بالتزامن مع ذكرى 30 يونيو، لماذا «كفرت» الدول بجماعة الإخوان المسلمين «1»
حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين
محمد ممدوح - مصعب فرج
كشفت نشاطات جماعة الإخوان الإرهابية عن الوجه الحقيقي لهذا التنظيم المستتر خلف المظهر الإسلامي على حد تعبيره، مما دفع العالم من الإيمان بخطورة هذه الجماعة المشبوهة، ومخططاتها الهادفة إلى زعزعة وتهديد استقرار الدول وأمنها الداخلي، خاصة الدول التي تعرفت على حقيقتها منذ البداية وطاردتها للقضاء على مخططاتها السامة.
ما دفع الأخيرة على نشر الفتن وإشاعة الفوضى والتحريض على العنف داخلها، الأمر الذي دفع العديد من الدول للعزم على حظر وإدراج الجماعة ضمن قوائم العنف والإرهاب، وكان لمصر السبق في هذا الملف بقرارها الصادر في 4 يناير 2024، بإدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب.
الدول تكفر بالجماعات الإسلامية
هذه الإجراءات من الدول وعلى رأسها مصر لم تكن وليدة الصدفة، ولكنها قرارات مدروسة ومبنية على حقائق وشواهد دالة على ضرورة اتخاذ مثل هذا القرار، بالتزامن الفعلي لتحركات الجماعة الإرهابية للاستمرار في نشر الفتن والشائعات داخل هذه الدول، خاصة مع الدول التي فشل فيها تنظيم الجماعة الإرهابية سياسيا وتنظيميا مثل مصر وتونس، وكذلك مع الدول التي لم تستطع اختراقها فكريًّا وتنظيميًّا، على غرار العديد من دول الخليج، ومن أبرز هذه الأسباب التي أدت إلى حظر الجماعة بمختلف دول العالم هي:
تغيير أساسيات وأفكار الشعوب واستبدالها بأفكار الجماعة
عملت الجماعة الإخوانية الإرهابية منذ نشأتها على هدف أساسي ورئيسي، وهو «التغيير الاجتماعي»، والعبث في أساسيات الأفكار والتقاليد والأعراف المجتمعية، وربط التغيير المجتمعي بالتغيير السياسي واعتماده كشرط أساسي من شروط التغيير الإخوانية.
فمنذ البداية ظهر اهتمام «حسن البنا» بالتغيير المجتمعي وتبديل نظمه الخاصة، وجعلها هدفا له، فكان الاهتمام دائمًا موجهًا للشعوب والمناطق التي تتسع بها أذرع الجماعة، علي حساب الدول وأنظمتها.
أركان الأسرة الإخوانية لتعميق رابطة الأخوة
وفي سبيل ذلك حدد «البنا» ثلاثة أركان رئيسية للأسرة الإخوانية تعمل على تعميق رابطة «الأخوة» بين الأعضاء:
1_التعارف.
2_التفاهم.
3_التكافل.
الانطلاق الثاني للجماعة والعمل السري داخل خلايا عنقودية
وبعد تحديد ووضع أركان الأسرة الإخوانية، ومع بداية التأسيس الثاني لجماعة الإخوان المتأسلمين في منتصف السبعينيات وحتى حوالي 1987 عملت الصفوة الإخوانية والنخبة الجماعية على تأصيل هذه السمات والأركان الأساسية، والتي تمثل نقطة مركزية شديدة الترابط من الناحية التنظيمية، بالإضافة إلى مزيد من أجواء العمل السري عكس تنظيم حسن البنا الذي عمل كجمعية رسمية معلنة.
شبكة المؤسسات الاجتماعية الواسعة السرية
هذه السرية المشبوهة والمنظمة تزامنت مع توسع النشاط الجماعي السياسي والتنافسي، والأنشطة الاقتصادية، وشبكة المؤسسات الاجتماعية الواسعة السرية والمعلنة من مدارس، ومشروعات خدمية، وجمعيات خيرية، ومستشفيات، وتكوين خلايا عنقودية.
القواعد المشبوهة للجماعة والقاعدة الاجتماعية التعاطفية
المنظور التغييري للجماعة المحظورة والحالة المركبة ونمط الجماعة الذي بات مشبوها، أنتج فارقين مهمين، يمثلان معا قوة الجماعة الحقيقية على مدار عقود:
1_قاعدة تنظيمية مشبوهة صلبة شديدة الترابط.
2_قاعدة اجتماعية تعاطفية واسعة احتضنت الجماعة دائما خلال مسيرة صدامها المتقطع مع الدول.
ورد الرابطة وتعميق ثقافة العقيدة الإخوانية
ونرى قوة الرابطة الإخوانية من خلال ما يسمى لديهم بورد الرابطة، والتي حافظت عليه جماعة الإخوان وعلى مدار عقود وحتى اللحظة، تحافظ الجماعة الإخوانية الإرهابية على الأدبيات والممارسات التي تهتم بتعميق الرابطة الروحية بين الأعضاء عن طريق الآتي:
1_مناهج ثقافية تعمق مفاهيمهم الخاصة.
2_ممارسات الأنشطة الاجتماعية الداخلية الخاصة بالأعضاء، ودعاء «وِرْد الرابطة» الذي يردده أفراد الإخوان بصورة يومية.
