ماندو العدل في حواره لـ«الجمهور»: فيلم الملحد سينتقده السلفيون وما يهمني ضميري
ماندو العدل
حوار سلوى أبو زيد
- نور الشريف جسد دور ملحد بشكل غير مباشر في الأخوة الأعداء
-أظهرت الصعيد الحقيقي في «عملة نادرة»
- محمد رمضان يحتاج إلى مخرج يظهر قدراته
- فيلم «ع الزيرو» طالع من قلبي
- أتمنى عندما أرحل عن الدنيا أكون قد تركت أعمالا فنية محترمة
بدأ ماندو العدل الإخراج عام 2010 في أولى تجاربه السينمائية من خلال فيلم الكبار، بطولة الفنان عمرو سعد والفنانة وزينة، وتميز في اختيار أعماله واستطاع تقديم نجوم في أدوار مختلفة وغير معتادة للجمهور، وقدم نحو 15 عملًا فنيًا من إخراجه.
يتعاون ماندو مع العديد من النجوم، منهم الفنان آسر ياسين في فيلم صاحب المقام، ودائما اختياراته للأعمال مثيرة للجدل مثل اختياره عمل فني بعنوان«الملحد» الذي ينتظر العرض في دور السينما المصرية.
وكشف ماندو العدل خلال حواره لـ «الجمهور»، العديد من تفاصيل أعماله المقبله، والتي أثار بعضها الجدل قبل عرضها، كما تحدث عن اختياراته غير المألوفة لنجوم في أدوار مختلفة يقدمهم من خلالها بشكل جديد، والعديد من التفاصيل الأخرى في الحوار التالي:
لماذا أصرّيت على النجم أحمد عيد في عملة نادرة رغم اعتذاره؟
الفنان أحمد عيد من أشطر الممثلين رغم قلة أعماله، لكن الجمهور كان ينتظر عودته بشكل جديد، كما أنه توافرت لديه كل مواصفات الشخصية المطلوبة من ناحية الشكل، إذ كنت أحتاج إلى شخصية عينها ضيقة، نحيفة القوام، وفيها نظره خبث، واستطعت إقناعه، وبعد تجسيد الشخصية حقق نجاحا كبيرا ونال إعجاب الجمهور.
قدمت نيللي كريم في دور صعيدية للمرة الأولى، لماذا تحمست لها؟
أحب نيللي كريم جدا، ومن وجهه نظري أرى أنها ممثلة متألقة وتستطيع تقديم أي شخصية، ويوجد لديها تاريخ كبير وتنوعت في تقديم أدوارها وقدمت أعمالا كوميدية، تراجيدي، إثارة وتشويق، وتتميز نيللي بتقديم أعمالها بإتقان شديد، وكان هناك اتفاق بيني وبينها بعد مسلسل فاتن أمل حربي، على أن نعيد التجربة للسنة الثانية، كما تعاونت معها من قبل في مسلسل لأعلى سعر، فاخترت أعمل صعيدي ويكون عملا مختلفا وكنت واثقا في موهبتها.
تنجح دائما في اكتشاف النجوم في أدوار جديدة، هل شعرت بأن اختيارك لم يكن موفقا في مرة؟
في أدوار تحقق نجاح كبير مثل الفنان أحمد عيد والفنانة نيللي كريم، وفي أدوار لم تحقق النجاح المنتظر، لكن دائما اختياراتي موفقة، وهذا توفيق من ربنا لي ولكل فريق العمل.
ما المحاذير التي وضعتها أمامك في عملة نادرة
هناك حالة من عدم الرضا من الجمهور عن الأعمال الصعيدية خلال الفترة الأخيرة لعدم إحساسهم بتجسيد الواقع في صعيد مصر، لذا انصب كل تركيزي مع فريق العمل على إظهار المسلسل مثل المسلسلات الكلاسيكية «الضوء الشارد»، «ذئاب الجبل»، وبذلت كل جهدي لتقديم عمل واقعي حقيقي.
ما المقصود بمعنى عمل واقعي حقيقي؟
بمعنى أنه في بعض الأعمال تظهر سيدات في الصعيد بمكياج كامل أو تركب السيارات، وهذا مما يتعارض مع تفاصيل الصعيد، ومن ناحية العادات والتقاليد دائما يقدمون مسلسلات غير حقيقية، إلا تجارب قليلة جدا، وكنت أحتاج إلى أن أقدم عملا صعيديا مقنعا للمشاهد، وبفضل الله المسلسل حقق نجاحا كبيرا، وتلقيت تهنئة من المخرج الكبير مجدي أبو عميرة، وأعتبر هذا بمثابة شرف لي، لأنه يعد رائد المسلسلات الصعيدية وأهمها «ذئاب الجبل»، و«الضوء الشارد»، وأخبرني بأن عملة نادرة امتداد لنوعية المسلسلات الصعيدية المميزة.
تجربة العمل مع محمد رمضان في فيلم ع الزيرو كيف تصفها؟
تجربة مميزة مع محمد رمضان لأنه ممثل مجتهد ومتألق، وكان يحتاج إلى مخرج يظهر إمكانياته، دائما الجمهور بيشكك في موهبته، لكن من وجهة نظري أنه ممثل قوي واستطاع أن يثبت تميزه، ورمضان كان يحتاج إلى تجربة وقصة فيلم مختلفة، ومخرج مختلف عن باقي المخرجين الذي تعاون معهم من قبل، وبفضل الله الفيلم نال إعجاب الجمهور، وجاءت بعض الآراء تقول إن ع الزيرو أفضل فيلم لمحمد رمضان.
لماذا غيّرت اسم الفيلم من بطل عادي إلى «ع الزيرو»؟
اسم «ع الزيرو» أنسب من بطل عادي، لا يوجد سيب معين لتغيير اسم الفيلم، وكان لائقًا أكثر على أحداث الفيلم فاتفقنا عليه.
ما أصعب المشاهد التي صورتها في فيلم «ع الزيرو»؟
الفيلم بالكامل صعب لأنه يناقش قضية مهمة وحساسة وهي مرض السرطان للأطفال، وعدم قدرة الأهالي علي تحمل التكاليف المادية لعلاج أطفالهم، كنت متأثرا جدا بالقصة لأنه من المؤسف أن أرى بعض الحالات التي تتألم من المرض، والعمل طالع من قلبي ونفسي يوصل للناس العادية، ونفسي كمان يوصل للمسؤولين لأن صحة الإنسان أهم من أي شيء.
قدمت في فيلم صاحب المقام تجربة تمثل الكثير من الصوفية لكن لم تتعمق بشكل كبير بها؛ لماذا؟
لم يكن هدفي الحديث عن الصوفية، بل الهدف الأساسي تقديم عمل يمس الجمهور، سواء كانت من خلال الصوفية أو أي شيء آخر؛ الأهم بالنسبة لي أن أقدم قضية تناقش مشاكل الجمهور بغض النظر عن العنوان.
ماذا عن مشروع تحويل فيلم حتى لا يطير الدخان في مسلسل تليفزيوني؟
بالفعل كنا نحضر للمشروع منذ سنين؛ لكن الحقيقة سبق أن قدمت عملين مأخوذين هما أرض النفاق، وبين السما والأرض، ومتحمس أكثر الفترة الحالية لتقديم أعمال جديدة غير مقتبسة للجمهور، وبالطبع يشرفني أن أعيد فيلم حتى لا يطير الدخان لإحسان عبد القدوس.
لماذا تم تغير اسم فيلم الملحد؟
جاء تغيير اسم الفيلم بناءً على رغبة المنتج السبكي، من «الملحد» إلى «يحيى» وهو اسم البطل في الفيلم، وبعد ذلك استقر على الاسم المعلن.
تعرض فيلم «الملحد»لانتقادات قبل عرضه.. ما تعليقك؟
من اليوم الأول الذي قرأت فيه السيناريو عرفت أنه مثير للجدل، وسيكون حوله انقسام وهجوم كبير، لكن الأهم أن بالنسبة لي ضميري المهني واقتناعي بالعمل، فالفيلم سيواجه عاصفة كبيرة من الهجوم، لكن «ده مش موضوعي الأهم أن تصل رسالة الفيلم للجمهور»، لأن ظاهرة الإلحاد أصبحت منتشرة بشكل كبير بين الشباب في الفترة الحالية، ولم يتم مناقشة الظاهرة من قبل بشكل مباشر في السينما المصرية.
سبق أن جسد الفنان نور الشريف شخصية ملحد في فيلم «الأخوة الأعداء» بطريقة غير مباشرة، لكن فيلم الملحد يناقش القضية من كل جوانبها ومن جميع وجهات النظر، ومن الطبيعي أن يعارض المتشددون والسلفيون الفيلم، غير أن اسم مؤلف الفيلم إبراهيم عيسى في حد ذاته مثير للجدل.
هل ترى أن الرقابة المجتمعية باتت أخطر من رقابة المؤسسات المعنية؟
كل منها أخطر وأصعب من الآخر، ويتولى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية خالد عبد وهو الجليل شخصية مثقفة ومحترمة لكن المعايير صعبة، أما المجتمع فيعاني من حالة تشدد، وأي فكرة برة الصندوق أو لا يتوافق مع آراء السلفيين التي يريديون تصديرها للناس على أنها ثوابت تقابل بهجوم كبير، وعلى سبيل المثال تعرض مسلسل فاتن أمل حربي لهجوم قوي من التيارات المتشددة، بسبب عدم توافقه مع الفكر السلفي، أما فيلم الملحد فأتوقع الهجوم عليه، لكن دور الفنان بكل أمانة أن يتصدي لأي ظاهرة تمس الناس، وسواء الفيلم حقق نجاحا أو لا قدر الله لم يحقق، ومن الممكن أن تصل رسالة الفيلم إلى الجمهور في يوم ما.
ما ملامح المشروع الذي تسعى إلى تحقيقه؟
أتمنى عندما أرحل عن الدنيا أكون قد قدمت أعمالا محترمة، تناقش قضايا المجتمع الحالي وتلقي الضوء على مشاكلهم ووضعها أمام المسؤولين لإيجاد حل لها، وأكثر ما يسعدني شعوري بأنني ساهمت في حل مشاكل المجتمع.
ما الأعمال التي تحضر لها حاليا؟
أحضّر لمسلسل الراكون في رمضان 2024 مع الفنان يوسف الشريف، وأيضا فيلم حدوتة الأيام الباقية للفنان أحمد حاتم، إنتاج أحمد السبكي وتأليف محمد صادق.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً