الإثنين، 01 يوليو 2024

10:30 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

«30 يونيو.. أصل الحكاية» أسرار تنشر لأول مرة (2) عن اقتحام السجون وتفاصيل لقاء الشاطر وتهديده للسيسي بتدخل أمريكا

ثورة 30 يونيو

ثورة 30 يونيو

أحمد عجاج

بمناسبة مرور 11 عامًا على الثورة الشعبية، التي اندلعت في 30 يونيو 2013، اختص الكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري، موقع «الجمهور»، بأسرار وكواليس تنشر لأول مرة عن الثورة، تحت عنوان «30 يونيو.. أصل الحكاية».

وتعد هذه السلسة وثيقة جديدة عن مرحلة مهمة في تاريخ مصر، إذ لم يكن ما جرى من أحداث مجرد ثورة لتغيير نظام حكم، وإنما كان بمثابة وقفة جادة لاسترداد مصر من جماعة الإخوان، التي حاولت محو الهوية الوطنية، وإلقاء البلاد في غياهب المجهول.             

قبل وبعد 30 يونيو، لم تكن مصر تواجه جماعة مارقة، وإنما قوى إقليمية ودولية، حاولت بشتى الطرق دعم الإخوان، وكان في مقدمة ذلك الترويج لفكرة عزل الرئيس المدني، وهي كلمة حق يراد بها باطل، مدنية الحاكم وفقا للأدبيات السياسية، أن يكون الحاكم متجردا من أي أيديولوجيا ضيقة يضع نفسه في دائرتها ويحكم شعبه وفقا لمبادئها وشروطها.

صحيح جماعة الإخوان كانت تعيش في بلادنا؛ ولكن مصر لم تكن تمثل للجماعة أي شيء، إذ ذكر منظّر الجماعة الأول «سيد قطب» أن الوطن «حفنة تراب عفن» ليأتي بعدها بسنوات المرشد الأسبق للجماعة مهدي عاكف بمقولة «الإخوان فوق الجميع»، هذه الكلمات وغيرها من المواقف، ربما تفسر لماذا خرجت تلك الحشود الهائلة في ثورة 30 يونيو، لإسقاط حكم الجماعة التي فشلت في فهم طبيعة الشعب المصري، أكثر شعوب العالم تمسكا بأرضه، وكذلك من أكثر الشعوب رفضا للطائفية.. مصر كانت وستظل أكبر من أي فصيل.

بالطبع يحمل تاريخ الدولة المصرية، مثل العديد من الدول، كبوات وأزمات، ولكن الفارق بين أمة وأخرى، هي جينات الحضارة التي تمنح الأمة القدرة على البناء والقوة في مواجهة عوامل الهدم.

«30 يونيو.. أصل الحكاية»

«هذا كله وكثيرٌ غيره» على مدار سلسلة من الحلقات، يستعرض موقع «الجمهور» تفاصيل وكواليس وأسرار «30 يونيو.. أصل الحكاية»، في رحلة بحث وتقصٍ، استهلها الكاتب الكبير مصطفى بكري بالمواجهة مع مرسي، وقضية اقتحام السجون، خطاب النهاية، لحظات الحسم، حان وقت الرحيل، الخيار الأخير، ما بعد 30 يونيو، طريق الخلاص التفويض الشعبي، اعتصام رابعة المسلح، لحظة الحقيقة. 

وتعد هذه السلسلة من الحلقات، مرجعية للأجيال المقبلة لتتعرف على فترة مهمة من تاريخ مصر، التي كانت قاب قوسين أو أدنى أن تنضم إلى قائمة البلدان التي سقطت في دوامة اللا دولة.

قضية اقتحام السجون

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، إن المصريين تابعوا في هذا الوقت، قضية اقتحام السجون، والاستماع إلى أقوال الشهود، الذين أدلوا بمعلومات خطيرة حول وقائع ما جرى ودور جماعة الإخوان في سيناريو الأحداث الذي شهدته البلاد في أعقاب أحداث 25 من يناير 2021.

‏مرافعة النيابة العامة في قضية اقتحام السجون

ويسرد «بكري»، أن محكمة جنح الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب، كانت أوشكت على إصدار حكمها في هذه القضية المهمة والخطيرة، وفي اليوم 22 يونيو 2013،‏ تابع المصريون مرافعة النيابة العامة في هذه القضية بإعجاب منقطع النظير، وكان لهذه المرافعة، ردود فعل واسعة في الشارع المصري، خاصة أن النائب العام في هذا الوقت «طلعت عبدالله» كان معروفًا بأنه صنيعة الإخوان وداعمًا لهم، وقد أصيب بصدمة قوية وفوجئ بمرافعة ممثل النيابة في هذه القضية.

ويكمل في كتابه: لقد وقف الأستاذ «هيثم فاروق» ممثل النيابة العامة أمام المحكمة، ليقول «إنه ثبت في يقين النيابة العامة نفي أي تواطؤ أو مؤامرة تنسب إلى رجال الشرطة في إطلاق سراح المسجونين».. وتساءل «لمصلحة من يهان القائمون على حماية البلد وتوفير الأمن على يد أناس وفئات ضل سعيهم في الحياة الدنيا؟».

وتابع ممثل النيابة العامة «أن القضية المنظورة وما تحتويه من وقائع أقل ما توصف به، أنها تسطر صفحات من نور، ليعلم الشعب ما حاق به من مكائد على يد من يدعون أنهم أبناء هذا الوطن، وهم عملاء لخارجه، لذلك كان علينا أن نقرع الأسماع وندق نواقيس الخطر، ليعلم الجميع أي جرم وقع وتم فعله».

وقال: «إن المأساة الحقيقية التي تضمنتها أوراق تلك الدعوى كانت حين تبين أن الدعاوى المحركة للمؤامرة وهي اقتحام السجون وتهريب السجناء، نبعت من قلوب مريضة أطلقتها خمر السلطة فأبت أن تفيق من سكرتها».

ولفت الكاتب الصحفي مصطفى بكري، إلى أن ممثل النيابة استشهد بأقوال الرائد محمد عبد الرحيم نجم، الذي قرر أنه خلال استقبال 34 من قيادات تنظيم الإخوان، وإيداعهم سجن وادي النطرون دار حوار بينه وبين القيادي الإخواني «حمدي حسن»، الذي أكد له أنهم سيخرجون اليوم أو غدًا، وأنهم هنا لتشكيل الحكومة الجديدة وتولي سلطة البلاد والقضاء على جهاز الشرطة.

وقال ممثل النيابة العامة هيثم فاروق: «من أجل ذلك ارتكبوا تلك الأفعال، من أجل ذلك قتلوا وسفكوا الدماء، من أجل ذلك راحت حمرة الخجل والحياء، حرام على هذا الوطن بعد اليوم أن يطعمهم من ثماره أو ترويهم قطرات مائه أو يحملهم ترابه، هؤلاء الذين يدعون الإسلام والعلم بأحكامه تناسوا قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) «لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ولا عدوا يجتاحهم، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين، إن أطلعوهم فتنوهم، وإن عصوهم قتلوهم».

وتناول ممثل النيابة العامة، الوقائع موضوع المحاكمة، وقال: «إن إطلاق سراح المتهمين الجنائيين من السجون المصرية كان أيضًا ضمن هذا المخطط بهدف إشاعة الفوضى في البلاد، ولذلك طالب بإحالة محمد مرسي العياط، وعصام العريان، وسعد الكتاتني، وسعد الحسيني، وصبحي صالح، وحمدي حسن، وحسن أبو شعيشع، الهاربين من السجن والضالعين في المخطط ضمن الـ 34 من قيادات الجماعة إلى النيابة العامة، ومعاقبتهم طبقًا لنص المادة ‎138‏ من قانون العقوبات».

حكم المحكمة على محمد مرسي و34 آخرين بالتخابر والتحريض على القتل

وتابع الكاتب الصحفي الكبير مصطفي بكري، في صباح اليوم التالي، الأحد 23 يونيو، كان الحكم التاريخي الذي أصدرته المحكمة برئاسة المستشار خالد محجوب، والذي أكدت حيثياته بوضوح لا يقبل اللبس، اتهام محمد مرسى و34 آخرين بالتخابر والتحريض على القتل والهرب واتهامات أخرى عديدة.

حيثيات الحكم وطلب النيابة العامة

وكان أخطر ما احتوته حيثيات الحكم، الطلب المقدم من النيابة العامة بأن تأمر بالقبض على كل من محمد محمد مرسي عيسى العياط، وسعد الكتاتني، وصبحي صالح، وعصام العريان، وحمدي حسن، ومحمد إبراهيم، ومحي حامد، ومحمود أبو زيد، ومصطفي الغنيمي، وسيد نزيلي، وأحمد عبد الرحمن، وماجد الزمر، وحسن أبو شعيشع، وعلي عز، ورجب البنا، وأيمن حجازي، والسيد عياد، وإبراهيم حجاج، الهاربين من السجون المصرية وشركائهم في ارتكاب الوقائع وإحضارهم للتحقيق معهم فيما أثير بالأوراق عن اشتراك الأسماء الواردة والتي تم ذكرها من قيادات الجهاد، والجماعات التكفيرية، والقاعدة، والسلفية، فضلًا عن تكليف وزارة الداخلية بالكشف عن باقي أسماء الـ34 معتقلا من التنظيم الإخواني، والمعتقلين الهاربين أثناء تلك الأحداث، واتخاذ النيابة العامة شئونها بشأن ما أثير بالأوراق، حتى يكون جميع المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، ولا يفلت جاني من جريمة ارتكبوها، وأن ما أثير من وقائع وجرائم في تلك الأوراق منسوبة للأسماء التي ذُكرت، وهي تعتبر من أحط وأبشع الجرائم لما فيها من تعدٍ على سيادة الدولة، وحرمة أراضيه واستقلالها، التي دنسوها بأعمالهم الإجرامية التي استباحوا وسفكوا فيها دماء المصريين، للوصول لأهدافهم ورغباتهم دون النظر لحُرمة الوطن والدم والحق في الحياة الآمنة لكل فرد على أرض هذا الوطن، متعاونين مع عناصر أجنبية ضد مصلحة هذا الوطن لاكتمال المخطط الذي رسموه لأنفسهم لتحقيق مصالحهم فقط.

غضب محمد مرسي من الحكم وتواصله مع النائب العام «الإخواني» لإنقاذه

وقال «بكري»، إنه عندما أصدرت المحكمة حكمها النهائي بإحالة الأوراق إلى النيابة العامة لاتخاذ شئونها نحو ما تقدم، ثار محمد مرسى، وفقد أعصابه، وراح يجرى اتصالًا بالنائب العام طلعت عبد الله، ويوبخه على اتهامات النيابة العامة له وللآخرين بالخيانة والقتل والتآمر والتخابر.

وعندما حاول المستشار طلعت عبد الله تهدئته، وقال له: «إن هذا الحكم هو والعدم سواء، وإنه سيتم الاعتراض عليه»، هدأت أعصاب محمد مرسى، وقال: «أنا لا أعير مثل هذه الأحكام اهتمامًا، ولكن اتهامنا بهذه الاتهامات الخطيرة هو الذي آثار غضبي على هذا الحكم والذي سوف يستغله المعادون لحكمي».

تحركات المصريين في الشارع

وفي هذا اليوم أيضًا تجمع المئات من المصريين بالقرب من وزارة الدفاع، وأمام ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بشارع الخليفة المأمون مطالبين بإسقاط حكم جماعة الإخوان.

وقال مصطفي بكري، كنا قد التقينا مجموعة من الرافضين لحكم الإخوان في صباح هذا اليوم بفندق رمسيس هيلتون لحضور اجتماع الاتحاد المصري، بحضور د. رفعت السعيد، والمستشارة تهاني الجبالي، والمستشار عدلي حسين، وشريف دوس، ورمزي زقلمة، والشيخ مظهر شاهين.

وكان الهدف من وراء هذا الاجتماع هو الرد على تصريحات السفيرة الأمريكية التي تعمدت فيها الإساءة للجيش المصري، خاصة بعد لقائها بخيرت الشاطر في مكتبه.

وفي هذا اليوم أيضًا أعلنت حركة تمرد بقيادة محمود بدر، عن أعداد الذين وقعوا الاستمارات التي تطالب بإجراء استفتاء على الانتخابات الرئاسية المبكرة، ووصل العدد إلى أكثر من 22 مليون مواطن.

ويتابع بكري: كان محمود بدر قد حضر إلى مكتبي مع بداية الحملة ووقعت له الاستمارة، ووقع العديد من الزملاء بصحيفة «الأسبوع».

الندوة التثقيفية الـ 5 وتحذيرات القائد العام

وفي صباح هذا اليوم عُقدت الندوة التثقيفية الخامسة التي أقيمت بنادي الجلاء، بحضور الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق صدقي صبحي، رئيس الأركان، وقادة الأفرع الرئيسية، وجمع كبير من القادة والضباط والجنود، وقد استضافت الندوة للحديث كلا من أحمد أبو زيد، وزير الري الأسبق، ود.عبد المنعم سعيد، المدير السابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.

انهيار الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد

وتحدث د. عبد المنعم سعيد، عن الوضع السياسي والاقتصادي الذي كانت تعيشه البلاد في هذا الوقت، وأكد في محاضرته أن الدولة تمضي إلى طريق الانهيار السريع، وقدَّم بالأرقام حقائق الوضع الاقتصادي.

مشاورات القائد العام ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية

وخلال فترة الاستراحة التقى القائد العام، برئيس الأركان الفريق صدقي صبحي، وقادة الأفرع الرئيسية، وتشاور معهم في تطورات الأمر، خاصة بعد محاضرة د. عبد المنعم سعيد، والتي حذر فيها من خطورة تردي الأوضاع، وكان رأي الفريق صدقي صبحي، أن الأمور تمضي من سيئ إلى أسوأ، وآن الرئيس مرسي لا يزال يعاند، ولا يريد الاستجابة للمطالب الشعبية، واستدل على ذلك بلقاء الأمس الذي جرى في قصر القبة معه واستمر لمدة ثلاث ساعات، وأنه لابد للجيش من موقف حاسم لحماية البلاد من المخاطر.

وتحدث أيضًا عدد من القادة الآخرين، وعندما جاء الدور على الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي، تحدث عن ضرورة إنذار الكافة لأن البلاد تمضي نحو الهاوية وبعد المناقشات السريعة، قال السيسي: «استنادًا إلى الأحداث التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن، لابد أن يكون لنا موقفنا المحدد الذى يضع حدًا لهذه الفوضى ويحمى مؤسسات الدولة».

كان القائد العام على ثقة بأن البلاد تمضي نحو الهاوية، وأن استمرار الحال على ما هو عليه كفيل بتصاعد الأزمات والدخول بالبلاد إلى مرحلة الحرب الأهلية، خاصة بعد أن رفض مرسي الاستجابة للمطالب التي حملها السيسي قبلها بيوم واحد.

البيان التاريخي لتحذير القوى السياسية لإنهاء الأزمة

ويقول الكاتب الصحفي مصطفي بكري، إن القائد العام طلب مجموعة أوراق، وراح يكتب البيان التاريخي الذي حذر فيه من مخاطر الفتنة وأعطى أسبوعًا للقوى السياسية لإنهاء الأزمة، وإن كان البيان موجهًا أساسًا لجماعة الإخوان.

وبعد أن انتهى الفريق أول عبدالفتاح السيسي من صياغة البيان، اطلع عليه الفريق صدقي صبحي، وبقية أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة الحاضرين في هذا اللقاء، وافق الجميع على البيان، واستعد السيسي لإذاعته خلال خطابه المهم والشهير.

بيان القوات المسلحة التحذيري الأول

لقد قال السيسي في البيان الذي تلاه باسم القيادة العامة للقوات المسلحة «إن القوات المسلحة على وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل، لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام وولاء رجالها لمصر ولشعبها العظيم».

وأكد الفريق السيسي «أن القيادة العامة للقوات المسلحة مذ توليها المسئولية في أغسطس من العام ‎2012‏ أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي وتفرغت لرفع الكفاءة لأفرادها ومعداتها، وقال: «إن ما تم من إنجازات في هذا الشأن خلال الثمانية أشهر السابقة يمثل قفزة هائلة».

وأشار السيسي «إلى أن هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع وأن استمرارها خطر على الدولة المصرية، ولابد من التوافق بين الجميع»، وقال: «يخطئٌ من يعتقد أن هذه الحالة في صالح المجتمع، بل تضربه وتهدد الأمن القومي المصري»، وأضاف «يخطئ من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية، ولذلك لن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع تصعب السيطرة عليه».

وقال السيسي: «أؤكد أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية، وهي جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر، ويخطئ من يعتقد أنه يستطيع بأي حال من الأحوال الالتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها»، وتابع القائد العام «أن إرادة الشعب المصري هي التي تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدي على إرادة الشعب، وأنه ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهلنا المصريين»، وقال السيسي بلغة حاسمة «الموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر في وجود الجيش».

وانتقد السيسي في البيان الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه معتبرًا إياها إساءة للوطنية المصرية، وقال «إن الشعب المصري بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه، وأن القوات المسلحة لن تقف صامتة بعد الآن اتجاه أي إساءة قادمة توجه إليها، وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومي المصري».

وأكد القائد العام للقوات المسلحة «أن الجيش المصري هو كتلة واحدة صلبة ومتماسكة وعلى قلب رجل واحد يثق في قيادته وقدرتها، وأنه تجنب خلال الفترة السابقة الدخول في المعترك السياسي إلا أن مسئوليته الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب تحتم عليه التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة».

وأنهى الفريق أول عبد الفتاح السيسي بيانه بالقول «إن القوات المسلحة تدعو الجميع، دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا من الوقت «أسبوع» يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله».

 

رد فعل البيان على الشارع المصري وجماعة الإخوان

 

ولفت «بكري»، إلى ضجة القاعة بالتصفيق من الحاضرين، وعمت حالة من الارتياح أوساط الشعب المصري الغاضب، ولم يخف مرسي أو جماعته قلقهم من هذا الموقف الذي يمثل تحديًا لهم، وانحيازًا واضحًا لإرادة المصريين.

في هذا الوقت كان المثقفون والفنانون يواصلون اعتصامهم داخل مقر وزارة الثقافة، وقد عمت الفرحة جميع المعتصمين بعد سماعهم للبيان، وصمموا على الاستمرار في الاعتصام حتى الثلاثين من يونيو.

أحدث البيان الذي ألقاه القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ردود فعل قوية لدى الشارع المصري، بينما آثار حالة شديدة من القلق لدى جماعة الإخوان.

تخبط داخل جماعة الإخوان بسبب بيان القوات المسلحة

 

وأوضح بكري، أنه في البداية زعمت الجماعة أن البيان جاء بموافقة محمد مرسي إلا أن مصدرا عسكريًا كذب هذه الادعاءات وقال «إن مرسى لم يلتق السيسي إلا في الخامسة مساء، أي بعد إعلان البيان»، في كل الأحوال فإن اللقاء الذي جرى بين مرسي والسيسي شهد جدلّا واسعًا حول البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة.

لقد كان من رأي مرسي أن البيان يزيد الأمور اشتعالًا، وأن جماعته ثائرة ورافضة لهذا البيان، الذي هو من رأيه يشجع الرافضين لحكمه للخروج في تظاهرات يوم الثلاثين من يونيو.

وكان موقف السيسي واضحا، عندما قال «إن القوات المسلحة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام المخاطر التي تهدد أمن البلاد، وأن عليه أن يستجيب للمطالب الشعبية وأبرزها إجراء استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة».

وبدلًا من أن يلجأ مرسي إلى صوت العقل راح يتحدث بغرور شديد بوصفه الرئيس المنتخب، والذي لا يتوجب التشكيك في شرعيته.

ولم يعط مرسي اهتمامًا لتحذيرات السيسي، وراح يؤكد أن الشعب يقف خلفه، باستثناء القلة المارقة والتي تحركها أهواء شخصية وطمع في السلطة.

اجتماع بمكتب الإرشاد لبحث تداعيات البيان

وفي مساء هذا اليوم عقد اجتماع مصغر لمكتب الإرشاد، تقرر فيه إيفاد خيرت الشاطر نائب المرشد العام، وسعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس مجلس الشعب السابق، لمقابلة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وتحذيره من مخاطر هذا البيان وتداعياته.

وفي صباح اليوم التالي، 24 من يونيو، طلب د. سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، موعدًا عاجلَا مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، للحضور إليه هو وخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان، وقد أبلغه اللواء عباس كامل مدير مكتب القائد العام أن الموعد قد حدد له صباح باكر يوم 25 يونيو.

سحل أنصار الشيعة ومقتل حسن شحاتة

وأوضح بكري، في مساء ذات اليوم كان عدد من ينتمون إلى المذهب الشيعي يحتفلون بمولد الإمام المهدي حفيد الإمام علي رضي الله عنه في ليلة النصف من شعبان.

وبينما كانوا مجتمعين في منزل «حسن شحاتة» أحد أبرز الشيعة في مصر، هجم عليهم العشرات في قرية زاوية أبو مسلم بالجيزة وقتلوا أربعة منهم وسحلوهم في الشوارع وكان من بينهم حسن شحاتة، كما أصابوا آخرين.

وقد أحدث هذا الحادث حالة من الخوف والفزع لدى الكثيرين، خاصة أنه جاء بعد تحريض بعض أئمة السلفية خلال مؤتمر نصرة سوريا الذي عقد في ‎15‏ يونيو بحضور محمد مرسي وقيادات مكتب الإرشاد وأكثر من عشرين ألفا آخرين.

 

مظاهرات في محافظات الجمهورية وانطلاق حملة «تمرد»

في صباح اليوم التالي، الرابع والعشرين من يونيو، كانت المظاهرات تزحف إلى مناطق متعددة في المحافظات وأمام ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومناطق أخرى مهمة في قلب القاهرة والجيزة.

وفي صباح نفس اليوم، التقى الأستاذ محمد حسنين هيكل بعدد من شباب حملة «تمرد» وشدد عليهم خلال اللقاء على ضرورة الحفاظ على سلمية المظاهرات وعدم الانجرار إلى دعوات الإخوان وغيرهم، التي تريد أن ينزلق الشباب إلى هاوية العنف فتضيع الحقوق مرة أخرى، وتمكين الإخوان من الاستمرار في حكمهم.

كانت حركة «تمرد» قد انطلقت في الشوارع والميادين بهدف تعبئة المواطنين ليوم الثلاثين من يونيو، وكان الإخوان وأعضاء الجماعات المتشددة قد أنشأوا ما اسموه بحركة «تجرد» لمواجهة حركة «تمرد».

تطورات خطيرة وتهريب الإخوان وحلفاؤهم للأسلحة داخل اعتصام رابعة

 

ويقول الكاتب مصطفي بكري، كانت الأجواء في البلاد تنذر بتطورات مهمة وخطيرة وكان الإخوان وحلفاؤهم قد بدأوا في تهريب الأسلحة إلى اعتصام رابعة، وبدأوا عمليات الحشد الواسعة انتظارًا ليوم الثلاثين من يونيو، بينما تصاعدت الدعوة إلى مظاهرات الجمعة المقبلة لدعم مرسي وحكم الجماعة.

في صباح الخامس والعشرين من يونيو، كانت حدة المظاهرات تشتد، وأعداد المعتصمين في بعض المحافظات التي عين لها محافظون إخوان ومتطرفون تتزايد، بينما كان الجيش يتابع هذه التطورات عن كثب.

لقاء خيرت الشاطر وسعد الكتاتني يوم 25 يونيو لمدة 45 دقيقة

في وقت مبكر من هذا الصباح حضر خيرت الشاطر، وبرفقته سعد الكتاتني، لعقد لقاء مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، وقد عقد اللقاء بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، وبحضور اللواء عباس كامل مدير مكتب القائد العام، وخلال اللقاء استمع السيسي لحديث خيرت الشاطر والذي استمر لأكثر من 45 دقيقة متواصلة.

لقد نقل خيرت الشاطر إلى السيسي غضب مكتب الإرشاد والقوى الإسلامية من بيان التحذير الذي أعلنه أمام حشد من رجال القوات المسلحة ظهر يوم 23 يونيو، والذي حدد بمقتضاه مهلة أسبوع واحد للرئيس مرسي ولبقية القوى السياسية للتوصل إلى حل نهائي للأزمة التي تعيشها البلاد.

حديث خيرت الشاطر وغضب السيسي

كان وجه خيرت الشاطر عابسًا، وكان صوته عاليًا، مما أثار غضب السيسي الذي طلب منه تهدئة صوته والتحدث بهدوء أكثر من مرة، ودار الحديث التالي:

قال المهندس خيرت الشاطر: «إن البلاد تتعرض لمؤامرة خطيرة تشارك فيها قوى داخلية وقوى خارجية، وأن الأخطر أن هناك مؤسسات في الدولة تساعد وتسعى إلى نشر الفوضى في البلاد».

وقال: «إنه يعز عليه وعلى جماعة الإخوان أن يصدر الفريق السيسي بيانًا هو أقرب إلى الإنذار ضد رئيس الدولة الشرعي، ويمنحه فيه سبعة أيام لإنهاء الأزمة، مع أن سيادتكم تعلمون من هو السبب وراء الأزمة والتصعيد الحاصل في البلاد».

وقال الشاطر: لقد استخدمتم سيادتكم لغة في مخاطبة رئيس الجمهورية ما كان يجب استخدامها وساويتم بينه وبين المخربين، ودعاة الفوضى من جبهة «الخراب» التي نعرف أهدافها الحقيقية، إنه صراع على الكرسي يا سيادة الفريق بين أناس يريدون القفز على السلطة دون سند شرعي أو دستوري وبين رئيس منتخب انتخابًا حرًا مباشرًا.

وقال: لقد تعرضت البلاد في الفترة الماضية لأعمال عنف وتخريب، وأصارحك القول إننا تعجبنا لموقف الجيش من هذه الأحداث، والغريب أننا نرى الآن جهاز الشرطة ينضم أيضًا إلى الجيش في نفس موقفه، حيث أعلن وزير الداخلية أكثر من مرة أنه سيحمي المظاهرات السلمية مع أنه يعلم أنها مظاهرات تخريبية، والأخطر أنه صرح بأنه لن يحمي مقرات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وكأنه يمنحهم الضوء الأخضر لإحراقها، مع أنه يعرف ويعلم أن هذه المقرات مستهدفة من هؤلاء المخربين.

وقال خيرت الشاطر، نحن حتى الآن نلتزم الهدوء وطلبنا من عناصرنا التحلي بالصبر حرصًا على أمن البلاد، ولكن الناس لن تسمع كلامي بعد ذلك وهي ترى المؤامرة تنفذ والجيش يحذر والشرطة تشجع.. أنت تعرف يا سيادة الفريق أول أن مصر بها آلاف الآلاف من المسلحين الإسلاميين دخلوا البلاد في فترة الثورة وما بعدها وتعرف أن لديهم أسلحة متنوعة، ولا أحد يستطيع السيطرة على هؤلاء.

وقد جاءتني معلومات موثقة أن هؤلاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون المؤامرة تنفذ، ولن يسمحوا أبدًا بسقوط الشرعية وسقوط الرئيس، خاصة أنهم يعرفون أن الدولة «العميقة» أفشلت كثيرًا من تطلعات وطموحات الرئيس وكأنها أصبحت طرفًا في المؤامرة ضده.

وقال الشاطر: «إن هذا التحذير الذي أعلنته يزيد الأوضاع اشتعالَا ويشجع المخربين على الاستمرار في مخططهم، وأرجوك ألا تنسي أن الرئيس مرسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن بإمكانه اتخاذ أخطر القرارات، وهو رئيس له رصيده الشعبي الكبير، كما أن المجتمع الدولي وأمريكا لن يتركوا الأمور تمضي كما يريد البعض، بل سيدافعون عن الشرعية بكل ما يملكون».

وقال: «نحن لا نريد أن نفتح الأبواب أمام تدخل دولي في شئون مصر، ولكن من يظن أن أمريكا والغرب سيظلان صامتين أمام أي محاولة للانقلاب على الشرعية فهو واهم ولذلك أطلب منك يا سيادة الفريق أن تسحب هذا الإنذار، وأن تحمي الشرعية وأن تحافظ على استقرار البلاد».

 

رد السيسي الحاسم على حديث الشاطر 

 

ظل السيسي صامتًّا، يستمع دون أن يحرك ساكنًّا، كأنه أراد أن يعرف ويتعرف على آخر ما لديهم.

وبعد أن انتهى الشاطر من حديثه، سأله الفريق السيسي بالقول: «أنتم عايزين إيه بالضبط، لقد أضعتم كل شيء وخربتم البلد، وأفشلتم التجربة وأحبطتم الشعب الذي مارستم عليه القهر والإذلال».

وأضاف السيسي: «عندما وصلتم إلى السلطة لم نعترض طريقكم وارتضينا بخيار الشعب رغم الإرهاب الذي مارستموه على الجميع، انتظرنا منكم الكثير، لكن للأسف منذ البداية تعمدتم الإساءة للقوات المسلحة وللشرطة وللشعب المصري.. وإذا كان هناك من مسئول عن الأحداث التي تشهدها البلاد فهو أنتم، بعد أن أصدرتم الإعلان الدستوري في شهر نوفمبر من العام الماضي والذي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة فكان إعلانًا للفتنة».

وقال السيسي: دعوني أقول إن البلاد من هذا الوقت وهي تنتقل من مرحلة إلى مرحلة أخطر، وحتى عندما حاولت القوات المسلحة أن تدعو إلى مائدة حوار بين الجميع، رفضتم ذلك وعلمت أن د. محمود عزت اتصل بالرئيس وطالبه بإلغاء الحوار، وعرفت أيضًا أنك لم تكن مشجعًا لهذا الحوار، بالرغم من أننى تحدثت مع د. أحمد عبد العاطي وأبلغته بالهدف من وراء الحوار، فاتصل بي الرئيس محمد مرسي بنفسه وأيد الفكرة، لقد تعمدتم وضع القوات المسلحة في موقف صعب، ومع ذلك تحملنا الإهانة وصمتنا، وليتكم صمتم، بل فوجئنا بالمرشد يتقول على القوات المسلحة ويحرض الجنود والضباط على قادتهم، ويا ليت الأمر توقف على ذلك، لقد كنا مستعدين أن نتحمل الإهانة ولكن إهانة الوطن وتهديد أمنه واستقراره أمر لم نكن نستطيع الصمت عليه.

وقال السيسي: أنتم تعلمون أنني حذرت الرئيس أكثر من مرة، وقلت له في شهر نوفمبر إن إعلانه الدستوري سيقود البلاد إلى فرقة وإلى عنف لن يتوقف بسهولة، وقلت له في فبراير، إن مشروعه فشل ولم يحقق أي نتائج ترضي الجماهير بسبب سوء الإدارة وتعمد إقصاء المجتمع كله، وقلت له إن الولاء يجب أن يكون للدولة وليس للجماعة لكنه لم يستمع إلى النصائح المخلصة.

وتابع القائد العام: إن التحذير الأخير كان هدفه حث الجميع وأولهم الرئيس على إنقاذ الموقف قبل ‎30‏ يونيو، وذهبنا إليه يوم 22 يونيو، وقلنا له إن القوات المسلحة لن تسكت وستطالب جميع الأطراف بضرورة حل المشكلة قبل الانفجار المتوقع، لكن أحدًا لا يريد أن يسمع، وإذا سمع فهو لا يلتزم ولا ينفذ ولا يستجيب.

وأضاف: لقد أسأتم للدين وكفرتم المصريين جميعًا بالفتاوي التي لا تمت للدين بصلة، وأريد أن أقول لكما نحن لا نتهدد، وأنا أرفض اللغة التي تتحدث بها معي، وأرجو ألا أسمع هذا الكلام منك أو من غيرك مرة أخرى، وأرجو منك ومنكم جميعًا أن «تلموا» عناصركم وتوقفوهم عن التطاول على القوات المسلحة، أنا أعلم أن حازم أبو إسماعيل وغيره لا يقول كلامًا إلا بالتشاور معكم، والجيش لم يعد مستعدًا للقبول بالإهانة، وأنا أهدئ من مشاعر الضباط والجنود، لكني لم أعد أستطيع بعد أن وصلت الإهانات حدًا لا يمكن السكوت عليه.

وقال القائد العام: يؤسفني أن أقول لك إنكم وضعتمونا أمام خيار من اثنين «يا إما تقتلونا أو تحكمونا» وهذا منطق مرفوض، أين حديثكم عن الديمقراطية وعن احترام إرادة الشعب، الناس لم تعد تثق في هذه الوعود، وأنا أحذر مجددًا من التعامل بلغة الغرور والتعالي على الناس وعلى القوات المسلحة.

محاولات سعد الكتاتني لتهدئه الوضع

هنا تدخل د. سعد الكتاتني وحاول تهدئة الأجواء وقال :«نحن نقدر للقوات المسلحة مواقفها المتعددة وحرصها على الاستقرار والأمن ولكن نحن الآن أمام مؤامرة تحاك ضد الشرعية، فما هو الحل».

