شيخ العمود، الأزهر أول من طبق نظام الساعات المعتمدة وقبعة التخرج السوداء مشتقة من عمامته
الجامع الأزهر
محمد الأزهري
الجامع الأزهر، أنشئ قبل 1084 عاما، ليكون قبلة تعبدية ورواقا علميا، ليواصل علمه في شكل “أروقة” ونظام دراسة داخلي -أي أن الطالب المصري أو الوافد من كل دول العالم يسكن فيه ويأكل ويتعلم مجانا- والأروقة هي فصول دراسية كبرى تضم فئة واحدة، ويجلس شيخ بجوار “عامود” من أعمدة المسجد ليمنح إجازته وعلمه في مادة لعدد من الطلاب، فسمي شيخ العمود.
الجامع الأزهر ابتكر نظما تعليمية حديثة منذ 1084
وعمل الجامع الأزهر، قبل 1084 عاما، بشكل أبتكره وقتها وقلده العالم بعدها عبر جامعات أوربا التي تعلمت من الأزهر، في نظام أولي ومبتكر من قبل الأزهر وهو نظام “الكورسات” التعليمية، ويعد شيخ العمود “سيكشن” سابق قبل 11 قرنا، وهو من يحدد متى ينجح الطالب بامتحان حسب قدرة الطالب على الإنجاز، وهو نظام “الساعات المعتمدة” الذي نطبقه اليوم نقلا عن الدول المتقدمة التي أخذته تلك الدول من الأزهر، بعد أن نقلت جامعات أوربا كل هذا عن الأزهر، ولما نقلته كانت تمنح الناجح ملفوف ورقي بالشهادة الكرتون وتلبس (الناجح/الناجحة) قبعة وعبائة سوداء مصممتين مثل زي الأزهر وعمامته، وذلك يوم التخرج وهو نظام معمول به في كافة جامعات العالم نقل أساسا إلى أوربا من الأزهر، وموجود حتى بالجامعات الحديثة في مصر.
الأزهر يستعيد تراث “شيخ العمود” في تعليم 700 ألف مصري وأجنبي
واليوم ومنذ عام 2019، قرر فضيلة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، عودة العمل بنظام “شيخ العمود” وسمي أروقة الأزهر، حيث يعمل في مسارين، الأول: أروقة أو أعمدة تحفيظ القرآن الكريم للصغار، والتي تضم ما يزيد عن 500 ألف طفل يحفظون القرآن الكريم من سنة إلى 5 سنوات حسب قدراته، والنظام الثاني: أروقة العلوم الشرعية والعربية للكبار ولا تشترط سنا، والتي تدرس كل علوم الأزهر في 4 سنوات، ويضم 140 ألف دارس مصري وأجنبي، ويستخدم فيه البث عن بعد أو الحضور وكلاهما، وهو عودة لنظام “شيخ العمود” ومفتوح للعالم كله، وهو لا يجيز العمل بل يعلم الدين بمستوى خريج جامعي متخصص من الأزهر.
الأزهر قبلة الإسلام العلمية والقرآنية يفتح بابه للدراسات الحرة للجميع
والجامع الأزهر، صاحب التاريخ والحاضر العلمي والتراث الديني والعلمي الأكبر في العالم، ومنذ فجر تاريخه قد درس به الطب والشرع في أروقته وكان شيخ الجامع الأزهر الشيخ الدمنهوري فقيها وطبيبا بارزا تحدث عنه عالم نوبيل أحمد زويل بكل تقدير، والجامع الأزهر كان يدرس ويعلم به العالم اليهودي وطبيب صلاح الدين الأيوبي موسى بن ميمون ويعلم الطلاب تخصصه الطبي والفلسفي، بالأزهر الذي هو أهم مساجد العالم “العلمية” ومصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام، حيث كان هو المؤسسة التعليمية قبل إنشاء قطاع المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر التي بنيت في الستينات، و هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي، وجزء من مؤسسة الأزهر الشريف يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر.
مهندس بناء الجامع الأزهر (صقلي) نزح من كرواتيا إلى مالطا
وبعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله، بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع بن طولون في القطائع، كذلك أعد وقتها ليكون معهداً تعليمياً لتعليم المذهب الشيعي ونشره، إلا أن صلاح الدين الأيوبي لما فتح مصر أراد أن يعزز سنية مصر التي عاشت عليها قام بتعزيز الفقه والفكر السني من خلال قواده وهم أشاعرة فدفع بهم إلى ميادين العلم ومنهم طبيبه اليهودي موسى بن ميمون لكنه كان مختصا في الطب والفلسفة فقط فعلم بالأزهر بجانب سعيد السعداء وهو شيخ مشايخ الصوفية وأعضاء المشيخة وهم ضباط وفقهاء وفلاسفة كانوا يعلمون علوم الدين والدنيا.
تطوير الجامع الأزهر ومؤسساته تواصل على مدى 1084 عاما
وبدأ بناء الجامع الأزهر، في جمادي الأول 359هـ/970م، وتم بناءه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م، وعرف بجامع القاهرة ورغم أن يد الإصلاح والترميم توالت عليه على مر العصور فغيرت كثيراً من معالمه الفاطمية، إلا أنه يعد أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بالسيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقبله المصريون لحبه الصحابة وآل البيت وشدة حبهم لابنة رسول الله وآل بيته الكرام.
