السفير محمد الشاذلي: تدخل الإيكواس فى النيجر عسكريا كارثة.. ومصر منشغلة بالسودان

علق السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، عن تصريح مفوضية حقوق الإنسان اليوم، على المعاملة السيئة التي يتلقاها رئيس النيجر المعزول محمد بازوم، بأنه من المؤيدين للميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ولكنه من أكثر المعارضين لتسييس قضية حقوق الإنسان.

وقال السفير الشاذلي لـ«الجمهور»، إن منظمة حقوق الإنسان تركت الشعب الفلسطيني الذي يقتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويستنزف دماء أبنائه، بالإضافة إلى الصراع داخل السودان وزيادة الاقتتال على الأراضي السودانية، وجاءت لتشغل العالم بالظروف الصحية لرئيس النيجر وطريقة احتجازه بوصفها أنها غير آدمية، مشيرًا إلى أنها عملية تسيييس، حيث إن الغرب منزعج من الانقلاب وبالتحديد فرنسا.

وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن النيجر بدأت تتحرر من القبضة الإمبريالية على مقدراتها واقتصادها وثرواتها، موضحًا أن الدول الغربية قد أخذت موقفا واضحا للانحياز مع الرئيس المعزول محمد بازوم، بالإضافة إلى أن هناك استغلالا لقضية حقوق الإنسان وهذا يضر بها.

وتابع الشاذلي، أنه من الواضح أن هناك جانبا سياسيا عميقا في القضية، مؤكدًا أن كل الدول المتحضرة ضد فكرة الانقلابات والاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة، ولكننا نتساءل هل في الدول الإفريقية متاح تغيير السلطة بشكل سلمي، مشيرًا إلى أن هناك دوائر نفوذ وجماعات مصالح وقوى خارجية تتحكم في أمور بعض هذه الدول.

وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الشعوب في جميع أنحاء العالم تتمنى تبادل السلطة بشكل سلمي وديمقراطي عن طريق صناديق الاقتراع، وعليه يجب التساؤل إذا لم يتم هذا فما هو البديل، مؤكدًا أن تدخل دول الإيكواس عسكريًا في النيجر سيكون أمرًا كارثيًا، إضافة إلى أنه لن ينجم عنه أي خير.

ولفت السفير محمد الشاذلي، إلى أنه من الواضح أن هناك انقساما داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «الإيكواس»، بالإضافة إلى أن أكثر من دولة أعلنوا معارضتهم للتدخل العسكري، فتغيير اجتماع رؤساء أركان دول مجموعة الإيكواس من غد إلى الأسبوع المقبل، قد يكون هذا فسحة من الوقت للبحث عن أسلوب آخر غير التدخل العسكري، الذي لن يكون في صالح أي من الأطراف، إذا كانت النيجر أو المجموعة أو القارة الإفريقية بشكل عام.

وعن تأثير التدخل العسكري لمجموعة الإيكواس على مصر، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن مصر بعيدة، ولكن أى خلل أو عنف في أي مكان يؤثر على على القارة والعالم بأكمله، وليست مصر فقط من حيث عدم الاستقرار والعنف، مشيرًا إلى زيادة اللاجئين والنازحين عبر هذه الدول إلى دول أخري، فكل هذه الأوضاع الجارية في بعض الدول الإفريقية ستؤثر على القارة بأكملها.

وأضاف الشاذلي، أن مصر منشغلة في محاولات تهدئة الأوضاع فى الأراضي السودانية وإطفاء النيران المشتعلة أيضًا في ليبيا، مؤكدًا أن قارة إفريقيا ليست بحاجة إلى بؤرة أخرى مشتعلة.