طهران وواشنطن..تاريخ الإفراج عن الأسرى بين البلدين
العلاقات الإيرانية الأمريكية
أيمن عبدالمنعم
تذبذبت العلاقات «الأمريكية-الإيرانية» على مدار التاريخ بين سلم ونزاع تصريحات، على مدار عقود كبيرة من الزمان، خاصة في فترة التي جاءت عقب الثوة الإيرانية عام 1979.
وفي أستار الثورة بدأت العديد من الدول الغربية على رأسها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بقطع امدادات اليورانيوم المخصب لإيران، تحت مبرر التأخر عن دفع الأموال المستحقة والتي بلغت قيمتها حين قطع تلك الامدادات ما يقرب من 450 مليون دولار، تلك كانت نقطة التحول في مسار العلاقات الإيرانية الغربية أو الأمريكية على وجه التحديد، ما جعل إيران تدرك حينها أن الغرب لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر إمدادات قوي، وأن الموارد الغربية خاصة فيما يخص مجالات الطاقة النووية، غير مضمونة المنال.
تلك العناصر جعلت العلاقات بين الغرب وإيران تدخل في حيز التوتر، ما جعل طهران تتخذ الجانب الشرقي المماثل لها تقريبًا في الأيديولوجيات كحلفاءٍ لها.
الصفقة الأخيرة التي شهدها العالم بين البلدين، أعادت إلى أذهان الجميع، جذور صفقة مماثلة تعود إلى 2016 يمكن اعتبارها بأنها هي البداية الحقيقية لعمليات تبادل الأسرى بين الطرفين.
البداية عند 2016
تعود أصول عمليات تبادل السجناء بين البلدين إلى عام 2016، قبيل رحيل باراك أوباما عن الحكم، جاء ذلك خلال مفاوضات سرية جرت بين البلدين، أدت بدورها إلى الإفراج عن عن خمسة من الأسرى الأمريكيين مقابل سبعة إيرانيين، في صفقة وصفها باراك أوباما حينها «أنها لفتة لمرة واحدة»، لم تفرج واشنطن حينها عن الأسرى فقط، بل كان فقو الإفراج البشري إفراج مالي عن ما يقرب من مليار دولار أمريكي تقريبًا.
الافراج مقابل 6 مليارات دولار
على هامش تلك التوترات المتصاعدة، عُقدت بين البلدين صفقة فك أسر عدد من المحتجزين الأمريكيين، مجموعة من المحتجزين الذين بلغ عددهم 5 من الأسرى الذين يحملون جنسية الولايات المتحدة الأمريكية.
أما دفع قطر كونها بلد ممن يلتزمون مبدأ الحياد تجاه البلدين، ولا توجد بينها وبين تلك الدول توترات سياسية سابقة، إلى عقد صفقة بين البلدين بوساطة منها، تلك الصفقة التي نصت على، أن تقوم الولايات المتحدة بالإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية الخاضعة للتجميد، في مقابل أن تقوم طهران بالإفراج عن الـ 5 محتجزين.
لتقوم إيران بالإفراج عن المساجين وإحالتهم إلى الإقامة الجبرية كخطوة أولى، حتى تقوم أمريكا بالإفراج عن النقود الإيرانية المجمدة في إحدى بنوك كوريا الجنوبية.
يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد صرح في مؤتمر صحفي له، أمس الثلاثاء، أن تلك الصفقة التي عقدت بين البلدين، لن تجعل واشنطن تتوقف عن إتباع منهاج الضغط المستمر على طهران، على هامش برنامجها النووي المثير للجدل والقلق في نفس الوقت، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ملتزمة في ألا تحوز إيران على أي أسلحة نووية، وأن الصفقة المبرمة ليست مفتاحًا لطريق دبلوماسي جديد، ولكن الأحداث مع مرور ما يقرب من سبع سنوات على الصفقة، أثبتت لأوباما أن صفقته لم تكن الأخيرة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً