انقلاب النيجر والإيكواس.. محمد الشاذلي : وجود قوات أجنبية بالدولة يفقدها سيادتها
السفير محمد الشاذلى مساعد وزير الخارجية الاسبق للشؤون الافريقية
شيماء حمدالله
قال السفير محمد الشاذلى، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، إن وجود قوات فرنسية وأمريكية في نفس التوقيت يعنى أن الدولة منقسمة عن نفسها، وهذا يعنى أن هناك فصيلا تحت المظلة الأمريكية وأخرى تحت المظلة الفرنسية، مشيرًا إلى الانقسامات القبلية والتنافس والتناحر داخل النيجر الذى تحولت إلى عداوة، بالإضافة إلى أن الدولة المنقسمة داخل نفسها وتسمح لقوات أجنبية بالتواجد على أراضيها كل هذا يعتبر مواد خام لعدم الاستقرار وانقلابها على نفسها.
وأوضح السفير محمد الشاذلى لـ«الجمهور» أن وجود قوات أجنبية داخل الدولة يفقدها الكثير من عناصر سيادتها، وتنتهك إرادتها، مضيفًا أننا يجب أن نتخطى الزمن الذى كانت فيه القوة الايمبريالية، فهى تحدد لنا ما هو الوضع الخطير والحميد الذى يخدم سياستهم وأجنداتهم، وليس ما يخدم سياسة البلد أو بشكل أوسع الاستقرار في قارة إفريقيا.
الجماعات الإرهابية والولايات المتحدة
وأضاف الشاذلى، أن جميع المنظمات الإرهابية تعمل تحت مظلة واحدة وتتعاون مع بعضها البعض، كما أنها تقوم باستغلال الأوضاع والخلافات الإثنية والقبلية داخل الدول الأفريقية التي تعانى من مثل هذه المشاكل، مشيرًا إلى أن القوات الأجنبية داخل هذه الدول من مهامها محاربة الإرهاب ولكنها في الحقيقة من الدعائم الأساسية للجماعات المتطرفة المنتشرة داخل القارة فعلى سبيل المثال عندما تواجدت الولايات المتحدة داخل أفغانستان في البداية كانت تحارب الاتحاد السوفيتى بالمجاهدين ثم انقلب المجاهدين عليهم وأصبحوا قوة تهدد العالم ثم عادوا مرة أخرى واحتلوا أفغانستان وتركوا البلاد بكم هائل من السلاح وبدأوا في الانتشار حول العالم، ولطالما هناك نفاق سياسى من قبل القوى الدولية والإقليمية فستظل مشكلة الإرهاب باقية وتأرق العالم.
الحرب الباردة بين روسيا وفرنسا
قال السفير محمد الشاذلى، إن الحرب الباردة ستستعر بشكل خطير جدًا بسبب الوضع بأوكرانيا فالوضع هناك يصعب في تحقيق طرف الانتصار الحاسم على الطرف الآخر، موضحًا أن البديل سيكون الحرب بالوكالة أو حرب باردة يستغل فيها شعوب أخرى وبلاد تحترق لخدمة مصالح الطرفين حلف شمال الأطلنطى وروسيا.
الوعى والنظرة التحررية من التبعية تعيد استقرار أفريقيا
أشار الشاذلى إلى أن الوضع يحتاج للوعى ونظرة تحررية من التبعية للقوى الخارجية حتى نستطيع أن نؤمن الاستقرار في بلادنا والقارة بأكملها، مشددًا على أن طالما دول العالم الثالث تعمل بعقلية المتسول لا ننتظر الحل فالدول لا تحتاج الحبوب من روسيا، لأن السودان لديها 200 مليون فدان قابلة للزراعة فهى قادرة على إطعام إفريقيا والدول العربية ولكن الشعب السودانى تاركًا كل هذه الخيرات وفى صراع داخلى بين بعضهم البعض والآن يتعرضون إلى المجاعة.
وكشف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الافريقية، عن أن الانقلابات تحدث في الدول التي ليس بها ديمقراطية ولا تداول سلمى للسلطة فعلى سبيل المثال الاتحاد الأفريقى عند حدوث انقلاب في أي دولة يقوم بتعليق عضويته في الاتحاد فقط، ولكن لم يتخذ إجراءات للقضاء على ظاهرة الانقلابات التي أصبحت منتشرة الآن بشكل كبير، مشددًة على ضرورة إطلاق الحرية للشعوب في اختيار روؤسائها بأسلوب ديمقراطى والتداول السلمى للسطلة وحرية العمل السياسى والأحزاب وحرية الرأي والاعلام وعليها ستنتهى ظاهرة الانقلاب.
دور الاتحاد الإفريقى
وعلق السفير محمد الشاذلى، على أن الاتحاد الأفريقى دوره الإسمى هو إعداد الأرضية في إفريقيا وأعضاء الاتحاد لإقامة حياة سياسية وحسن الحكم في إفريقيا وإذا حدث أزمات تحل من خلاله، مشيرًا إلى أن القارة الأفريقية أصبحت من أفقر قارات العالم نتيجة الأزمات وسوء الإدارة والحكم والفساد.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً