«30 يونيو.. أصل الحكاية» حفل التنصيب (14) الرئيس السيسي حدد ملامح مشروع مصر التنموي.. ولا تهاون ولا مهادنة مع من يلجاً إلى العنف
الكاتب الصحفي مصطفي بكري
أحمد عجاج
بمناسبة مرور 11 عامًا على الثورة الشعبية، التي اندلعت في 30 يونيو 2013، اختص الكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري، موقع «الجمهور»، بأسرار وكواليس تنشر لأول مرة عن الثورة، تحت عنوان «30 يونيو.. أصل الحكاية».
وتعد هذه السلسة وثيقة جديدة عن مرحلة مهمة في تاريخ مصر، إذ لم يكن ما جرى من أحداث مجرد ثورة لتغيير نظام حكم، وإنما كان بمثابة وقفة جادة لاسترداد مصر من جماعة الإخوان، التي حاولت محو الهوية الوطنية، وإلقاء البلاد في غياهب المجهول.
قبل وبعد 30 يونيو، لم تكن مصر تواجه جماعة مارقة، وإنما قوى إقليمية ودولية، حاولت بشتى الطرق دعم الإخوان، وكان في مقدمة ذلك الترويج لفكرة عزل الرئيس المدني، وهي كلمة حق يراد بها باطل، مدنية الحاكم وفقا للأدبيات السياسية، أن يكون الحاكم متجردا من أي أيديولوجيا ضيقة يضع نفسه في دائرتها ويحكم شعبه وفقا لمبادئها وشروطها.
صحيح جماعة الإخوان كانت تعيش في بلادنا، ولكن مصر لم تكن تمثل للجماعة أي شيء، إذ ذكر منظّر الجماعة الأول «سيد قطب» أن الوطن «حفنة تراب عفن» ليأتي بعدها بسنوات المرشد الأسبق للجماعة مهدي عاكف بمقولة «الإخوان فوق الجميع»، هذه الكلمات وغيرها من المواقف، ربما تفسر لماذا خرجت تلك الحشود الهائلة في ثورة 30 يونيو، لإسقاط حكم الجماعة التي فشلت في فهم طبيعة الشعب المصري، أكثر شعوب العالم تمسكا بأرضه، وكذلك من أكثر الشعوب رفضا للطائفية.. مصر كانت وستظل أكبر من أي فصيل.
بالطبع يحمل تاريخ الدولة المصرية، مثل العديد من الدول، كبوات وأزمات، ولكن الفارق بين أمة وأخرى، هي جينات الحضارة التي تمنح الأمة القدرة على البناء والقوة في مواجهة عوامل الهدم.
«30 يونيو.. أصل الحكاية»
«هذا كله وكثيرٌ غيره» على مدار سلسلة من الحلقات، يستعرض موقع «الجمهور» تفاصيل وكواليس وأسرار «30 يونيو.. أصل الحكاية»، في رحلة بحث وتقصٍ، استهلها الكاتب الكبير مصطفى بكري بالمواجهة مع مرسي، وقضية اقتحام السجون، خطاب النهاية، لحظات الحسم، حان وقت الرحيل، الخيار الأخير، ما بعد 30 يونيو، طريق الخلاص التفويض الشعبي، اعتصام رابعة المسلح، لحظة الحقيقة.
حفل التنصيب
قال الكاتب الصحفي مصطفي بكري، أنه في الثامن من شهر يونيو 2014، أدى المشير عبدالفتاح السيسى، اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، كرئيس للجمهورية، بحضور أعضاء الجمعية العمومية برئاسة المستشار أنور العاصى رئيس المحكمة بالإنابة، وأيضًا حضور الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور وآخرين.
وأضاف مصطفى بكرى، إن الرئيس السيسي، تقدم بخطوات واثقة، وأدى القسم، بينما كان التليفزيون المصري يبث الحدث التاريخي على الهواء «أقسم بالله العظيم أن احترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الوطن وأحافظ على سلامة أراضيه».
تسليم وتسلم الرئاسة
بعد انتهاء مراسم أداء اليمن الدستورية توجه الرئيس السيسى، رفقة المستشار عدلى منصور، إلى قصر الاتحادية بحي مصر الجديدة، الذى شهد حفل التسلم والتسليم، وقام الرئيس السيسى بالتوقيع على وثيقة تسلمه السلطة.
فى هذا الوقت كان الشعب المصرى يتابع الحدث، مظاهر الاحتفالات الشعبية تنطلق في الشوارع والميادين، أجهزة الأمن اتخذت إجراءات قوية للحيلولة دون تحركات الإخوان الذين قالوا «إنهم سيسعون إلى إفساد الاحتفال بتنصيب الرئيس الجديد».
فوز كاسح فى الانتخابات الرئاسية
كان الرئيس السيسى، حقق فورًا كاسحًا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر مايو من ذات العام، وبحسب النتائج حصد الرئيس السيسى على أكثر من 96.91%، من الأصوات الصحيحة، بينما لم يحقق منافسه حمدين صباحى، نسبة لا تذكر.
21 طلقة ترحيبًا بالرئيس الجديد
أطلقت المدفعية 21 طلقة، وتم عزف السلام الوطني واستعرض الرئيس حرس الشرف، جاء موعد استقبال الرئيس لضيوفه من القادة العرب والأجانب.
وفى نفس اليوم، كان موعدنا مع حفل التنصيب، توجهنا إلى قصر القبة، وجوه عديدة تمثل ألوان الطيف السياسى كافة، الدعوات شملت الجميع باستثناء أعضاء وقيادات الجماعة الإرهابية.
كلمة الرئيس السيسي أمام الحضور
وقف الرئيس السيسى، أمام الحشد الكبير يلقى كلمته، ووجه الشكر إلى الرئيس السابق عدلى منصور، تعهد أمام الشعب بأنه سوف يسهر على احترام الدستور، وتعهد أيضًا بإنجاز الاستحقاق الثالث، وهو الانتخابات البرلمانية، وأيضًا رعاية مصالح الشعب رعاية كاملة.
كلمات الرئيس خلال الحفل
توقف المراقبون أمام كلمات الرئيس السيسى التى قال فيها « إننى رئيس لكل المصريين، لا تفريق بين مواطن وآخر، ولا إقصاء لأحد، لكل مصرى دوره الوطني، وأتعهد بأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».
تحدث الرئيس السيسى، فى هذا الخطاب عن « توجه جديد في تاريخ الدولة المصرية، يدعم اقتصادًا عملاقًا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة، كما أكد في المقابل على الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودي الدخل وتنمية المناطق المهمشة».
لم يكن الرئيس السيسى، يغالى فى كلماته عندما فتح صدره للجميع مع بداية عهده الرئاسي وقال «أتطلع إلى عصر جديد يقوم على التصالح والتسامح من أجل الوطن، تصالح مع الماضي، وتسامح مع من اختلفوا من أجل الوطن وليس عليه، تصالح ما بين أبناء وطننا باستثناء من أجرموا في حقه أو اتخذوا من العنف منهجًا».
قال الرئيس: «أتطلع إلى انضمام كافة أبناء الوطن، كل من يرون مصر وطنًا لنبنى سويًا مستقبلاً لا إقصاء فيه لمصري، وتحقيق العيش والحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، أما من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر، فلا مكان لهم فى تلك المسيرة.
حسم الرئيس ضد العنف
توقف الرئيس السيسى، لثوان معدودة وقال بحسم، «أقولها واضحة جلية، لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجاً إلى العنف»، ومن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذى نريده لأبنائنا لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون دولة بلا هيبة»، وقال: «أعدكم بأن المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها على التوازى مع جهدنا جميعا أنتم وأنا لتحقيق الآمال والتطلعات».
رؤية واضحة للرئيس لمواجهة التحديات التي تواجه مصر
قدم الرئيس السيسى، فى خطابه المطول فى هذا اليوم رؤيته الواضحة والمحددة للتحديات التي تواجه مصر، وسبل التصدي لها، وقدم روشتة علاج ناجعة، ووعد بتحقيق المزيد من الطموحات وتحدث في هذا اليوم عن محاور التنمية للفترة المقبلة.
تحدث الرئيس السيسى فى خطاب التنصيب قائلا : سنعمل من خلال محورين أساسيين أحدهما يدشن للمشروعات الوطنية العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس، وإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، وتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية.
أما المحور الآخر، يختص بإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحقق انتشارًا أفقيًا في المناطق المحورية، ويوفر مدخلات بسيطة في مختلف مراحل العملية التصنيعية، بما يوفر العملات الصعبة وينهض بالمناطق المهمشة والأكثر فقرًا.
التنمية الزراعية والنهوض بالصناعة
وتحدث الرئيس عن التنمية الزراعية، قائلا : سيكون لها نصيب كبير من جهود التنمية في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال عدة محاور أهمها مشروع ممر التنمية وما سيوفره من أراض صالحة للزراعة، فضلاً عن إعادة تقسيم المحافظات المصرية وخلق ظهير زراعى لكل محافظة، وتوفير فرص عمل جديدة فضلاً عن الاعتماد على الأساليب العلمية للرى ومعالجة المياه.
ويضيف الكاتب مصطفى بكرى، كان خطاب السيسي بمثابة دليل عمل للفترة المقبلة، وعلى الرغم من محاولات تعطيل المسيرة، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، كان مصممًا على المضى فى طريق استعادة الدولة وبنائها مهما كانت شراسة المؤامرات الداخلية والخارجية.
وإلى هنا تكون انتهت هذه الحلقات التي استمرت على مدار 14 حلقة روي خلالها الكاتب الصحفي مصطفي بكري لـ«الجمهور»، أسرار أول مره تنشر عن ثورة 30 يونيو.
اقرأ أيضا:
30 يونيو.. أصل الحكاية، مصطفى بكرى يكشف لـ«الجمهور» أسرار تنشر لأول مرة عن الثورة
«30 يونيو.. أصل الحكاية» الخيار الأخير (12) تفاصيل خطاب للسيسي لم يذاع.. وسر آخر بيان بالزي العسكري
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً