الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:08 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«30 ‎يونيو.. أصل الحكاية» الرئيس المنتظر (13) الترشح للرئاسة بأمر الشعب وشروط قبول السيسي للمنصب.. والاستفتاء على الدستور يحسم الأمر

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

أحمد عجاج

A A

بمناسبة مرور 11 عامًا على الثورة الشعبية، التي اندلعت في 30 يونيو 2013، اختص الكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري، موقع «الجمهور»، بأسرار وكواليس تنشر لأول مرة عن الثورة، تحت عنوان «30 يونيو.. أصل الحكاية».

وتعد هذه السلسة وثيقة جديدة عن مرحلة مهمة في تاريخ مصر، إذ لم يكن ما جرى من أحداث مجرد ثورة لتغيير نظام حكم، وإنما كان بمثابة وقفة جادة لاسترداد مصر من جماعة الإخوان، التي حاولت محو الهوية الوطنية، وإلقاء البلاد في غياهب المجهول.

قبل وبعد 30 يونيو، لم تكن مصر تواجه جماعة مارقة، وإنما قوى إقليمية ودولية، حاولت بشتى الطرق دعم الإخوان، وكان في مقدمة ذلك الترويج لفكرة عزل الرئيس المدني، وهي كلمة حق يراد بها باطل، مدنية الحاكم وفقا للأدبيات السياسية، أن يكون الحاكم متجردا من أي أيديولوجيا ضيقة يضع نفسه في دائرتها ويحكم شعبه وفقا لمبادئها وشروطها.

صحيح جماعة الإخوان كانت تعيش في بلادنا، ولكن مصر لم تكن تمثل للجماعة أي شيء، إذ ذكر منظّر الجماعة الأول «سيد قطب» أن الوطن «حفنة تراب عفن» ليأتي بعدها بسنوات المرشد الأسبق للجماعة مهدي عاكف بمقولة «الإخوان فوق الجميع»، هذه الكلمات وغيرها من المواقف، ربما تفسر لماذا خرجت تلك الحشود الهائلة في ثورة 30 يونيو، لإسقاط حكم الجماعة التي فشلت في فهم طبيعة الشعب المصري، أكثر شعوب العالم تمسكا بأرضه، وكذلك من أكثر الشعوب رفضا للطائفية.. مصر كانت وستظل أكبر من أي فصيل.

بالطبع يحمل تاريخ الدولة المصرية، مثل العديد من الدول، كبوات وأزمات، ولكن الفارق بين أمة وأخرى، هي جينات الحضارة التي تمنح الأمة القدرة على البناء والقوة في مواجهة عوامل الهدم.

«30 يونيو.. أصل الحكاية»

«هذا كله وكثيرٌ غيره» على مدار سلسلة من الحلقات، يستعرض موقع «الجمهور» تفاصيل وكواليس وأسرار «30 يونيو.. أصل الحكاية»، في رحلة بحث وتقصٍ، استهلها الكاتب الكبير مصطفى بكري بالمواجهة مع مرسي، وقضية اقتحام السجون، خطاب النهاية، لحظات الحسم، حان وقت الرحيل، الخيار الأخير، ما بعد 30 يونيو، طريق الخلاص التفويض الشعبي، اعتصام رابعة المسلح، لحظة الحقيقة.

وتعد هذه السلسلة من الحلقات، مرجعية للأجيال المقبلة لتتعرف على فترة مهمة من تاريخ مصر، التي كانت قاب قوسين أو أدنى أن تنضم إلى قائمة البلدان التي سقطت في دوامة اللا دولة.

الرئيس المنتظر

قال الكتب الصحفي مصطفى بكري: لم يكن أمام الفريق أول عبد الفتاح السيسي، خيار آخر، كان يدرك أن المرحلة المقبلة، تحتاج إلى رجل من طراز خاص، فثورة الشعب المصري فى الثلاثين من يونيو قد حسمت الخيار.

رفعت الجماهير صوره.. هتفت.. استدعته لقيادة المرحلة الجديدة، وفى الثالث من يوليو جاء البيان الحاسم الذى عبر عن آمال وتطلعات الجماهير, بإسقاط حكم الإخوان إلى غير رجعة.

كانت مصر تغلي.. تموج بالتظاهرات المؤيدة والداعمة، غير أن جماعة الإخوان وتابعيها، بدأوا الحرب ضد الدولة الجديدة، استهدفوا الشعب والجيش والشرطة، أشعلوا النيران فى مؤسسات الدولة، واعتصموا فى رابعة والنهضة وأشهروا الأسلحة فى مواجهة الجميع.

حجم وخطورة المرحلة

كان الرئيس المؤقت عدلي منصور يدرك حجم وخطورة المرحلة، ويعرف أن مهمته هي إنجاز خارطة الطريق وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن إرادة الشعب ويتبنى مطالبه وأهدافه.

تفويض السيسي ضد إرهاب الجماعة

فى لحظات المواجهة الحاسمة كان الهدف هو الدولة ومؤسساتها ورموزها، كان الفريق‏ أول عبد الفتاح السيسي القائد العام ووزير الدفاع، فى هذا الوقت يدرك حقيقة المخطط جِيِدًا، فيتعامل بحرص شديد، كان قريبًا من الجماهير، وعندما اشتد عنف الإخوان وإرهابهم، طلب منذ البداية تفويضًا من الشعب يمنحه شرعية المواجهة، خرج الناس بالملايين، أكثر من أربعين مليونًا احتشدوا فى الشوارع والقرى والميادين يفوضونه بلا حدود.

مساندة الأمة العربية لمصر فى حربها على الإرهاب

والسيسي يعرف تمامًا أن الهدف ليس مصر فقط، ولكن الأمة بأسرها، ولذلك وقف العرب إلى جواره بكل قوة وحسم، كان الملك عبد الله بن عبدالعزيز (رحمة الله عليه) واضحًا ومحددا، وكان قادة الإمارات والكويت وغيرهم قد أخذوا على عاتقهم الدفاع عن مصر حتى آخر مدى، وكانت مواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتصالاته بالروس والأمريكيين ترد على الخطاب المعادي لحركة حماس التي راحت الأصابع تشير إلى وقوفها خلف العديد من العمليات الإجرامية فى سيناء، وكذلك الأردن والبحرين والعديد من البلدان الأخرى.

حتى هذا الوقت لم يكن ‏الفريق أول السيسي قد استجاب للمطالب الجماهيرية المتصاعدة التي سعت لإقناعه بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية باعتباره الرجل الذى يحظى بثقة عارمة فى أوساط الشعب المصري.

وفى لقاءات متعددة، وتحديدًا تلك التي جرت فى نادى الجلاء للقوات المسلحة، كانت النخبة تناشد السيسي الترشح، لكنه كان يبتسم فى هدوء ولا يعطى إجابة واضحة، كأنه كان ينتظر الكلمة الفصل للشعب المصري.

الترشح للرئاسة بأمر الشعب

وعندما ذهب المواطنون إلى صناديق الاستفتاء فى النصف الثاني من شهر يناير 2014 يحملون صور السيسي، سيدات ورجالاً، فتيات وشبانًا، كان فى أذهانهم كلمة السيسي «الشعب يأمر ونحن ننفذ».

فى هذه اللحظات تذكر المصريون، فترات الألم، والموت، والدمار والفوضى، وحكم جماعة الإخوان، أدركوا أن الخلاص واستعادة الدولة المخطوفة وإعادة بنائها لن يتم إلا على يد هذا القائد العسكري المغوار.

تذكروا خطابه فى 31 أكتوبر 2013 فى نادى الجلاء عندما قال، «إن حلم أن تكون مصر اد الدنيا ليس مستحيلا»، وعندما ألحوا عليه بالترشح قال، «انتظروا الاستحقاق الخاص بالاستفتاء على الدستور ثم أحدد موقفي»، وعندما أعلنت النتيجة الحاسمة، لم يكن أمامه من خيار.

انتظر المصريون أن يعلن السيسي ساعة الحسم، لكنه التزم الصمت، كان الحديث يدور فى هذا الوقت حول ماذا سيحدث يوم الخامس والعشرين من يناير.

كانت جماعة الإخوان الإرهابية وبعض الفصائل التابعة لها قد هددت بالرد فى الذكرى الثالثة لاحتفالات الثورة، والخروج فى تظاهرات عارمة، غير أن الشعب المصري فاجأ الجميع بخروج الملايين فى هذا اليوم.

تظاهرات عارمة فى أنحاء البلاد تطالب بترشح السيسي

كنت قد مضيت منذ الصباح الباكر إلى المظاهرة التي دعونا إليها فى ميدان العباسية، تجمع المئات فى بداية الأمر، ثم سرعان ما تجاوز العدد عشرات الآلاف بعد ظهر ذات اليوم، وكان ذلك حال مصر كلها وتحديدًا الميادين والشوارع الرئيسية.

خرج هؤلاء الملايين ولهم مطلب واحد ووحيد، هو أن يترشح الفريق أول السيسي لرئاسة الجمهورية، وأن يستجيب لمطلب الشعب المصري الذى رأى فيه المنقذ للبلاد من خطر الفوضى.

تذكرت فى هذا الوقت؛ ما جرى فى الاحتفال بالذكرى الأربعين لانتصار أكتوبر 1973 فى نادى الجلاء، كنت قد سألت الفريق أول السيسي فى لقاء مصغر بصالون النادي قبيل الحفل عن رؤيته للواقع المصري فى الفترة الراهنة، وهنا تحدث الرجل عن الحالة المصرية والوضع الاقتصادي بطريقة تعكس الإحساس بعمق الأزمة وتحدياتها، لكنه أبدًا لم يكن يائسًا من القدرة على المواجهة.

مسرح الجلاء ومحاولات الإقناع

وعندما دخل إلى قاعة الاحتفال صفق الحاضرون كثيرًا؛ ولحظة أن تحدث إلى المشاركين عن الحالة المجتمعية الراهنة طالبه أحد الحاضرين بحسم أمره والترشح للرئاسة، وساعتها قال السيسي، «ما أسهل أن يأتي رئيس للجمهورية، لكن المشكلة الأكبر هي كيف سيتعامل مع مشاكل المجتمع». وأضاف: «إن موازنة مصرا لحالية لا تفي إلا بـ10 من احتياجات الشعب المصري».

فى هذه اللحظة صفق الحاضرون وعلت الأصوات لتقول «احنا معاك وهنتحمل وسنكون سندًا لك، اعقلها وتوكل»!! كان السيسي منذ إعلانه عن خارطة الطريق فى الثالث من يوليو 2013 قد ترك أمور الحكم للإدارة الجديدة التي تولى أمرها بشكل مؤقت المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، وإلى جواره حكومة لم يكن الجيش طرفًا فى تشكيلها إلا بترشيحات محدودة بل فضل أن يلقى إليها بعبء المسئولية دون تدخل فى شئونها حتى أن رئيس الوزراء د. حازم الببلاوي الذى تم اختياره فى هذا الوقت، قال فى أكثر من حديث تليفزيوني «إن السيسي كان يلتزم الصمت فى كثير من اجتماعات مجلس الوزراء، ولم يكن يتحدث إلا قليلاً، ولم يتدخل من قريب أو بعيد فى شئون الحكم».

إرادة الجماهير والرأي العام ما زال يضغط

مع تداعى الأوضاع الأمنية والاقتصادية بعد انتصار الجيش لإرادة الجماهير وتوالى الأزمات فى ظل هذه الحكومة، والدور الذى لعبه محمد البرادعي فى هذا الوقت، كان الرأي العام يلح وبشدة على ضرورة حسم «الفريق أول عبدالفتاح السيسي» لأمره فهو الذى يجب أن يقود السفينة لإنقاذها من الأمواج العاصفة ولم يكن هناك خيار آخر.

كانت الرغبة عارمة والحاجة ملحة، أدرك المصريون أن المواصفات التي يتمتع بها السيسي، جسارته وقوته، قدرته وإنسانيته، وعيه وعقيدته الوطنية، إضافة إلى كونه قائد المؤسسة العسكرية التي انتصرت لإرادة الشعب كل هذه العوامل كانت دافعًا للجماهير لإقناعه بالترشح لهذا المنصب الرفيع.

الشعب اختار رئيسه قبل ترشحه 

كان العقل الجمعي المصري قد حسم أمره، وكان الخيار الشعبي قد استقر على اسم القائد المنتظر، ولم يبق أمامه سوى أن يستجيب لإرادة الجماهير.

ومع تصاعد أعمال الإرهاب فى الداخل، وتصعيد الضغوط والمؤامرات من الخارج، ازداد إلحاح المصريين، إنهم يريدون أن يسمعوا كلمة واحدة من الرجل الذى أنقذ مصر من خطر الفوضى وحمل روحه على كفه، ولم يعباً بالضغوط أو يستجب لها.

الندوة التثقيفية الثامنة وبوادر قبول السيسي للترشح

وخلال الندوة التثقيفية الثامنة التي عقدت فى نادى الجلاء يوم السبت الحادي عشر من يناير 2014 كان السيسي يبدو أكثر قبولاً للخيار الشعبي، فقد حدد الموقف من الترشح لانتخابات الرئاسة على الوجه التالي:

أولاً: دعونا ننتهى من استحقاقات الاستفتاء على الدستور قبل أي شيء آخر.

ثانيًا: لابد من الحصول على تفويض من الجيش للترشح أولا.

ثالثًا: إذا قرر الشعب فلن نستطيع سوى الاستجابة لإرادته.

رابعًا: القرار رهن أيضًا بمدى استعداد الشعب لتحمل المسئولية معه.

 كانت الإجابة عن التساؤلات التي طرحها السيسي تؤكد فى هذا الوقت، أنه يمضى على طريق الترشح للانتخابات الرئاسية، ولكنه فقط كان ينتظر الكلمة الأخيرة من الشعب.

شروط قبول السيسي الترشح للرئاسة

وكانت الكلمة الأخيرة فى هذا الوقت مرهونة بشرطين أساسيين:

الأول: نسبة المشاركة والموافقة على الدستور الجديد، وبالفعل جاءت نسبة المشاركة بما يزيد على 36% أي بزيادة عددية تبلغ حوالى 3.5 مليون مشارك فى التصويت مقارنة بالاستفتاء على دستور الإخوان فى ديسمبر 2012 فجاءت نسبة الذين قالوا «نعم» على هذا الدستور 98.1‏% بينما لم يحصل دستور الإخوان إلا على نسبة 36.8% من مجموع المصوتين.

الثاني: هي موقف الشعب فى 25 يناير 2014 الذى بدا مبهرًا، حيث خرج ملايين المصريين يطالبونه بالترشح لانتخابات الرئاسة فكان ذلك استفتاء جديدًا.

فى مساء الخامس والعشرين من يناير، كان السيسي قد اتخذ قراره النهائي ولم يبق سوى الإعلان، لاسيما بعد إعلان الرئيس المؤقت عدلي منصور عن إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية استجابة للإرادة الشعبية والنص الدستوري، لقد أصبح الأمر محسوما، ولم يتبق سوى الإعلان.

اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة يناير 2014

فى هذا الوقت اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى السابع والعشرين من يناير 2014، واتخذ قراره بالموافقة للقائد العام بالإذن بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

كان البيان الصادر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى هذا الوقت محددا، وكانت الكلمات منتقاه فقد قال البيان: «قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الإذن للفريق أول عبدالفتاح السيسي أن يتصرف وفق ضميره الوطني، ويتحمل مسئولية الواجب الذى نودى إليه، وخاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب فى صناديق الاقتراع وأن المجلس فى كل الأحوال يعتبر أن الإرادة العليا لجماهير الشعب هي الأمر المطاع والواجب النفاذ فى كل الظروف».

لم يكن البيان يحوى أي تدخل فى شئون الانتخابات، ولا أي تأييد للمشير السيسي أو غيره، لكن من كانوا يتربصون انتظروا اللحظة، بيانات تصدر وأكاذيب تتردد، كلها أرادات النيل من المؤسسة العسكرية واتهامها بالتدخل فى شئون الانتخابات الرئاسية، وتأييد المرشح المشير عبدالفتاح السيسي فى الانتخابات المقبلة.

محاولات اقحام المؤسسة العسكرية فى صراع 

لقد استغل البعض منابر إعلامية وصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي لإقحام المؤسسة العسكرية فى الصراع الدائر فى المجتمع، وهى كلها أمور أثارت استياءً واسعًا داخل القوات المسلحة التي كانت مشغولة فى هذا الوقت بخوض حرب شرسة ضد الإرهاب الذى يمارس ضد الشعب والدولة.

عادت ذات الوجوه تطل مجددا، كأنها تعيد السيناريوهات السابقة نفسها، وراحت تردد الشعار الكريه ذاته «يسقط حكم العسكر»!

الموجة الثالثة من الحرب ضد السيسي

هكذا بدأت الموجة الثالثة من الحرب الموجهة ضد «السيسي» وضد المؤسسة العسكرية، تأخذ طريقها من خلال التشكيك والادعاءات الزائفة، ومحاولة المصادرة على حق الشعب فى التعبير عن رأيه، ودعمه لرجل انحاز إلى إرادة المصريين وحمى البلاد من خطر الفوضى والحرب الأهلية.

زيارة السيسي إلى موسكو

فى هذا الوقت كانت زيارة المشير السيسي إلى موسكو مؤشرًا على طبيعة المرحلة الجديدة، وقد توقف المصريون كثيرًا أمام هذه الزيارة الناجحة، والدعم الروسي للسيسي ومباركة الرئيس بوتين له بالترشح لرئاسة الجمهورية.

لم يكن الدعم لترشح السيسي فقط مصريًا، بل كان هناك دعم عربي وإقليمي، ودولي أيضا.

زيارة رئيس الأركان لدولة الإمارات

وفى هذا الوقت قام الفريق صدقي صبحى (رئيس الأركان) بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة فى السابع من فبراير 2014، ومن هناك أدلى بتصريح قال فيه «إن موقف الإمارات ودعمها لجميع مطالب الشعب المصري التي خرج من أجلها فى ثورة 30‏ يونيو، سيذكره التاريخ، وأنه كان من أهم المواقف فعالية فى نجاح الثورة وتثبيت أركانها وقدرتها على حرب الإرهاب التي تقودها جماعة الإخوان ضد الشعب منذ إعلان خارطة الطريق وحتى الآن».

وكان موقف الإمارات مهمًا وضروريًا، باعتبارها واحدة من أهم الدول التي ساندت مصر ووقفت إلى جوارها وكان موقفها داعمًا الرئيس المقبل لمصر فى إطار برنامج يستهدف إنقاذ الاقتصاد المصري من الانهيار.

وفى يوم الاثنين 3 مارس 2013‏ ألقى المشير عبد الفتاح السيسي خطابًا مهماً فى الكلية الحربية تحدث فيه بشكل أكثر وضوحًا حول عزمه التقدم للترشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية ورد خلاله على تساؤلات المواطنين.

وقال السيسي فى كلمته: «إذا كان البعض يتساءل ولماذا لا يوجد حسم للأمر، فأود القول إن أي إنسان لا يشغل منصبًا عامًا يكون حرًا فى تصرفاته وأن يعلن عن موقفه كما يريد، ولكن عندما تكون هناك مسئوليات فلابد من الحفاظ عليها».

وأضاف السيسي: «هناك ترتيبات كثيرة، ونحن نعمل فى ظروف صعبة، ولا يستطيع أحد أن يعطى ظهره للمصريين»، ثم قال بلغة حاسمة «أرجو أن تكون الرسالة وصلتكم».

لقاء السيسي برؤساء التحرير والإعلامين

وبعد انتهاء الخطاب التقى بنا المشير السيسي، وكنا مجموعة من رؤساء التحرير والإعلاميين وعندما سألته عن الموقف قال «أقدار الأوطان ليست هينة، ولو كنت مش ناوى استجيب لإرادة الشعب لأعلنت ذلك منذ ثلاثة شهور هذا الأمر حسم وانتهى».

وبعد نشر تلك الأنباء اطمأن المصريون بعد أن تأكدوا أن القائد استجاب لمطلبهم، وقرر حسم خياره والترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأصبح الناس ينتظرون موعد الإعلان الرسمي للترشح.

بيان المشير السيسي للترشح لانتخابات الرئاسة

وفى حوالى التاسعة والنصف من مساء الأربعاء السادس والعشرين من شهر مارس 2014 أطل علينا المشير عبد الفتاح السيسي من شاشة التليفزيون المصري ليعلن أخيرًا أنه استجاب للاستدعاء الشعبي وقرر أن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية.

كانت كلماته من القلب، أصر على أن يبعث برسالته، مرتديًا الزى العسكري، أراد أن يؤكد المعنى والدلالة وقال «يا شعب مصر العظيم، أقف معكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع وقد ارتديت الزى العسكري فى عام ‎1970وكنت طالبًا فى الثانوية الجوية» وقال: «واليوم أترك الزى من أجل الدفاع عن الوطن».

كانت الكلمات مؤثرة، وكان القرار أصعب، كادت الدموع تنهمر من عينيه، إنها اللحظة الفارقة بين مرحلة وأخرى.

بدا المشير بسيطًا وهو يقول: «بكل تواضع أعلن اعتزامي الترشح لرئاسة الجمهورية وتأييدكم سيمنحني هذا الشرف العظيم وأنا أمتثل لجماهير الشعب المصري والترشح شرف لي طالبني به الشعب».

بات المصريون وكأنهم على موعد مع القدر، عمّت الفرحة أرجاء المعمورة، استعد الناس لليوم العظيم، تكاتفوا وانتظروا اللحظة.

اصطفاف المصريين لاختيار السيسي رئيسًا

وفى السادس والعشرين من شهر مايو 2014 كانوا على موعد مع الانتخابات، اصطفوا طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم وبعد فرز الأصوات، كانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تعلن فى الثالث من شهر يونيو 2014‏ فوز المشير عبد الفتاح السيسي بنسبة تقارب الـ97%، سادت الفرحة جموع البلاد، انطلقت المظاهرات واحتشدت الجماهير فى الميادين، وانتظرت بداية صفحة جديدة فى تاريخ مصر المعاصر.

وفى الحلقة المقبلة انتظروا أسرارًا تنشر لأول مرة.

اقرأ أيضا:

30 يونيو.. أصل الحكاية، مصطفى بكرى يكشف لـ«الجمهور» أسرار تنشر لأول مرة عن الثورة

30 يونيو.. أصل الحكاية، أسرار تنشر لأول مرة (1) المواجهة مع مرسي واستقواء الجماعة بالخارج وخيرت الشاطر الحاكم بأمره

«30 يونيو.. أصل الحكاية» أسرار تنشر لأول مرة (2) عن اقتحام السجون وتفاصيل لقاء الشاطر وتهديده للسيسي بتدخل أمريكا

«30 يونيو.. أصل الحكاية» خطاب النهاية (3) مرسي يهاجم معارضيه من مدينة نصر.. والجيش يحبط مخطط الإخوان لاعتقال رموز مصر

«30 يونيو.. أصل الحكاية» لحظات الحسم (4) كارت أحمر في الميادين ضد مرسي، وخطة «النفس الأخير» الأمريكية لإنقاذ الجماعة

«30 يونيو.. أصل الحكاية»، حان وقت الرحيل (5) سر مكالمة جون كيرى الأخيرة لـ «عمرو موسى» وفشل مخطط جماعة الإخوان لاقتحام مبنى المخابرات وترسانة أسلحة فى مكتب الإرشاد

«30 يونيو.. أصل الحكاية» الخيار الأخير (6) أخطر 48 ساعة فى تاريخ مصر..تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى والاستقالات تضرب حكومة «قنديل» وواشنطن تتواصل مع خيرت الشاطر

«30 يونيو.. أصل الحكاية» طريق الخلاص (7) بيان 3 يوليو الحاسم ومحاولات إقناع مرسي بالموافقة على حل وسط لإنقاذ البلاد من الدخول فى صراعات

«30 يونيو.. أصل الحكاية» ما بعد 3 يوليو (8) الإخوان يحاولون نشر الفوضى.. والمصريون يجبرون الإدارة الأمريكية على تغيير موقفها

«30 يونيو.. أصل الحكاية» التفويض الشعبي (9) كواليس وأسرار فض الاعتصامات المسلحة.. جماعة الإخوان ترفض كل المبادرات.. وتضرب برسالة «سليم العوا» عرض الحائط

«30 يونيو.. أصل الحكاية» اعتصام رابعة المسلح (10) مناورات محمد البرادعي لمنح الإخوان مزيدًا من الوقت وسر الحديث المشبوه مع واشنطن بوست

«30 يونيو.. أصل الحكاية» لحظة الحقيقة (11) دعم الدول العربية لمصر بعد ثورة 30 يونيو ضد إرهاب جماعة الإخوان.. السعودية تتحدى أمريكا «لن نسمح بالعبث بأمن مصر»

«30 ‎يونيو.. أصل الحكاية» الخيار الأخير (12) تفاصيل خطاب للسيسي لم يذاع.. وسر آخر بيان بالزي العسكري

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search