قال الفريق أول السيسي: «المؤامرة هي في أذهانكم أنتم فقط، هذا شعب مسالم، لكنه ضج من الاستهانة به، انتظر الرخاء على أيديكم فإذا به يواجه القتل والمرض والجوع والخراب، انتظر بناء الدولة فإذا به أمام حكم الجماعة وأمام رئيس لا يخاطب سوى أنصاره من الجماعة والإسلاميين، ونسي أن هناك شعبًا قوامه 90 مليونًا، أنا أرفض تهديد الجيش من الميليشيات أو من أمريكا كما يحاول المهندس خيرت الشاطر أن يوحي في حديثه، نحن لا نخاف من أحد، ولسنا طامعين في السلطة ولا نريد العودة للمشهد السياسي مرة أخرى، فكفانا ما لاقيناه من إهانة منذ ثورة 25 يناير، وكنا نعرف من الذي يحرك ومن الذى يحرض وظننا أنه بوصولكم للسلطة ستتعاملون مع الشعب والجيش بشكل مختلف، ولكن للأسف فإن ذلك لم يحدث، بل العكس هو الصحيح، لقد ازدادت شراستكم وأحدثتم الانقسام في البلاد وأصبح الأخ يكره أخاه، وبدأ المصريون يشهدون أخطر مرحلة في تاريخهم، وكان الكل يعي أنكم أنتم وراء ذلك، إن الحل في تقديري هو أن يقوم الرئيس والجماعة بالاستماع إلى صوت الشعب وتلبية مطالبه، وأنا لا أعرف عن أي استقرار يتحدث المهندس خيرت الشاطر وأنتم في مشاكل مع الجميع، القضاء والشعب والشرطة والجيش ماذا تريدون بالضبط؟! حلوا مشاكلكم مع كل هؤلاء تنتهي الأزمة!!

قال الكتاتني: ومن قال إننا ضد الحل، فقط نحن نلوم على صدور بيان من القوات المسلحة يحذر، فيزيد النار اشتعالًا ويقوى العناصر المناوئة ويجعلها تصر على تهديد أمن البلد في ‎30 يونيو.

قال السيسي: سواء أصدرت القوات المسلحة تحذيرها أو لم تصدر، فالشعب سيخرج في ‎30‏ يونيو القادم وأنا أحذر من غضبة الشعب، وكان بيان القوات المسلحة هو إبراء للذمة أمام الجميع، ونحن لن نسمح أبدًا بسقوط الدولة أو إذلال الشعب، ولن يجرؤٌ ضابط أو جندي في أن يوجه الرصاص إلى صدور المصريين، لن يكون هناك حل أمني ولن نسمح به أبِدًا وجيش مصر سيحمي شعب مصر، وأنا أحذر أيضًا من تهديدات الأخ خيرت الشاطر باستخدام الميليشيات ضد الجيش أو الشرطة أو الشعب، أقسم بالله العظيم أن أولادنا حياكلوهم ويقطعوهم لو فكروا يعتدوا على الشعب، حل الأزمة ليس بالتهديد أو الوعيد كما يقول الأخ خيرت، ولكن الحل في يدكم أنتم، اطلبوا من الرئيس الاستجابة لمطالب الشعب، الناس تريد الاستفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة، ماذا تخافون، لو كان الشعب معكم أهلَا وسهلًا، لو كان الشعب يريد انتخابات رئاسية مبكرة فلماذا لا نحترم رغبته، أرجوكم أنقذوا البلد، الحل في أيديكم ونحن سنكون سندًا وعونًا لكم إذا استجبتم لمطالب المصريين.

قال الكتاتني: أعدك بأننا سنفكر في الأمر جيدًا وسنتواصل مع السيد الرئيس، بحيث يتضمن خطابه غدًا مفاجآت سارة للشعب تنهي الأزمة وتضع حدًا للخلاف.

قال السيسي: على بركة الله ونحن في الانتظار لقد سبق أن قدمنا ثلاثة تقارير للرئيس حذرنا فيها من خطورة الموقف، وطرحنا فيها حلولًا للأزمة لكنه لم يستجب لأي من المطالب المرفوعة، وسأعطيها لكما ولكن المهم في الأمر هو الاستجابة السريعة لمطالب الشعب، وهنا طلب السيسي من اللواء عباس كامل تسليم هذه التقارير إليهما. 

قال الكتاتني: ستنظر في الأمر ونبلغك بالموقف النهائي.

انصرف الشاطر والكتاتني، كان الغضب باديًا على وجهيهما اتجها على الفور إلى مقر جماعة الإخوان بالمقطم، كان المرشد العام محمد بديع وبعض أعضاء مكتب الإرشاد في انتظارهما، استمعوا إلى عرض الشاطر عن وقائع ما حدث، واتفقوا على حشد عناصرهم في اليوم التالي أثناء إلقاء مرسى لخطابه في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر.

وكانت الخطة الأخرى، هي التحضير لاستفزاز السيسي وقادة الجيش الذين سيشاركون، وأيضًا وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم والقبض عليهم جميعًا، وتجهيز اللجان النوعية للقبض على العناصر المستهدفة والاستعداد لاستلام المنشآت الاستراتيجية والسيطرة عليها، حال صدور تعليمات بذلك.

  • وفى الحلقة المقبلة انتظروا أسرارًا تنشر لأول مرة حول ثورة الشعب.

اقرأ أيضا:

30 يونيو.. أصل الحكاية، مصطفى بكرى يكشف لـ«الجمهور» أسرار تنشر لأول مرة عن الثورة

30 يونيو.. أصل الحكاية، أسرار تنشر لأول مرة (1) المواجهة مع مرسي واستقواء الجماعة بالخارج وخيرت الشاطر الحاكم بأمره

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.