هدية المصريين القدماء للعالم، قصة تقسيم الوقت إلى 24 ساعة يوميا
أقدم ساعة عرفها التاريخ
أحمد عجاج
هل تخيلت يوميا أنك تقوم بمعاملاتك اليومية دون ساعة، ودون وجود للتوقيت، لا وجود للثانية ولا للدقيقة، فقط الشمس تشرق وتغرب، والفصول تتعاقب، كيف نقيس الزمن وقتها؟ هل دار فى مخيلتك عدة تساؤلات لا إجابة لها، لماذا يوجد في اليوم 24 ساعة؟ ما الذي يثبت أننا في الزمن الصحيح؟ لماذا تتكون الدقيقة من 60 ثانية؟ لماذا لا تكون 70 أو 80 أو حتى 100 ثانية أو أي عدد لانهائي من الأرقام؟ وكذلك لماذا لا تكون الساعة 50 أو 90 دقيقة أو أي عدد لانهائي من الاحتمالات؟
الجمهور الإخبارى خلال التقرير التالى - وفقا لعدد من الدراسات المهتمة بهذا الشأن ومنها موقع germanclocks الألماني- يحاول الإجابة على هذه التساؤلات….
وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا أكدت فى وقت سابق، أن المستقبل سيشهد زيادة في عدد ساعات اليوم، ليصبح عددها 25 ساعة عوضاً عن 24، بسبب تأثير القمر المتواصل على حركة الأرض، مما سيؤثر على سرعة دورانها، وبالتالي ولادة وقت إضافي سيتجمّع مستقبلاً، ليكوّن ساعة كاملة، إلا أن هذا لن يتم قبل مرور 180 مليون سنة على نشأة الأرض، على حد ما قالته الوكالة الأمريكية.
ويعود تقسيم اليوم لـ24 ساعة إلى الحضارات القديمة، وهناك أقوال متضاربة فى هذا الشأن، هل كان المصريون أم البابليون أول من قسم ساعات اليوم إلى العدد المعمول به حتى يومنا هذا؟
ووفقًا للمؤرخيين فالمصريين القدماء هم أول من وضعوا مفهوم تقسيم اليوم إلى ساعات، حيث قسموا اليوم إلى 10 ساعات باستخدام أجهزة مثل ساعات الظل ثم أضافوا ساعة واحدة في كل نهاية «واحدة للشروق وواحدة في الغروب»، وفي وقت لاحق، صنع المصريون شريطًا على شكل حرف T، تمت معايرته لتقسيم الوقت بين شروق الشمس وغروبها إلى 12 جزءًا، ومع ذلك، فإن غياب ضوء الشمس جعل من الصعب تقسيم الوقت في الليل.
لماذا تقسم السنة إلى 360 يوما؟
كان تقسيم الوقت ليلا لدى المصريون القدماء يعتمد على مراقبة النجوم، في تلك العصور القديمة، مع عدم وجود تقنية متطورة لاستخدامها، اختاروا بدلًا من ذلك العشريات وهي 36 مجموعة من الأبراج الصغيرة المستخدمة في علم الفلك المصري القديم لتقسيم مسير الشمس بزاوية 360 درجة إلى 36 جزءًا من 10 درجات لكلٍّ منهما، للأغراض الثيورجية والحلزونية في صناعة الساعات، وتظهر كل من العشريات، من حيث مركزية الأرض، لترتفع بشكل متتابع في الأفق خلال كل دورة يومية للأرض، كان صعود كل عشري علامة على بداية «ساعة» عشرية جديدة من الليل للمصريين القدماء، واستخدموا كساعة نجمية بداية من الأسرة المصرية التاسعة أو العاشرة على الأقل (حوالي 2100 قبل الميلاد).
وفقًا للتقويم المصري الذي يتكون من 36 عشرية ( تم تقسيمها إلى 3 عشريات ليكون لدينا 12 شهرًا، وبعد أن اختار المصريون تكييف ساعات الليل وفقًا لتقويمهم، اختاروا 10 نجوم لكل عشرية، وهكذا فإن النظام المكون من 36 عشريًا يتوافق مع 360 يوم فى السنة، بالإضافة إلى 5 أيام موسمية يصبح لدينا 365 يومًا فى السنة.
كان الارتفاع الشمسي مرئيًا فقط في الليل، وكان عدد الساعات التي حددتها العشريات مساويًا لعدد العشريات التي كان ارتفاعها ملحوظًا في ليلة واحدة، يختلف هذا الرقم من موسم إلى آخر (ما عدا تحت خط الاستواء) في مصر ،ويمكن للمرء أن يلاحظ في الصيف (الموسم الذي تكون فيه الليالي أقصر) فقط ارتفاع 12 عشريًا في ليلة واحدة. كانت النتيجة تقسيم الليل إلى 12 ساعة بأطوال متفاوتة، لذلك نحن مدينون للمصريين القدماء بتقسيم اليوم إلى 24 ساعة. وهكذا فإن العشريات 36 تتوافق مع 12 ساعة من النهار والليل.
نظرًا لأن عشريًا جديدًا يظهر أيضًا بشكل شمسي كل عشرة أيام (أي كل 10 أيام، تظهر مجموعة جديدة من النجوم العشرية مرة أخرى في السماء الشرقية عند الفجر قبل شروق الشمس مباشرة، بعد فترة يحجبها ضوء الشمس)، أطلق عليها الإغريق اسم ديكانوي أو «أعشار».
ومع ذلك، فإن هذا النظام يعمل بشكل جيد فقط خلال الاعتدالات، عندما كانت الشمس فوق خط الاستواء مباشرة، وتقسم الأيام والليالي إلى أطوال متساوية، في أوقات أخرى، قد يختلف طول الساعة، على سبيل المثال، ستكون ساعات النهار في الصيف أطول، بينما تكون أقصر في الشتاء.
اسخدام المصريون القدماء الآلات لقياس وتتبع الوقت
استُخدِمَت العديد من الآلات لقياس وتتبع الوقت عبر آلاف السنين، فقد اعتمدوا على “النظام الستيني” البابلي لقياس الوقت منذ نحو ألفي سنة قبل الميلاد، وهو أقدم نظام معروف قسم الساعة لـ60 دقيقة والدقيقة لـ60 ثانية، وقد قسّم المصريون القدماء اليوم إلى فترتين كل منهما 12 ساعة، واستخدموا المسلات الكبيرة لتتبع حركة الشمس، كما طوروا الساعات المائية، والتي يرجح أنها استخدمت للمرة الأولى في فناء آمون-رع، «وهو أحد أربع أروقة رئيسية يتشكل منها معبد الكرنك في مدينة الأقصر، والذي كان مكرسًا لعبادة إله طيبة آمون»، ومنها انتشرت إلى خارج مصر، حيث استخدمها الإغريق، وأطلقوا عليها اسم «clepsydrae»، ويعتقد أن الصينيين في عهد أسرة شانغ قد استخدموا أيضًا الساعات المائية في نفس الفترة، نقلاً عن بلاد الرافدين، تتضمن آلات قياس الوقت القديمة أيضًا، الساعة الشمعية التي استخدمت في الصين واليابان وإنجلترا والعراق، والمزولة التي انتشرت على نطاق واسع في الهند والتبت وأجزاء من أوروبا، والساعة الرملية وفكرتها مشابهة لفكرة الساعة المائية.
كانت المزولة الشمسية التي تعتمد على الظل لتحديد الوقت أول الأجهزة المستخدمة لقياس أجزاء من اليوم الواحد كانت أقدم ساعات الظل المعروفة مصرية، وكانت تصنع من الشست الأخضر، الوهو صخر متحول عن صخور نارية أو رسوبية بفعل الضغط والحرارة، يتميز بحجم متوسط الحبيبات ويتكون من صفائح رقيقة متشابهة في تركيبها المعدني، وهي متصلة وغير متقطعة. تتكون هذه الصفائح من معادن قشرية مثل الميكا والتالك أو منشورية مثل الهورنبلند وتحصر هذه الصفائح فيما بينها حبيبات دقيقة متبلرة من معادن أخرى مثل الكوارتز ويعرف التورق في هذه الصخور باسم النسيج الشستي أو النضيد أو المنضد»، كما تعتبر المسلات المصرية القديمة، التي شيدت حوالي عام 3500 قبل الميلاد، أيضًا من بين أقدم ساعات الظل المعروفة في التاريخ، وعلى الرغم من دقّتها إلا أنها كانت عديمة الفائدة ليلاً وفي الطقس الغائم.
لذا كان لا بد من إيجاد بدائل عنها، لذا تم اختراع الساعات المائية، وأقدم وصف للساعة المائية هو ما نقش في مقبرة الموظف الرفيع في البلاط الملكي أمنمحات التي تعود للقرن السادس عشر قبل الميلاد، بما يفيد أنه مخترعها، بالاضافة إلى الساعات الرملية، ونظام لتتبع حركة النجوم، وهناك عدة أنواع من الساعات المائية، وبعضها أكثر تعقيدًا من غيرها، أحد أنواعها عبارة عن وعاء مع ثقوب صغيرة في القاع، والذي يطفو على سطح الماء وتسمح له الثقوب أن يُملأ بمعدل شبه ثابت؛ وتشير علامات على جانب الوعاء إلى الوقت المنقضي كلما وصل سطح الماء إليها.
العثور على أقدم ساعة مائية
تم العثور على أقدم ساعة مائية معروفة، في قبر الفرعون أمنحوتب الأول (1525-1504 قبل الميلاد)، مما يدل أنها استخدمت لأول مرة في مصر القديمة، ويعتقد أيضًا أن المصريين القدماء هم مخترعو الساعة الرملية، هناك طريقة أخرى استخدمها المصريون القدامى لتحديد الوقت ليلاً عن طريق استخدام خطوط رأسية تدعى مرخت، والتي استخدمت منذ عام 600 ق.م تقريبًا، بحيث يضبط اثنين من الخيوط أحدهما مع نجم الشمال والآخر مع نجم القطب لإنشاء خط زوال سماوي بين الشمال والجنوب. ويتم قياس الوقت بدقة من خلال مراقبة نجوم معينة عند عبورها هذا الخط.
لماذا 60 دقيقة و60 ثانية ؟
اتبع علماء الفلك اليونانيون الذين ساعدوا في جعل الحياة أكثر بساطة من خلال تقسيم اليوم لـ24 ساعة بالتساوي مع الاعتماد على النظام الستيني البابلي «الأساس 60» للحسابات الفلكية، وللراحة قسموا الساعة إلى 60 دقيقة وكل دقيقة إلى 60 ثانية، ولكن من غير المعروف لماذا استخدم البابليون نظام الأساس 60، ولكن قد يكون ذلك لأن 60 هو رقم خاص لحسابات الكسور، وأيضاً إنه أصغر رقم يقبل القسمة على 1-2-3-4-5-6، وكذلك على و10 و12 و15 و20 و30.
أهمية الوقت في حياتنا
يُعتبر الوقت أهم ما في حياة الإنسان، حتى إنّه أثمن وأغلى من المال، ولعظم الوقت وأهميته فقد أقسم الله سبحانه وتعالى به في كتابه الكريم في مواضع عدة منها قال تعالى: (وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)،[١] وهنا جاء القسم بالعصر (الدهر)، وقال تعالى في موضع آخر: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، وفي الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس، الصحة والفراغ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل يعظه: (اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هِرَمِك، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك). ونظراً لأهمية الوقت في عمر الإنسان فقد اعتبره البعض موسم الزرع في الدنيا، ليكون الحصاد في الآخرة، ولذلك على الإنساس ألا يُضيع أوقاته بما لا فائدة تُرجى منه.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً