الشيخ خالد حسن يكتب.. الحفاظ على الماء فريضة
خلق الله سبحانه وتعالى الماء وجعله الحياة لكل الكائنات الحية، قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، وجعله الله بركة الحماية لنبيه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة بدر الكبرى، قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} (الأنفال: 11).
وكذلك جعله حماية لموسى - عليه السلام - فكان وسيلة الحماية للتابوت الذي حمل موسى - عليه السلام -، قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (القصص: 7).
وكذلك أنزله عز وجل من السماء ليخرج لنا قوتنا ورزقنا وليسقي جميع أنواع وألوان الزروع والنباتات التي نفضل بعضها على بعض في الأُكُل ولكنها سقيت بماء واحد، قال تعالى: {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الرعد : 4).
هذا الماء الذي خُيِّرَ بينه وبين ملكه كاملا الخلفية العباسي هارون الرشيد، حيث دخل عليه ابن السماك وقال له: حسبك يا أمير المؤمنين، لو مُنعت شربة الماء هذي ماذا تفعل ؟! قال: أنفق نصف مالي.. قال ابن السماك: ولو شربتها ماذا تنفق لو حُبست ومُنعت أن تخرج منك ؟! قال الخليفة: أنفق النصف الآخر من مالي.. قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء.
فإننا في حاجة إلى وعي كافٍ لترشيدنا لاستهلاك الماء بل والحفاظ عليه، وهذا ما وجهنا إليه رسولنا الكريم في قوله - صلى الله عليه وسلم - (لا تسرف في الماء ولو كنت على نهرٍ جارٍ)، وذلك حينما مرّ على سيدنا سعد وهو يتوضأ، ونهى عن تلوثه، فَعَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ:"أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ" (مسلم).
فعلينا جميعا أن نحافظ على كل نقطة ماء فذلك فريضة قد فرضها الله علينا ، ولأنه نعمة قد أنعم الله علينا بها وحتى لا يحرمنا إياها، (اللهم بلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا).