رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى
الجمهور الإخباري
رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى

فريدة الشوباشى تكتب.. «تخاريف نتن ياهو»

فريدة الشوباشى
فريدة الشوباشى

خرج علينا رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بادعاء أعلن خلاله بلا أدنى حياء، أن الله عز وجل هو من وعد الصهاينة بأرض الوطن العربي، مضيفا أن الوعد الإلهي يمنحهم الحق في القتل والإبادة، إلى آخر ما تقيأه، تبريرا لوحشيته واعتداءاته على الدول والشعوب العربية.

وردا على هذه التخريفات نسأل مجرم الحرب، كما وصفته المحكمة الجنائية الدولية، أين المستندات التي تثبت صحة ادعاءات هذا الوحش الآدمي وأين كان هو وجميع المرتزقة بجيشه طوال قرون من الزمن؟، إن مزاعم النتن ياهو، تفترض أن منطقتنا، التي كانت منذ بدء الخليقة لا تنتمي لدين معين، ثم اعتنق بعضها، مثل العديدين في العالم الديانة اليهودية.

وبعدها اعتنق نفس الأشخاص في منطقتنا والعالم أجمع الديانة المسيحية بعد السيد المسيح، وبعدها اعتنق الملايين الإسلام بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم يحدث في التاريخ أن قامت دولة على أساس الدين لأن الدين لله والوطن للجميع، وأعتقد أن الحركات الإرهابية، التي يصفها البعض، بالتشدد، والتي تتستر بالاسلام الحنيف ألحقت بالاسلام أكبر تشويه ومنحت العدو الصهيوني مبررا لادعاءات بوجود دولة يهودية على أساس اعتبار أن من حق اليهودي في أي بقعة من الأرض الاستيلاء على أي أرض عربية والاستيطان فيها وطرد أو إبادة أبنائها الأصليين.

إن الوطن يحتضن جميع أبنائه داخل أراضيه، أما معتقداتهم الدينية، فهذا أمر بينهم وبين الخالق، لقد عشت في ستينيات القرن الماضي وكنت أدرس في مدرسة خاصة بمدينة حلوان، وفي أواخر الأربعينيات، كنا ثلاث تلميذات نحمل اسم فريدة، بعد زواج الملك فاروق من الملكة فريدة، وكنا فريدة مسلمة وفريدة مسيحية وفريدة يهودية، نعيش معا وندرس معا ونلعب معا، دون أية تفرقة بيننا، وحتى أكذوبة طرد اليهود من مصر عقب العدوان الثلاثي عام 1956، والتي روجها أعداء مصر، كشفها الشرفاء بتأكيد من تم طردهم من مصر، كانوا رعايا بريطانيا أو فرنسا، اللتين شاركتا في العدوان الثلاثي، دون أدنى اعتبار إلى دياناتهم.

إن استخدام أكاذيب نتن ياهو ومن قبله، وعد بلفور الذي أسست بريطانيا عليه جريمتها باغتصاب أرض فلسطين ومنح مساحات واسعة منها لمرتزقة اليهود في العالم، بأكذوبة حقيرة تدعي أنها تمنح شعبا بلا أرض، أرضا بلا شعب، وكأن ملايين اللاجئين الفلسطينيين، قد سقطوا من الفضاء ولم يكونوا في وطن مازال منذ نحو مئة عام يعاني من الظلم الفادح ومن مساندة الولايات المتحدة الأمريكيةـ مساندة تصل إلى حد الشراكة بينها وبين دولة الاحتلال.

إن لجوء نتن ياهو إلى الاستشهاد بالتوراة وما يدعيه من حقوق منحها الله عز وجل لليهود، تبريرا للحروب الوحشية والتوسع في احتلال أراض عربية جديدة، يفرض أسئلة واجبة، منها أين هذه الحقوق التي يدعيها وأين احترام حق الشعوب في سيادة أراضيها، وكيف يميز الخالق بين البشر على أساس الدين وهو العدل.

والمهم حتى يخرس مجرم الحرب الصهيوني أننا ليس مطلوبا منا تصديقه، بل علينا المقاومة والصمود والوعي بألا نقع في فخ "الدولة الدينية" والتي تخدم مؤامرة "الشرق الأوسط الجديد" بتفتيت أوطاننا إلى دويلات عرقية وطائفية.

تحيا مصر حرة ومستعصية على جمبع الأعداء بوحدة شعبها وجيشها العظيم وقيادتها الحكيمة.

تم نسخ الرابط