2019 بداية عودة نظام “شيخ العمود” عبر الأروقة الأزهرية
وعودا لنظام العمود، الذي عاد في 2019 على يد فضيلة الإمام الطيب شيخ الأزهر الحالي، وخرج دفعة متخصصة في العلوم الشرعية والعربية عالية التخصص، حيث حفل الجامع الأزهر بالوفود الإيمانية وعبر الرواق الأزهر في شهر رمضان الماضي وكان حديث العالم والمصريين واتسعت باحاته وأروقته وصفحاته بهم، ليستأنف خطته العلمية عقب شهر رمضان المبارك لعام 1445 هجرية، ويعاود العمل الآن بشرح كتب التراث الإسلامي، حيث يستهدف شرح أكثر من 60 كتابا طوال أيام الأسبوع، وذلك بتوجيهات من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبمتابعة مستمرة من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، والدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهري والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، في إحياء للتراث الفقهي ومعالجة القضايا والمستجدات العصرية ومواجهة الاستقطاب الفكري من قبل المتطرفين عبر كيانات أليكترونية، حيث يبث الأزهر وأروقته الشعائر والتدريس والشروحات والدروس عن بعد ويتواصل مع مسلمي العالم.
34 عالما يستأنفون شرح كتب التراث بالجامع الأزهر بعد رمضان
وتعليقا على عودة العمل وبث البرامج الفكرية لمسلمي العالم وقبول المنتسبين الجدد، قال د. عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن برنامج "شرح كتب التراث" يضم 34 كتابًا، تُشْرَحُ على مدار الأسبوع، في العلوم العربية والشرعية، من تفسير وحديث وفقه وأصوله ونحو وصرف وبلاغة ونقد أدبي وتصوف وعقيدة وقراءات وتجويد، ومن المستهدف زيادة هذه الكتب إلى 60 كتابًا في الأسبوع.
ولفت د. فؤاد، إلى أن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، قد وجه بألا يقوم بشرح هذه الكتب في الجامع الأزهر، إلا كبار العلماء، والأساتذة بالأزهر الشريف، حيث يقومون بإلقاء المحاضرات على مدار الأسبوع، ثم يُعْهَدُ بها إلى قسم المونتاج العلمي لمراجعتها، ومنه إلى المونتاج الفني لإعدادها للنشر على قناة الجامع الأزهر باليوتيوب، وصفحة الجامع الأزهر الموثقة بالفيس بوك، بحيث تكون المحاضرات متاحة للجمهور في كل بقاع الأرض في مدة أقصاها يومين من تاريخ إلقاء المحاضرة، حتى يتسنى لمن لا يستطيع الحضور، مشاهدتها في أي وقت.
د. هاني عودة: نستهدف شرح 60 كتابا للتراث أسبوعيا خلال الفترة القادمة
وقال د. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، أن حضارةَ أي أمة وازدهارَ علومها، مبنِي في الأساس على تراثها، فالعلوم نتاج أفكار، والعقل البشري تفكير متراكم، وخبرات مجتمعة، يُبنى بعضها على بعض، وتراث الأمة الإسلامية صرح شامخ من النور الذي كانت تستضيء به الدنيا ساعة أن كان العالم غير العربي يتعثر في ظلماته.
وتابع مدير الجامع الأزهر بمناسبة استئناف شرح كتب التراث قائلا: ولما كانت اللغة التراثية والمنهج العلمي يحتاج إلى بيان وشرح في ظل مستحدثات اللغة والعلوم، كان دور الجامع الأزهر الشريف شرح كتب التراث وبيان ما غمض منها لا لنفسه ولكن لتغير مستويات اللغة وتداخل العلوم، وكما يظهر من اسم البرنامج (شرح كتب التراث)، فإنه يهدف إلى إحياء كتب التراث المعتمدة الأصيلة في كل علم من علوم العربية والشريعة، وشرحها شرحًا وافيًا، لكل ما استشكل فهمه، وعزَّ على الناس تفسيره، حتى لا يكونوا عرضةً لكل متهجم على كتب التراث، ملصقًا بها تهمة الرجعية، وعدم مواكبة العصر.
وذكر د. هاني عودة ، بأن الحضور متاح للجميع، فيُسْمَحُ بحضور المحاضرات داخل الجامع الأزهر للجمهور رجالا ونساءً، بدون أي شروط، إذ يعتبر برنامج "شرح كتب التراث" بمثابة صمام الأمان أمام كل الهجمات الشرسة على تراثنا القيم، وأزهرنا الشريف، فالإنسان عدو ما يجهل، فإذا اتضح المراد، وانجلى المقصود، أذعن الناس للحق.
وأضاف: إن المشككين في الدين الإسلامي وعلومه، يعتمدون على أن القراءة في زمننا المعاصر صارت شبه نادرة، ومهمتنا بيان هذه الكنوز، واستخراجها، وتقديمها على الوجه اللائق بها؛ حتى تتضح الصورة أمام كل ذي عقل، فلا يصبح فريسة لأي مدلس، أو حاقد، أو حاسد.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً