أزمة الطاقة المتجددة تحت قبة البرلمان.. وسؤال موجه للحكومة لإيضاح استراتيجيات التوسع
ألواح الطاقة الشمسية
محمد ممدوح
نشرت الحكومة المصرية، برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي وثيقة من المفترض أن ترسم وتحدد أولويات الدولة المصرية بين عامي 2024-2030، وكانت تضم هذه الوثيقة القطاع الاقتصادي لوصوله لأعلى مستويات خلال هذه المدة، ومن خلال هذه الوثيقة وصل نسبة رفع الطاقة المتجددة 42%، وهو ما استدعى بعض من أعضاء مجلس النواب التقدم بسؤال للحكومة عن كيفية تطبيق هذه الاستراتيجية في ظل مجريات الواقع الذي يمر على العالم بأجمع وبشكل خاص ما يمر باقتصاد الدولة المصرية، وخاصة أن ملف الطاقة المتجددة ليس من السهل التحول والاعتماد علي نسبة 42% منه خلال 6 سنوات.
وأرجع أعضاء مجلس النواب، إلى أن مصر إلى الآن وخلال 17 عام كانت بدأ خطة لتبديل من الطاقة غير المتجددة إلى متجددة، ولم تصل إلى معدلات إنتاج طاقة متجددة إلى 20%.
وبدأت الدولة المصرية منذ عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنشاء محطات تستخدم طاقة الرياح في توليد الكهرباء، وعمل محطات ضخمة بأسوان لاستخدام الطاقة الشمسية في تحويلها إلى الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى تعديلات تشريعية لتحفيز الشركات على إنتاج الهيدروجين الأخضر.
سؤال برلماني لتوضيح استراتيجيات التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة
من جانبها تقدمت الدكتورة، مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بشأن «عدم وضوح استراتيجيات التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة في مصر».
وذكرت «عبد الناصر» أننا تابعنا خلال الأيام الماضية، ما أعلنه مجلس الوزراء بخصوص مشروع بحثي من إعداد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تحت عنوان وثيقة أبرز التوجهاتِ الاستراتيجيةِ للاقتصادِ المصري للفترةِ الرئاسية الجديدة 2024-2030.
وأضافت عضو مجلس النواب، هذه الوثيقة التي من المفترض أن ترسمُ وتحدد أولويات التحرك على صعيد السياسات بالنسبة للاقتصادِ المصري حتى عام 2030 سواءً فيما يتعلقُ بتوجهات الاقتصاد الكلي، أو التوجهات على مستوى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الداعمة لنهضة الدولة المصرية والتي تضمنت استراتيجية خاصة برفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة المنتجة، بحلول عام 2030 بدلا من عام 2035، بحسب بيان سابق لوزارة الكهرباء.
تخفيض استخدام الطاقة غير المتجددة
يأتي ذلك للعمل على تخفيض استخدام الطاقة الغير متجددة وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، بجانب السعي لتوفير الوقود الأحفوري المُستخدم في توليد الكهرباء.
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن إنتاج مصر من الطاقة الكهربائية حتى منتصف 2022 بلغ حوالي 60,000 ميجا وات، منها تقريبًا 3300 ميجاوات فقط من الطاقة المتجددة، وهو رقم ضعيف للغاية، مقارنة بالاستراتيجيات والخطط التي تُعلن عنها الحكومة منذ سنوات والخاصة بالتحول للطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، ولكن ليست تلك هي المعضلة الأكبر من وجهة نظرنا.
وخلال السؤال المقدم قالت «عبد الناصر»: «عندما ننظر إلى الاستراتيجية المشار إليها، نجد أن الحكومة تتوقع أن يكون نصيب الطاقة المتجددة المنتجة في العام الحالي 2024/2023 نحو 11.8% من إجمالي الطاقة في مصر، أي أن الحكومة ترغب في تحقيق 3 أضعاف تقريبًا الرقم الحالي والسالف ذكره، بينما لا يوجد أي مؤشر إيجابي يُشير إلى إمكانية تحقيق ذلك الأمر».
نمو معدلات إنتاج الطاقة المتجددة إلى 20%
وأوضحت عضو البرلمان إلى أن الدولة المصرية تسعى منذ أكثر من 17 عام، وبالتحديد منذ 2006 إلى وصول معدلات إنتاج الطاقة المتجددة إلى 20% من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر، وهو ما لم يتحقق بأي شكل من الأشكال لا من قريب ولا من بعيد حتى الآن، سواء من خلال الحكومة أو من خلال المشروعات الاستثمارية بقطاع الطاقة الوطني.
كما أكدت على أن الحكومة قد وضعت العديد من العراقيل والمعوقات التي تحول دون التوسع الاستثماري في الطاقة المتجددة، من خلال زيادة معدلات الضرائب والرسوم، بجانب إلزام الشركات بتقديم جزء من الطاقة المتجددة المنتجة كمقابل لدمج إنتاجها في الشبكة القومية لتوزيع الكهرباء، وهو ما يُعد إجحاف وتدمير لأي خطط استثمارية داخلية أو خارجية في ذلك القطاع داخل مصر.
وأرجعت عضو مجلس النواب هذه الأزمة، إلى أن هناك العديد من المعوقات التي تحتاج الحكومة إلى معالجتها قبل الإعلان عن أي خطط أو استراتيجيات لتعظيم انتاج الطاقة المتجددة قد لا تكون مناسبة للتطبيق العملي في الوقت الحالي.
وأضافت أنه في غمار مؤتمر المناخ الذي نظمته مصر مؤخرًا، كشفت الحكومة عن استراتيجيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر بصفته العمود الفقري لقطاع الطاقة المتجددة والنظيفة على مستوى العالم في الآونة الأخيرة.
قرض من البنك الأوروبي لإعادة التعمير والتنمية لمشروعات الطاقة
كما أكدت على أن ذلك الأمر، تمكنت الحكومة من خلاله الحصول على قرض من البنك الأوروبي لإعادة التعمير والتنمية بقيمة 80 مليون دولار، كتمويل للعمل على مشروعاته، خصوصًا مع توافر الطاقة الشمسية والرياح اللازمين لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بشكل كبير.
بجانب ما أقره مجلس النواب من حوافز لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومنها على سبيل المثال خفض ما يقرب من 33% و55% من الضرائب المستحقة على شركات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وإعفاء الصادرات من ضريبة القيمة المضافة
ندرة المياه عقبة في طريق الهيدروجين الأخضر
وأكدت عبد الناصر أيضًا على أنه مع كل تلك التسهيلات تناست الحكومة تمامًا أن تلك الاستراتيجية تواجه عقبة في منتهى الخطورة، وهي ندرة المياه، حيث أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يعتمد بشكل أساسي على المياه، في الوقت الذي دخلت فيه الدولة المصرية في خطر الفقر المائي بحسب تصريحات الحكومة، وهو الأمر الذي سيؤثر بلا أدنى شك في إنتاج مصر الكهربائي مع انخفاض حصتها من المياه.
وقالت عضو مجلس النواب: لا نعلم في ضوء ما سبق، من أي مُنطلق تتحدث الحكومة عن تعظيم معدلات إنتاج الطاقة المتجددة و النظيفة، في ظل عدم وجود أو وضوح أي استراتيجيات حقيقية لمعالجة ما سبق وأشرنا إليه من معوقات وعقبات إدارية ولوجستية تعصف بقطاع الطاقة بشكل عام في مصر، وعدم وجود أية مبادرات حقيقية لتشجيع عمل محطات الطاقة الشمسية المنزلية، مشيرة إلى أنه ظل تلك المعطيات فإن تصريحات الحكومة بتحقيق تلك المعدلات من التنمية بذلك القطاع لا تتعدى كونها شعارات رنانة ليس أكثر.
استراتيجية الحكومة لمعالجة المعوقات التي تواجه قطاع الطاقة
واختتمت «عبد الناصر» السؤال بمُطالبة الحكومة بتوضيح معدلات النمو التي حققتها الدولة آخر 6 سنوات في قطاع الطاقة بشكل عام والطاقة المتجددة والنظيفة بشكل خاص؟، وهل لدى الحكومة أية نية في عمل حوافز للأفراد أو مبادرات لتسهيلات بنكية لإنشاء محطات طاقة شمسية صغيرة فوق أسقف البيوت مثل كثير من الدول و ربطها بالشبكة؟، وما هي الاستراتيجية التي تنتوي الحكومة انتهاجها من أجل معالجة المعوقات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة في مصر؟، وهل لدى الحكومة أية خطط لتعميق التصنيع المحلي في الألواح الشمسية لتقليل الاستيراد والتوسع في تطبيق هذه الحلول؟، وما هي الخطوات أو الجدول الزمني الخاص بالبدء والانتهاء من معالجة تلك المعوقات؟.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً