"الوفديون" في حيرة بين دعم "السيسي" وترشح يمامة للرئاسة
حزب الوفد
أحمد المقدامي
مازال حزب الوفد منذ نشأته محتفظاً بلقب حزب الأزمات السياسية، فمنذ بداية "الوفد" صاحبته الأزمات بشكل دوري، أكثر من أي حزباً أخر في تاريخ الحياة الحزبية المصرية، فحزب الوفد مر بعدة أزمات كادت أن تعصف به، لكن ربما تكون الأزمة الأخيرة التي يشهدها الحزب الآن قد تنجح في تقسيم الحزب، أو كتابة نهايته في الحياة السياسية والحزبية.
وعلى الرغم من كل الأزمات التي شهدها حزب الوفد، على مدار تاريخه، إلا أن هذه الأزمات لم ترقى واحدة منها، لتكون تهديداً لمبادئ الحزب و الانتماء له و الولاء الحزبي، ولكن مع إعلان الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس الحزب الحالي، نيته الترشح لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، المقرر لها أبريل 2024 ، ظهرت عدة انشقاقات استهدفت مبادئ و إيدلوجية الحزب لأول مرة في تاريخه، بل ظهرت أصوات داعمة من داخل الحزب لمرشحي الرئاسة الأخرين في سابقة هي الأولى من نوعها .
ففور إعلان "يمامة" نيته الترشح، سارع فؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب السابق، إلى إعلان ترشحه إيضا، و المطالبة بإبطال ترشح "يمامة" وقال إن ترشح رئيس الحزب للرئاسة مخالف للائحة الحزب، موضحاً أن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، يلزمه إجراء تصويت في اجتماع للهيئة العليا، يكون مكتملاً للنصاب القانوني وتم الإعلان عنه، وهو مالم يحدث، وبالتالي فأن ترشح "يمامة" يعد باطلاً.
وأنضم لفؤاد بدراوي، في الهجوم على "يمامة"، كل قيادات الوفد التاريخية و على رأسهم عمرو موسى الرئيس الشرفي للوفد و محمود أباظة رئيس الحزب الأسبق و منير فخري عبدالنور، والإعلامي توفيق عكاشة .
وأرسل "بدراوي" إنذاراً، على يد محضر، لـ"يمامة" لإخباره رسميًا برغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ويطالبه بدعوة الهيئة الوفدية للانعقاد خلال مدة أقصاها 15 يوم ، إلا أن "يمامة" رد على بدراوي قائلًا، إنه أعلن ترشحه قبله، وأنه أيضا حصل على 51 توقيعًا من أعضاء الهيئة العليا للحزب، وأن ترشحه قانوني ولا يجوز أن يترشح ضده أي شخص من الحزب.
وفي نفس السياق أعلنت لجنة حزب الوفد بمركز ومدينة إدفو، تأييدها لدعم ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسة قادمة، موضحين في بيانهم أن الفترة الحالية في حاجة إلى رجل عسكري يستطيع أن يحمي ويصون مقدرات البلاد ، مؤكدين على أنه لا ينبغي أن يترشح أحد ضده.
و يعد إعلان لجنة "إدفوا" دعمها للسيسي هي السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الأحزاب السياسية، خاصة أن هناك التزام حزبي على الأعضاء بدعم مرشحي الحزب، ولكن دعم الرئيس السيسي يلقى ترحيب فئات كثيرة داخل حزب الوفد ، و أبرزها المرشح الرئاسي المحتمل عبدالسند يمامة نفسه الذي أعلن مراراً و تكرارا عن دعمه السيسي ، وربما في الأيام القادمة تعلن جماعات و لجان أخرى عن دعمها لرئيس الجمهورية أو لمرشحين أخرين محتلمين في السباق الرئاسي.
و يعاني الوفديون من أزمة ثقة في مرشحيهم للانتخابات الرئاسية ، ففي عام 2018 خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير أعلن الدكتور السيد البدوي، عن عزمه الترشح للرئاسة إلا أنه ما لبث أن تراجع عن ذلك القرار بعد رفض الهيئة العليا بالحزب ترشحه ، وأعلن عن دعمه للرئيس عبدالفتاح السيسي ضد موسى مصطفى موسى ، مفوتا على حزب الوفد مشاركة تاريخية في إستحقاق أنتخابي هو الهم في تاريخ مصر .
فهل نشهد في الفترة القادمة مؤشرات على دعم مرشحين أخرين أم أن حزب الوفد يكتب نهايته مع تلك الأزمة الأخيرة .
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً