حال نشوب حرب إقليمية، كيف تسعى واشنطن لمنع أي دعم روسي إلى إيران؟
الحرب الأوكرانية الروسية
أحمد محمود
خلال الأيام الماضية، تشهد الساحة الأوكرانية الروسية تقدما لجيش كييف خاصة في مقاطعة كورسك على عكس ما كان يحدث خلال الأسابيع الماضية من هزائم متتالية للأوكران على يد الجيش الروسي، ولعل هذا التقدم له علاقة مباشرة بحجم الدعم الأمريكي للجيش الأوكراني، ولعل هذا التقدم داخل الأراضي الروسية يحدث لأول مرة منذ اندلاع الحرب بين كييف وموسكو.
ثمة علاقة كبيرة بين الدعم الأمريكي الضخم بالسلاح للأوكران خلال الفترة الماضية، والزيارة الروسية الأخيرة إلى الأراضي الإيرانية، والتي جاءت في وقت تستعد فيه إيران لتوجيه رد على إسرائيل بعد إقدام الأخيرة على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس في العاصمة طهران.
روسيا التي أرسلت أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويجو إلى طهران في 5 أغسطس الجاري، جاءت وسط سيناريوهات تصعيد تشهدها المنطقة في ظل حالة الترقب التي تعيشها إسرائيل انتظارا للرد الإيراني، وهو ما جعل مراقبون يرون أن هذه الزيارة لها علاقة مباشرة بدعم روسي لطهران حال تعرضها لأي ضربة أمريكية مستقبلية حال تصعيد الأوضاع في المنطقة.
هذه الزيارة التي كان لها انعكاس كبير على الولايات المتحدة التي أرادت بشكل أو بأخر تحييد روسيا وإشغالها بالحرب مع أوكرانيا لعدم فتح المجال لها لأي دعم مستقبلي لإيران حال وجهت طهران ضربة إلى إسرائيل، مما دفع واشنطن لزيادة دعمها العسكري لأوكرانيا خلال الأيام الماضية لتحقيق تقدم على الأراضي الروسية يجعل الروس ينشغلون بالمعركة ولا يفكرون بتوسيع الصراع مع الولايات المتحدة في أماكن صراع أخرى في العالم.
التقدم الذي حققته أوكرانيا على روسيا حيث لأول مرة تخترق كييف 45 كيلو متر داخل الأراضى الروسية، وهو ما يغير من معادلة الرحب المستمرة منذ أكثر من عامين، وهذا جاء بفضل الأسلحة الأمريكية وهو ما أعلنت عنه نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" سابرينا سينج، في 8 أغسطس الجاري، بأن توجيه ضربات في مقاطعة كورسك الروسية باستخدام أسلحة أمريكية يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة، موضحة حينها أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك إجراءات للحماية من الهجمات من هذه المنطقة، وهو ما يتناسب مع السياسة الأمريكية.
خلال الشهور الماضية، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يشتكي من قلة الدعم الغربي لأوكرانيا من الأسلحة، فعلى سبيل المثال في 18 مايو الماضي اتهم الرئيس الأوكراني، الدول الغربية بمنع بلاده من استخدام الأسلحة التي زودتها بها لضرب الأراضي الروسية، ولكن خلال ما يقرب من 3 أشهر فقط حدث تقدم كبير للقوات الأوكرانية بفعل تلك الأسلحة الأمريكية، جعل زيلينسكي نفسه يخرج أمس الثلاثاء ويؤكد أن القوات الأوكرانية سيطرت على 74 بلدة في الأراضي الروسية، بعد هجوم مفاجئ شنته، الأسبوع الماضي.
في أبريل الماضي، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على حزمة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 61 مليار دولار تقريبا، وذلك بعد أن توقفت إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا في مطلع عام 2024، بسبب تأخر الكونجرس الأمريكي في إقرار مشروع قانون ينص على منح المزيد من المساعدات العسكرية لها.
كل هذه التطورات تكشف حجم الدعم الأمريكي مؤخرا لأوكرانيا بالأسلحة لإحداث تطور في ميدان المعركة يجعل روسيا تنشغل بالحرب مع كييف وتبتعد عن التصعيد الذي تشهده المطقة، خاصة أن الصين يبدو أنها دخلت طرفا هي الأخرى في الصراع بعدما أعلن وزير خارجيتها وانج يي، يوم الإثنين الماضي، خلال اتصال مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كاني، دعم بلاده لإيران في الدفاع عن سيادتها وأمنها وكرامتها الوطنية بما يتوافق مع القانون وكذلك دعم طهران في جهودها للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
ربط بين تقدم أوكرانيا على موسكو ورغبة واشنطن في تحييد روسيا
في هذا السياق يؤكد هشام النجار، الباحث السياسي، أن هناك ربطا كبيرا بين التقدم الأوكراني في روسيا بدعم من الأسلحة الأمريكية وبين رغبة واشنطن في تحييد روسيا عن دعم إيران حال حدوث حرب إقليمية شاملة، متابعا: "ربما هناك ما هو أبعد من ذلك خاصة أن هناك أنباء عن مساعدة عسكرية وتدريبات من قبل أوكرانيا لحركات انفصالية في مالي تقاتل مجموعة فاجنر الروسية كي تمنعها في مضتعفة وتكريس نفوذها ومن الهيمنة بشكل كامل على الذهب والموارد فتتمكن من تعويض جزء من خسائرها في الحرب الأوكرانية".
ويضيف النجار في تصريحات لـ"الجمهور"، أنه من الوارد أيضا حصول ذلك بضوء أخضر أمريكي، ويدعم هذا أن هناك في الأساس توترات في العلاقة بين الحلفاء، لافتا إلى أن هناك توتر في علاقات ايران بروسيا كما أن هناك توتر في العلاقة بين إيران وسوريا وهو ما يجعل التدخل لإسناد إيران مستبعدا.
الهجوم الأوكراني في العمق الروسي ضربة استباقية
من جانبه، أكد فولوديمير شوماكوف، الدبلوماسي الأوكراني السابق، أن أوكرانيا اخترقت خطوط دفاعية روسية ودمرتها، وبصفة عامة لم تكن روسيا مستعدة حول الهجوم المضاد واختراق أوكرانيا لخطوط دفاعها، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من الأسرى الروس والذين كتبوا رسائل إلى بوتين حول رغبة تبادل الأسرى.
وأوضح الدبلوماسي الأوكراني السابق، ، خلال مداخلة على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن هناك مناقشات حول هجوم قوات مسلحة أوكرانية في العمق الروسي، لافتًا إلى أن هذا الهجوم هو ضربة استباقية وذلك لأن روسيا حشدت قواتها لتنفيذ هجمة، ولكن أوكرانيا هاجمت هذه القوات بالإضافة إلى عدد من المعسكرات الروسية وعدد من مستودعات الذخائر.
وقال إنه من غير المعروف حتى الآن هل سيكون هناك هجوم على نطاق واسع، أو سيكون الهجوم فقط في منطقة كورسك، لا سيما أن أوكرانيا تريد الهجوم في ثلاث اتجاهات أحدها بيلجورود الروسية.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً