الصراع على السلطة في النيجر يُقلق جيرانها.. وخبراء يكشفون علاقة روسيا بالأزمة
النيجر
شيماء حمدالله
انقلاب عسكري يعيد النيجر إلى صدارة عناوين الأخبار رغم سيطرة فرنسا عليها سياساً، وتواجد قواعد لقوات فرنسية وأيضا قاعدة أمريكية لتعود معها إلى الواجهة، ومع تأكيد رفض الجيش للانقلاب على الرئيس محمد بازوم، فإن جيران النيجر من الدول المجاورة لها يترقبون ما سيحدث في الساعات المقبلة، لما له من تأثير على استقرارهم وأمنهم.
«إكواس» تستعد للتدخل العسكري في النيجر
قال مسؤول في «إكواس»، خلال اجتماع لرؤساء أركان غرب إفريقيين في أبوجا، إن التدخل العسكري في النيجر سيكون الخيار الأخير الذي سنطرحه لاستعادة النظام الدستوري في البلاد، ويجب الاستعداد لهذا الاحتمال، بحسب وكالة فرانس برس.
وأشار مفوض «إكواس»، المكلف بالشؤون السياسية والأمن عبد الفتاح موسى، إلى أن الخيار العسكري هو الخيار الأخير الذي طرحناه، لكن يجب أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال، مضيفا أن فريق إكواس موجود في النيجر للتفاوض، بالإضافة إلى أن قادة المجموعة فرضوا عقوبات تجارية ومالية على النيجر ومنحوا الانقلابيين أسبوع لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة تحت طائلة اللجوء إلى القوة.
انقطاع الكهرباء عن النيجر
وقال مسئولي شركة كهرباء النيجر، إن نيجيريا قطعت إمدادات الكهرباء بموجب العقوبات، مشيرا الى قطع نيجيريا خط التوتر العالي الذي ينقل الكهرباء الى النيجر.
ويذك أن النيجر تعتمد على نيجيريا لتأمين %70 من احتياجاتها من الكهرباء، بالإضافة الى ان نيجيريا تتولى رئاسة دول غرب إفريقيا في الوقت الحالي، حيث تعد قوة عسكرية واقتصادية كبيرة في غرب إفريقيا. وتعهدت الأكواس اتخاذ موقف حازم ضد الانقلابات التي تتالت في المنطقة منذ عام 2020.
قلق أمنى لجيران نيجيريا
أعلنت الخارجية الجزائرية، عن دعمها للرئيس محمد بازوم، وتضامن الرئيس عبد المجيد تبون في هذه المحنة الصعبة التي تجتازها النيجر.
وتشكل الاضطرابات في النيجر تحديًا أمنيًا على الحدود الجزائرية مع النيجر، حيث تقع مدينة "أساماكا" النيجرية في قلب الصحراء، على بعد 15 كيلومترا مع الجزائر، وتعد طرق للمهاجرين غير الشرعيين، حيث أن منطقة الساحل والصحراء تعتبر نقطة تجمع للخارجين عن القانون وتهريب الأسلحة والمخدرات، بالإضافة إلى أن ليبيا وتشاد يترقبون ما سيحدث في النيجر ومخاوف انفلات الأمن على الحدود والذى يهدد بتدفق السلاح والعناصر الإرهابية، كما تشكل أزمة لدولة تشاد حيث تعد فرصة كبيرة لتدفق السلاح للجماعات الإرهابية في شمال غرب البلاد.
صراع شخصي على السلطة في النيجر
قالت صباح موسى الباحثة بالشؤون الافريقية، إن ما يحدث في دولة النيجر سببه صراع شخصي على السلطة بين الرئيس السابق "يوسفو" والرئيس "محمد بازوم"، على الرغم من أنهما رفقاء درب لكن الرئيس السابق كان يحكم النيجر من خلال منظومة من رجال يوسفو، حيث إن "بازوم" لم يغير أي من رجال يوسفو، مشيرًة إلى أنه بعد عامين من تولى "بازوم" السلطة أراد التحرر في أمور الرئاسة فقام بعزل بعض رجال النظام السابق وعلى رأسهم رئيس الحرس الرئاسي الذى قام بالانقلاب، وأيضًا قام قبل أسبوعين بإقالة رئيس الحرس الرئاسي الذى أدى إلى غضب الرئيس السابق "يوسفو"، وربما أن هذا كان تدبير من قبل "يوسفو" ورئيس الحرس الرئاسي، للإطاحة بـ"بازوم".
انقسامات إثنية بدول جنوب الصحراء
وصرحت سهام فوزى مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة المستقبل، لـ«الجمهور»، بأن دول جنوب الصحراء تعاني من مشاكل خاصة وانقسامات إثنية سواء دينية أو عرقية أو قبلية، والتي تلعب دورًا كبيرًا بين الشعب، مؤكدًة أن كل هذه العوائق تجعل فئة معينة، هي المستفيدة الوحيدة من موارد الدولة واقتصادها، في حين أن الجماعات الإثنية الأخرى التي لا تنتمى للحاكم تبقى معروفة، وهذا يسمى في علم السياسة بمفهوم الاستعمار الداخلي، حيث إن إقليم معين والقبيلة التي ينتمى لها الحاكم هو الذى يحظى بثمار التنمية، بالتالي يؤدى إلى الثورات والانقلابات في دول جنوب الصحراء، وذلك نتيجة عوامل اثنية تتوافق مع عوامل اقتصادية تتوافق مع رغبة الدول الأوروبية بأنها تتدخل في هذا وبالتالي تعزز من الدول المتحالفة معها، بالإضافة إلى أننا نشهد فترة يطلق عليها بناء نظام دولي جديد.
الحرب الباردة بين روسيا وأوروبا في أفريقيا
أكد السفير محمد عبدالغفار، رئيس المجلس الاقتصادي الإفريقي، أنه بالفعل هناك حرب دائرة بين المعسكرين الشرقي بقيادة روسيا الاتحادية والمعسكر الغربي بقيادة أمريكا ودول الغرب الأوروبي المتمثلة في منطقة الاتحاد الأوروبي لاستقطاب الزعماء الأفارقة لدعم طرف دون الآخر، موضحًا أن تراجع الاهتمام الروسي بأفريقيا كان من أبرز ملامح انتهاء الحرب الباردة مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، حيث أغلقت موسكو مباشرة بعثاتها الدبلوماسية في 13 بلداً أفريقياً عام 1992م.
وتابع، أن اصطفاف عدد من البلدان الأفريقية مؤخراً إلى جانب موسكو في حربها ضد أوكرانيا، كشف عن تنامي النفوذ الروسي في القارة، حيث يعد الدعم العسكري الروسي دون اشتراطات هو عصب الشراكة بين الجانبين، وأداة أساسية لتطويق حلف شمال الأطلسي "الناتو" بموضع خاصرته الجنوبية الرخوة، التي ظلت لعقود حكراً على مصالح القوى الغربية، وعلى رأسها فرنسا، التي باتت تواجه تحدياً غير مسبوق في معاقل نفوذها الرئيسية.
وأضاف: «وما يحققه واقعياً هو ما كشفت عنه تغطيات إعلامية تقارير غربية، عما سمته "الحرب الباردة الثانية"، التي تدور معاركها حالياً في أفريقيا، متمثلة في صراع النفوذ والحروب بالوكالة بين روسيا والغرب في عديد الساحات التي تشهد نشاطاً».
وأشار إلى أن الشركات الروسية، وعلى رأسها مجموعة « فاجنر» التي تدير مصفوفة واسعة من الأنشطة الاقتصادية والعسكرية والدعائية لصالح «الكرملين»، بينما تؤكد المواقف الداعمة لروسيا أنها ليس لديها ماض استعماري في القارة، بل ساندت حركات التحرر الوطني الأفريقية، وهي تقوم حالياً بهذا الدور في مواجهة الاستعمار الأوروبي الجديد.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً