الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

12:30 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

مصر والقضية الفلسطينية.. ارتباط تاريخي ودعم بلا حدود أو مصلحة

الرئيس السيسى ونظيره الفلسطينى

الرئيس السيسى ونظيره الفلسطينى

مصطفى عنبر

A A

منذ بداية القضية الفلسطينية عام 1948، وحتى اليوم، لم تدخر مصر جهدًا ولا وقتًا، في الشروع في حل القضية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقد اتخذت مصر على عاتقها، منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، مسؤولية رعاية كل ما يخص القضية، ودعم كل السبل التي قد ينتج عنها حلول عادلة ومرضية للفلسطينيين، حتى قضية الخلافات الفلسطينية الفلسطينية الموجودة بين الفصائل وبعضها.

كانت مصر دائما الداعم الأكبر لتجاوز تلك الخلافات وإقامة الوحدة الوطنية الفلسيطينية من خلال رعاية القاهرة لحوارات الفصائل الفلسطينية من عام 2002، وكان آخرهم الاجتماع الذي عُقد نهاية يوليو الماضي، بمدينة العلمين الجديدة.

وعلى الرغم من تعرض مصر كغيرها من دول العالم، لأزمات اقتصادية نتجت عن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن القاهرة لم تغب عيناها عن فلسطين، فدائما فلسطين في قلب السياسة المصرية الخارجية، ومحور هام في حديث المسؤولين المصريين مع نظرائهم الغربيين، ناهيك عن العلاقات الشعبية بين مصر وفلسطين وما تتمتع به من أخوة وترابط، فالمصري وكل عربي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته ويتمنى زوال الاحتلال وعودة الحق الفلسطيني المغتصب.

مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الأخير الذي عُقد بمدينة العلمين الجديدة، والذي جاء برعاية مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد مكانة مصر التاريخية بالنسبة لفلسطين، باحتضاها اجتماعات تخص ترتيب البيت الفلسطيني، وهذا أكبر دليل على ثقة كل الأطراف الفلسطينية بوفاء مصر وإخلاصها لهذه القضية التاريخية النابع من حرصها على حل هذه القضية بالشكل الذي يرضي الشعب الفلسطيني المناضل، وهذا ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقوا "إن مصر لها الحق التدخل في الشأن الفلسطيني"، وهذا أكبر دليل على مكانة مصر الاستثنائية لدى الفلسطينيون.

وتسعى مصر بكل ما تملك من أدوات سياسية ودبلوماسية، لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات العالقة بين للفصائل الفلسطينية، لأن وحدة الفلسطينيين يساعد مصر كثيرا ويعزز موقفها في التفاوض مع القوى الغربية فيما يخص القضية الفلسطينية، وبكل تأكيد سيساعد هذا أيضا على توحيد الجهود ضد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة الأرض الفلسطينية.

أيضا يعد إرتباط مصر بقضية فلسطين هو إرتباط دائم ثابت تمليه إعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنـية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر إرتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية، فقبل ثورة 23 يوليو 1952 كان ما يجرى في فلسطين موضع إهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت مصر طرفاً أساسياً في الأحداث التي سبقت حرب عام 1948، ثم في الحرب ذاتها التي كان الجيش المصري في مقدمة الجيوش العربية التي شاركت فيها ثم كانت الهزيمة في فلسطين أحـد أسباب تفجر ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار الذين إستفزتهم الهزيمة العسكرية.

وبعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.

search