الإسكندرية في خطر.. ملايين الأسماك النافقة والسبب مجهول

تصدرت ظاهرة نفوق الأسماك، عناوين الأخبار القادمة من محافظة الإسكندرية هذا الأسبوع، فقبل ايام ظهرت أفواج كبيرة من أسماك البلطي والبوري نافقة، على سطح البحر في منطقة ميناء المكس، غرب الإسكندرية، كان أغلبها من الحجم الكبير، ما تسبب في حالة من الهلع عن أسباب نفوق الأسماك، ومخاوف من تلوث مياه البحر، فضلاً عن تصريحات أشرف زريق، نقيب الصيادين في الإسكندرية، التي أثارت الرأي العام في المحافظة عن مدى منطقيتها، والتي أرجع فيها سبب نفوق الإسماك إلى اندفاع الأسماك إلى الرمال هرباً من الصيادين أثناء الصيد، وان الأسماك تضطر إلى دفن رؤوسها في الرمال الموجودة في الشواطيء.

لكن صلاح مصيلحي، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية قال في تصريحات تليفزيونية، إن شهر أغسطس وسبتمر هي فترة التزاوج والتبويض للأسماك، وأن الأسماك تتجه للشواطيء لبدء عملية التبويض، وأن أحدى مراكب الصيد الكبيرة ألقت شباك ضخمة في منطقة تجمعات الأسماك المتجهة للتبويض، إلا أن هذه الشباك اصطدمت بالصخور، ولم ينجح الصياد في إخراج الشباك، ومع تراكم الأسماك داخل الشباك لفترة طويلة، أدت إلى نفوقها. وقال إنه خلاص تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد صاحب المركب اللى اصطاد السمك في فترة التبويض.

إلا أن مسؤول بالمعهد القومي لعلوم البحار، قال إن سبب نفوق الأسماك في الميناء البحري، هو ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأوكسجين، وبالتالي زيادة نسبة الأمونيا السامة والبكتريا الضارة.

تضارب أراء المسؤولين في الإسكندرية عن أسباب نفوق أسماك البلطي والبوري، ربما كانت كافية أو مقنعة قبل أن تظهر أمس السبت، مئات الألاف من فاكهة البحر المعروفة بـ"أم الخلول" على شواطيء منطقة العجمي، غرب الإسكندرية أيضاً، واللي قام بتصويها رواد الشواطيء، لتزيد المخاوف بشأن مياه الإسكندرية.

مصدر مسؤول بالمعهد القومي لعلوم البحار قال إن التيارات البحرية هي التي طردت يرقات أم الخلول عندما كبرت، من الداخل إلى الشاطيء، وأن تزايد أعداد أم الخلول بهذه المنطقة من البحر سببه أن منطقة العجمي غنية بالمواد التي تتغذى عليها "فاكهة البحر" لكنه لم يكشف سبب نفوقها، لكنه قال أخيراً إلى أنه تم تشكيل فريق بحثي من المعهد القومي لعلوم البحار، برئاسة الدكتورة عبير السحرتي، أستاذ الكمياء البحرية، لأخذ عينات لإجراء تحاليل عليها بالمعهد، وإن المعهد هيقدم تقرير وافي عن الأسباب بصورة علمية للمسؤولين في أسرع وقت .

ما بين الأسماك النافقة وهروب فواكه البحر للشواطيء، ومن قبلها ظهور أسماك القرش بالقرب من الشواطيء، تزداد المخاوف بشأن تأثير التغيرات المناخية على الحياة البحرية والسواحل المصرية وبالتحديد على مدينة الإسكندرية.