الجماعة لا تستطيع العيش في البيئات المستقرة وتنمو على أطلال الدول
ومن المسلمات والمعلوم بالضرورة لدى عموم الباحثين والكتاب والسياسيين والمتابعين لحركات التطرف والإرهاب، أن الجماعة لا تستطيع العيش في البيئات المستقرة سياسيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا، وإنما تنمو وتترعرع في البيئات المضطربة سياسيًّا واجتماعيًّا، أو تلك التي تعاني من الصراعات الطائفية والعرقية والدينية.
التحريض على الأنظمة السياسية والطعن في شرعيتها
ومن هنا جاءت فكرة أن الجماعة هي العامل الأول والرئيس في نشر الفتن والتحريض على الفوضى في الدول التي ترغب في اختراقها تنظيميًّا، وهذا يساعد ويسهل من عمليه مدّ نفوذها التنظيمي السياسي والفكري إليها، من خلال العمل على ثوابت رئيسية وهي:
1_التحريض على الأنظمة السياسية في البلاد.
2_الطعن في شرعيتها.
3_التحريض بدعوى المطالبة بالحرية والديمقراطية.
خلخلة التماسك داخل الدول وخلق الهشاشة الاجتماعية انتصارا لأفكار الجماعة
وتعمل الجماعة لخلخلة التماسك داخل الدول وخلق حالة من الهشاشة الاجتماعية تمثل بيئة مواتية للجماعة لاختراقها تنظيميًّا، ومن ثم الحضور فيها والبدء في تطبيق المشروع الإخواني الهادف إلى ابتلاع الدول ومؤسساتها.
الحرباء في شكل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين
بالإضافة إلى ما سبق يمكن استخلاص الإطار العام للجماعة تنظيمًا وحزبًا كيفما تتلوَّن وتتشكَّل الحرباء، وهو ما يعدُّ تهديدًا للأمن القومي أينما حلَّ، وهو ما أدى إلى معاناة دول العالم من عنف وإرهاب هذا التنظيم.
وبالتالي جاء تصنيف الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا في العديد من البلدان، نظرًا لأن تنظيم جماعة «الإخوان» لا يحسن سوى التآمر والعمل السري والاغتيالات، بعد فشله الكبير في الحكم عندما تولى السلطة في مصر وليبيا وتونس والمغرب.
العنف والتسليح مقابل القانون ومعارضة التنظيمات السرية
ومن جهته يرى «ستيفن بروك»، أحد المؤلفين المشاركين في سلسلة «إعادة النظر في الحركات الإسلامية» «لمعهد بروكنجز»، أن التضييق على نشاط جماعة الإخوان السري والتنظيمي المشبوه، وإغلاق مؤسساتهم السرية والعلنية وضع المنظمة أمام خيار وحيد هو العنف، وعمل ذلك على جاذبية النماذج الأخرى التي تنتمي لمقاربات التنظيمات المسلحة مثل ولاية سيناء، أو تنظيم القاعدة في اليمن، أو حتى الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
تبني الأفكار الانتحارية في مواجهة الدولة
ومن هنا لا يمكننا حصر الدوافع الانتمائية للجماعة الإخوانية فقط في رغبة الفرد بممارسة نشاط اجتماعي دعوي، ولكن ثمة دوافع مركبة للعضو والفرد داخل الجماعة، وقد ظهر ذلك جليا حينما سمعنا في وسائل الإعلام الخاصة بهم تشير بتبني بعض القيادات لخيارات عنيفة في مواجهة الدولة.
الخيار المسلح أحدث خلاف بين القيادات التقليدية
الخيار المسلح الذي أحدث خلافا جوهريا متعلقا بنواح صراعية بين القيادات التقليدية التي لا ترغب في التخلي عن مواقعها، وبين قيادات جديدة صعدت عقب الإطاحة بهم وترفض نمط الإدارة السابق وتسعى لإجراء تغييرات قيادية.
استغلال الفقر والضعف فى تقوية خلايا الجماعة
جماعة الإخوان تتخذ من العمل الاجتماعي عن طريق تغليفه بوجهة نظر إسلامية
بعد هذا كله فلا شك لدينا أن جماعة الإخوان تتخذ من العمل الاجتماعي دورا رئيسيا مطلوبا لذاته، وذلك عن طريق تغليفه بوجهة نظر إسلامية، كاعتباره نوعا من التكافل داخل المجتمع، وهو ما ارتبط بترغيب الإسلام في العطف على الفقراء والضعفاء، وهو ما يحقق للجماعة انتشارا واسعا، ويعزز من القاعدة الاجتماعية المؤيدة لها.
وبمنظور الجماعات الإسلامية ومفهومها وفكرها، فإن أغلبية التنظيمات لا تكترث بالقيام بأي أنشطة اجتماعية، لأن هدفها الأول هو القضاء على الدولة وقيام دولتها الخاصة، الأمر الذي وضح للمواطن المصري بعد صعود جماعة الإخوان إلى سدة الحكم ومحاولاتهم لأخونة جميع المؤسسات والأفراد، ومحاولة صنع فريقين أحدهما في جنة الإخوان والآخر في النيران.
السعي وراء الحكم الإسلامي
وقد أثبتت الأحداث والمواقف أن ما تقوم به اليوم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة خاصة في مصر من أهداف حقيرة تسعى لتحقيقها، هو دلالة وعلامة تبرز مكنون فكرهم المغلوط من الأساس، فهم يسعون لتقديم نموذج لـ"الحكم الإسلامي" عقب سيطرتها على بعض المناطق أو ضعف قبضة الدولة فيها، كما كانت الحالة في سيناء وفشلت بسبب صمود الجيش المصري، ولكن ظهر في بعض مناطق اليمن وبالطبع في مناطق الدولة الإسلامية.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً