السبت، 05 أكتوبر 2024

08:36 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

القارة السمراء تتجرد من عباءة الغرب وتبحث عن الاستقلال

أرشيفية-تظاهرات النيجر

أرشيفية-تظاهرات النيجر

أيمن عبدالمنعم

A A

ظلت القارة السمراء على مر عقود عديدة من الزمان مستنزفه من قبل دول الغرب بشكل كبير، ما جعل مواطنيها محتجزين في نطاق التبعية للغرب، لا يملكون القدرة على التحكم في مصيرهم بشكلٍ مستقل، إلا أنه في السنوات الأخيرة تحولت الشعوب الإفريقية من التبعية إلى البحث عن الاستقلال، كاشفين عن أنيابهم لقوى الغرب المختلفة، ومظهرين أنهم بإمكانهم أن يكونوا أسياد مصيرهم

البداية مع النيجر

في الأونة الأخيرة ظهرت علامات التمرد على العالم الغربي من قبل القارة الإفريقية، من ضمن تلك العلامات عملية انقلاب على رئيس البلاد محمد بازوم، الخطوة التي قسمت المجتمع الغربي إلى نصفين كما قسمت السياسة الداخلية للنيجر إلى قسمين أيضًا.

فالقسم الخارجي الأول والمكون من العالم الغربي ممثلًا في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، تلك الدول التي رفضت بشكل قاطع ذلك الانقلاب ورأت أنه يجب على أن يُقلع عن تلك الفكرة بشكل نهائي، بل وصل الأمر إلى التهديد من بعض الدول مثل فرنسا.

وعلى الجانب الأخر جاءت روسيا بموقف غير واضح حول ذلك الانقلاب خاصًة بعد نفيها الاتهامات الموجهة إليها من قبل دول الغرب حول وجود أيادٍ روسية متدخلة في هذا الانقلاب، إلا أن تحليلات الساسة رأت أن مثل ذلك الانقلاب يخدم بشكل واضح مساعي روسيا للظهور كقوة جديدة داخل القارة السمراء.

بيان مشترك بين مالي وبوركينا فاسو

وعلى هامش ذلك الانقلاب الواقع في النيجر، خرجت كلًا من بوركينا فاسو ومالي، مؤكدين على أن أي تدخلات عسكرية قد تتخذها دول الغرب وعلى رأسها فرنسا، يعني بالنسبة لنا اعلان حرب، مؤكدين أن الهدف الأول لإفريقيا هو الاستقلال والخروج من عباءة الغرب والبحث عن الحرية الكاملة، وقد رفضوا في ذلك البيان أي عقوبات قد تُفرض على النيجر، خاصًة وأن تلك العقوبات ستكون في الإطار غير القانوني والإنساني.

لم يكن التفاعل مع قضية النيجر من قبل السلطات الممثلة لدول غرب إفريقيا فحسب، بل خرج العديد من مواطني النيجر في مسيرة تجاه السفارة الفرنسية وأسقطوا العلم الفرنسي واستبدلوه بالعلم الروسي، مما يجعل الأمر رسالة قوية من قبل النيجر بأنهم يرفضون قطعًا التدخل الغربي في شئون النيجر

وكانت فرنسا قد نقلت قواتها من مالي وبوركينا فاسو بعد انقلاب مماثل إلى النيجر، إلا أنه مع ذلك الإنقلاب ستضطر فرنسا إلى مغادرة النيجر أيضًا وتخسر ثلث امدادتها من اليورانيوم والذهب.

search