تظاهرات واستقالات تجتاح أوروبا، كلمة السر «اليمين المتطرف»

الاتحاد الأوروبي

أيمن عبدالمنعم

اليمين المتطرف، أسدل الستار أمس الأحد، على الانتخابات العابرة للحدود الأكبر في العالم، وهي انتخابات البرلمان الأوروبي، التي اشتركت فيها نحو 27 دولة من دول التكتل، من أجل حسم مصير 720 مقعدًا داخل أروقة البرلمان الأوروبي.

الانتخابات كانت سببًا في نشوء حالة من الجدل داخل التكتل الأوروبي، خاصًة، مع صعود اليمين المتطرف بصورة ملحوظة في الانتخابات، الأمر الذي سبب حالة من الجدل سواء في الصفوف الشعبية داخل أوروبا، أو في الأوساط الرسمية المعارضة للتوجه اليميني المتطرف.

صعود اليمين المتطرف في الانتخابات التي لم تكشف الستار بعد عن نتائجها النهائية كان سببًا في تحركات، انقسمت بين السياسية والشعبية، سواء كانت تظاهرات أو احتجاجات، أو كما وصل الأمر في بعض الأحيان، إلى تقديم مسؤولين استقالتهم.

تظاهرات في العاصمة البلجيكية بروكسل

شهدت العاصمة البلجيكية، بروكسل، تظاهرات شعبية أمام البرلمان الأوروبي، بعد التوقعات التي أكدت تقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية.

وأوضحت منظمة آفاز حسبما نقلت شبكة يورو نيوز، أن التظاهرات التي نظمت أمام مقر البرلمان الأوروبي، جاءت في ليلة تاريخية بالنسبة لليمين المتطرف، مضيفًة، أن الرسالة بسيطة لجميع الأوروبيين، وهي ضرورة التوحد لمحاربة اليمين المتطرف.

الأروقة السياسية تهتز في فرنسا

ومن الصعيد الشعبي إلى الصعيد الرسمي، وفي فرنسا، تصدر حزب التجمع الوطني بقيادة جوردان بارديلا النتائج وفقًا للإحصائيات الأولية، بنسبة تعدت 31.5% من الأصوات، متقدمًا بفارق كبير وواضح على حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة، دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى حل البرلمان الفرنسي، ومطالبًا بعقد انتخابات تشريعية جديدة في نهاية الشهر الجاري.

صدمتان لرئيس الوزراء البلجيكي

وفي بلجيكا، كانت بمثابة صدمة بالنسبة لرئيس الوزراء البلجيكي المستقيل ألكسندر دي كرو، والذي قدم استقالته فور حصوله على ضربتين قويتين، في آن واحد.

فقد خسر حزب رئيس الوزراء البلجيكي المستقيل حديثًا من منصبه، وهو حزب الليبراليين والديمقراطيين الفلمنكيين، في الانتخابات الوطنية والأوروبية، والتي كانت بمثابة ضربات قوية ومتتابعة، دفعته إلى تقديم استقالته والتي قوبلت بالموافقة من الملك البلجيكي فيليب.

خسارة شولتس لم تدفعه لانتخابات مبكرة

في ألمانيا، لم تكن نتائج الانتخابات مرضية بالنسبة للمستشار الألماني أولاف شولتس، حيث حصل حزبه الاشتراكي الديمقراطي، على نسبة أصوات بلغت 13.9% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، لتكون نسبة أصواته «الأسوء»، بالنسبة لتيار يساري وسط، الذي ظل لعقود مهيمنًأ على السياسة الألمانية.

خسارة تحالف شولتس في الانتخابات الأوروبية، جعلت المعارضة الألمانية، أكبرها الاتحاد المسيحي، يطالب بطرح الثقة في المستشار أولاف شولتس في البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، مثلما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد خسارة حزبه في الانتخابات.

ودعا زعيم الحزب المسيحي الألماني الاجتماعي ماركوس زودر، إلى إجراء انتخابات جديدة للبرلمان الاتحادي الألماني البوندستاج، في أسرع وقت ممكن، موضحًا، أن حكومة شولتس انتهت بشكل أساسي، وأن الأمور يجب أن تحذو طريقًا مماثلًا لفرنسا.

دول خرجت منتصرة

وعلى الرغم من ان الانتخابات كانت سببًا في حالة من اليأس لدى العديد من القادة الأوروبيين، إلا أنها في الوقت ذاته، كانت سببًا في انتصارات جديدة لأحزاب حاكمة بالفعل داخل أوروبا.

ففي إيطاليا، تصدر حزب إخوة إيطاليا، اليميني المتطرف، والذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، النتائج في الانتخابات الأوروبية، بنسبة أصوات تراوحت بين 25 إلى 30% حسبما أوضحت تقديرات أولية.

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني — جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية

كذلك في النمسا، فقد حصل حزب الحرية، أيضًا، ذو التوجه اليميني المتطرف، على 27 بالمائة من الأصوات، لتلحق بهولندا التي عززت موقف حزب خيرت فيلدرز,

وأيضًا في بولندا، حصل حزب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، وهو الحزب الوسطي المؤيد لأوروبا، على أصوات، جعلته يتقدم على حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي، إلا أن اليمين المتطرف كان الأقل حظًا مقارنة بالأحزاب اليمينية المختلفة في أوروبا.