران للامتثال للاتفاق النووي الأصلي الذي وقع في 2015.
كيف ستتعامل هاريس مع قضية الهجرة؟
هاريس لديها نهج متعدد فيما يتعلق بسياسة الهجرة، حيث تتعامل مع هذا الموضوع بشئ من التوازن، وتاريخها يكشف عن معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وخاصة مع دول أمريكا الوسطى، حيث تسعي لتعزز الأمن الاقتصادي لهذه الدول ومكافحة الفساد، والاهتمام بحقوق الإنسان، وهذا قد يقلل من موجات المهاجرين للولايات المتحدة الأمريكية، حيث دعمت في أكثر من قرار في مجلس الشيوخ، زيادة التمويل لتحسين الحدود الأمريكية المكسيكية، وزيادة الضوابط على الحدود، لكنها لم تفعل هذا عندما أصبحت نائب الرئيس.
هاريس كانت تدعم برامج الحماية مثل برنامج TPS(حالة الحماية المؤقتة، والذي تعتبر فئة المهاجرين هي الفئة الأكثر استفادة منه، ودعمت أيضاً برنامج داكا، وهو برنامج يدعم حقوق أطفال المهاجرين الحالمين بالبقاء في الولايات المتحدة.
كامالا هاريس وأصوات الأمريكان العرب؟
قد يسفر تصريح هاريس «بأننا يجب ألا نكون صامتين تجاه ما يحدث في غزة، من انتهاك لحقوق الإنسان» عن محاولة الضغط على الولايات المتحدة من أجل وقف العدوان على غزة، فتركيز هاريس على ما يخدم الأمريكيين العرب سواء في الداخل أو في الخارجي، سوف يزيد من فرص حصولها على أصواتهم، فضلاً عن دعمها سياسيات مكافحة الإسلاموفوبية والعنصرية.
وتقوم هاريس بزيارات متكررة، وتحضر ندوات للجاليات العربية الأمريكية، لتعزيز فعاليتها، وهي مشاركة فعالة مع قادة المجتمع العربي في الولايات المتحدة، سعياً منها لبناء ثقة، ودعم قوي لها في الانتخابات القادمة، وهو ما نتج عن نتائج لاستطلاعات الرأي التي أظهرت تأييد العرب لهاريس.
هل تنجح هاريس فيما فشل فيه بايدن؟
يعتمد نجاح هاريس فيما فشل فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن على تنفيذ الوعود التي سوف تعد بها، حيث قدم بايدن وعود أثناء ترشحه للانتخابات، لكنه لم يستطيع تنفيذها، وخاصة موضوع الهجرة، بايدن واجه تحديات كبيرة في إصلاح نظام الهجرة، لم يستطيع تمرير تشريعات بإصلاح نظام الهجرة، ونحن لن نستطيع أن نجزم بمدي نجاح هاريس من عدمه في ذلك من خلال الضغط على مجلس النواب وتعديل قانون الهجرة، وهو ما يتطلب موافقة 60% من مجلسي النواب والشيوخ.
وبالنسبة للسياسات الخارجية لبايدن، فهو لم ينجح في التعامل مع إيران والصين والدول العربية، وفقد الكثير من الدعم بسبب سياساته وتصريحاته.
نهج هاريس الدبلوماسي سوف يركز على الحد من التصادم الدبلوماسي. ويركز على الدخول في مفاوضات وشركات وإحياء الاجتماعات الدورية التي كانت تطبق كل سنتين بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين شركائها وحلفائها، لمناقشة كيفية التغلب على الصعوبات والدخول ف شراكات أفضل.
بايدن لم يحقق نجاحات اقتصادية، من الممكن أن تبني هاريس على ذلك، من خلال تحسين الأجور، ومرة أخري لا نستطيع أن نجزم بمدي قدرة هاريس على رفع الحد الأدنى للأجور على مستوي الولايات المتحدة الأمريكية، اعتقد أنه سيكون تحدي كبير لها إذا كان لديها الموارد أو لديها الاغراءات لأصحاب الأعمال والامتيازات الضريبية، وأخيراً أنصحها من موقعي هذا بأن تتعلم من الأخطاء التي وقع فيها بايدن.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً