«بأي ذنب دُمرت»، حكايات الدم والألم في 300 يوم من العدوان على غزة

300 يوم من الحرب على قطاع غزة

مارسيل أيمن

A A

300 يوم من الدمار والخراب، 300 يوم من القتل والدم في كل مكان، 300 يوم من كافة أشكال العنف والوحشية والإبادة الجماعية، ولا تزال آلة القتل الإسرائيلية تحصد أرواح مزيدًا من الفلسطينيين، وتهدم الكثير من المنازل والمبان، وتزيل عائلات كاملة ومربعات سكنية من خريطة غزة.

وخلال 300 يوم من القتل والدمار، لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرًا في استخدام كافة أساليب القتل والعنف والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، إذ ارتكبت قوات الاحتلال الكثير من المجازر، في سلسلة لا تنتهي من الاعتداءات المشينة بحق شعب أرض الزيتون على مدار سنوات.

العدوان يغير حياة أكثر من 2 مليون مواطن

ولم يكن ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة شهداء وجرحى فقط، بل تغيرت حياة أكثر من مليوني مواطن 360 درجة، بعدما اضطر الفلسطينيون لمغادرة منازلهم والعيش في خيام نازحين، وترك الأطفال مدارسهم وألعابهم للهرب من جحيم صواريخ الاحتلال التي لا تفرق بين كبير وصغير، ليس هذا فقط بل تم هدم عدد كبير من المساجد والكنائس، وخرجت مستشفيات كثيرة عن الخدمة، فيما تحولت مدن إلى ركام، في أبشع حرب إبادة جماعية يشهدها العالم في العصر الحديث منذ الحرب العالمية الثانية.

ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان

وخلال 300 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أوقع جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 139 ألف شهيد، ما بين قتيل وجريح، بخلاف ما لم يتم العثور عليه بسبب تواجده تحت الأنقاض، حيث قاربت أعداد الشهداء على الوصول لـ40 ألف شهيد، فيما اقتربت أعداد المصابين من 91 ألف مصاب وجريح.

الاحتلال يغتال أبرز قيادات حماس في ساعات

وخلال 300 يوم من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، عددًا من قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” داخل وخارج القطاع، أبرزهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، بصاروخ موجه صوب مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وعلى مستوى الصراع على كل الجبهات، تمكن جيش الاحتلال من اغتيال فؤاد شكر، المستشار العسكري لحسن نصر الله، الأمين العام لـ «حزب الله»، في هجوم على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

3457 مجزرة راح ضحيتها 50 ألف شهيد

وخلال تقرير إحصائي، نشره المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن أبرز أرقام حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 300 يومًا، تحدث التقرير عن ارتكاب جيش الاحتلال 3500 مجزرة، راح ضحيتها ما يقرب من 50 ألف شهيد، أغلبهم وصلوا للمستشفيات، فيما لا يزال هناك أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الركام والأنقاض.

69% من الضَّحايا من الأطفال والنساء

وطبقًا للتقرير، تنوعت أعداد الشهداء، حيث وصلت نسبة الضحايا من الأطفال والنساء لما يقرب من 69 % من أعداد الشهداء الإجمالية، حيث قُتل 16314 شهيدًا من الأطفال، و10980 شهيدة من النساء، بجانب 885 شهيدًا من الطواقم الطبية، و79 شهيدًا من الدفاع المدني، و165 شهيدًا من الصحفيين أخرهم الثنائي إسماعيل الغول ورامي الريفي مراسل، إلى جانب 35 شهيدًا قتلوا نتيجة المجاعة.

كما كشف التقرير، عن اكتشاف 7 مقابر جماعية، أقامها جيش الاحتلال داخل المستشفيات التي تم اقتحامها في قطاع غزة، تم انتشال 520 شهيدًا منها، بجانب آلاف المتواجدين تحت الأنقاض، وعشرات الآلاف من الجرحى والضحايا.

5000 معتقل وعشرات المباني المدمرة منذ السابع من أكتوبر

وعن حالات الاعتقال، كشف التقرير عن وصول أعداد المعتقلين من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي لما يقرب من 5000 معتقل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 310 حالات اعتقال من الكوادر الصحية، و36 حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم، بجانب عشرات غيرهم لم يتم معرفتهم.

وخلال 300 يوم من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، 198 مقرًا حكوميًا و117 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و332 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، كما تم توثيق 107 حالات إعدام بحق علماء وأساتذة جامعات وباحثين، وحتى دور العبادة لم تسلم من أذى جيش الاحتلال، حيث تم تدمير 821 مسجدًا و3 كنائس دمرها الاحتلال بشكل كلي وجزئي كما تم توثيق تدمير 206 من المواقع الأثرية والتراثية.

ليوثق التقرير حجم الدمار الكبير وغير المسبوق الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي طوال 300 يومًا من الحرب البشعة التي يبيد فيها سكان ومباني ومعالم غزة تمامًا، في واحدة من أعنف وأكثر الحروب دموية على وجه الأرض منذ قرون، وسط صمت العالم ومؤسساته.