الأحد، 07 يوليو 2024

12:20 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

ذكرى وفاة «سيف الله المسلول»، خالد بن الوليد أفنى حياته في الحروب ومات على فراشه

الخالد بن الوليد

الخالد بن الوليد

أحمد المقدامي

لطالما كان خالد ابن الوليد أسطورة إسلامية لم تنتهي حتى هذه اللحظة، فقد سبقت الرجل سيرته حتى قبل انضمامه إلى الدين الإسلامي، واليوم الـ 18 من رمضان تحل علينا ذكرى وفاته، وهي الذكرى الأغرب في التاريخ الإسلامي، فالرجل الذي أفنى حياته في الحروب والمعارك والملقب بـ «سيف الله المسلول»، مات طريح الفراش دون أن ينال الشهادة، والأغرب أنه مات ودفن في حمص بالشام  (سوريا حاليا)، ولم يدفن في مكة أو المدينة، كما جرى العرف مع أغلب الصحابة عليهم رضوان الله.

وكما كانت وفاة خالد بن الوليد مثيرة للدهشة فكانت حياته أيضا أكثر إثارة للدهشة، إذن فمن هو خالد بن الوليد؟

اسمه كاملًا خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي أبو سليمان المكي وهو ابن أخت زوجة الرسول الكريم ميمونة بنت الحارث، فهو فارس وقائد إسلامي وصحابي من صحابة رسول الله، وقد حارب في بلاد فارس بالإضافة إلى محاربته في بلاد الروم في الشام، ولكن الواقعة الأبرز كانت في حرب الردة حيث كان صاحب نصيب الأسد فيها. 

سيف الله المسلول 

ولقب ابن الوليد بسيف الله المسلول عندما شارك خالد بن الوليد في معركة مؤتة في البداية كجندي عادي، ولكن بعد استشهاد كلٍّ من زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجعفر الطيار، وهم قادة المعركة الذين عيّنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعركة مؤتة، اختار المسلمون خالد بن الوليد ليكون قائدا لهم وليكمل هذه المعركة ومن ثم ينتصر 

وخالد بن الوليد  قد صح فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيف من سيوف الله في غير ما حديث.

ومن أشهر هذه الأحاديث وأصحها ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (3757)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَعَى زَيْدًا ، وَجَعْفَرًا ، وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ ، فَقَالَ أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.

تناقض وغموض 

حياة بن الوليد كانت مليئة بالتناقض فكما وصفه الرسول الكريم بسيف من سيوف الله، فقد تبرأ أيضا من أفعاله، فقد أخرج البخاري في "صحيحه" (4339) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :" قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا صَبَأْنَا ، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أَقْتُلُ أَسِيرِي ، وَلاَ يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَاهُ ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ .

ولم تكن تلك الواقعة الأولى ففي عهد سيدنا عمر بن الخطاب (الفاروق) قام بعزل خالد بن الوليد من القيادة مرتين، المرة الأولى عن القيادة العامة وإمارة الأمراء بالشام وكانت هذه المرة في السنة الثالثة عشرة من الهجرة غداة تولي عمر الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق وسبب هذا العزل اختلاف منهج الصديق عن الفاروق في التعامل مع الأمراء والولاة فالصديق كان من سنته مع عماله وأمراء عمله أن يترك لهم حرية التصرف كاملة في حدود النظام العام للدولة مشروطاً ذلك بتحقيق العدل كاملا بين الأفراد والجماعات من دون رجوع في الجزئيات إلى أمر الخليفة وكان الفاروق قد أشار على الصديق بأن يكتب لخالد "ألا يعطي شاة ولا بعيرا إلا بأمره (أي أمر أبي بكر) فكتب أبو بكر إلى خالد بذلك فكتب إليه خالد: "إما أن تدعني وعملي وإلا فشأنك، وعملك" فأشار عليه بعزله ولكن الصديق أقر خالداً على عمله ولما تولى الفاروق الخلافة أراد أن يعدل بولاة أبي بكر إلى منهجه وسيرته فرضي بعضهم وأبى آخرون وكان ممن أبى عليه ذلك خالد بن الوليد فعزله عمر. 

أما العزل الثاني فكان في بلدة قنسرين وذلك في السنة السابعة عشرة فقد بلغ أمير المؤمنين أن خالد وعياض بن غنم توغلا في بلاد الروم ورجعا بغنائم عظيمة وأن رجالاً قصدوا خالداً طالبين المال ومنهم الأشعث بن قيس الكندي فأعطاه خالد عشرة آلاف وكان عمر لا يخفى عليه شيء في عمله فكتب عمر إلى قائده العام أبي عبيدة يأمره بالتحقيق مع خالد في مصدر المال الذي أعطى منه الأشعث وعزله عن العمل في الجيش إطلاقاً واستقدمه المدينة وتم استجواب خالد وانتهى الأمر ببراءته من أن يكون مد يده إلى غنائم المسلمين فكان أقصى ما سمحت به نفسه من إظهار أسفه على هذا العزل الذي فرق بين القائد وجنوده أن قال للناس: (إن أمير المؤمنين استعملني على الشام حتى إذا كانت بثينة وعسلاً عزلني فقام إليه رجل فقال: اصبر أيها الأمير! فإنها الفتنة فقال خالد: أما وابن الخطاب حي فلا).

وكتب عمر إلى الأمصار: إني لم أعزل خالدا عن سخطه ولا خيانة ولكن الناس فتنوا به فخفت أن يوكلوا إليه ويبتلوا به فأحببت أن يعلموا: أن الله هو الصانع وألا يكونوا بعرض فتنة.

وفاته وقبره 

في الـ 18 من شهر رمضان المبارك لعام 21 هجريا، توقي خالد بن الوليد في حمص بسوريا ودفن فيها، ولما حضرته الوفاة قال: «لقد شهدت مائة زحف أو نحوها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها».

وعلى الرغم من مرور 1421 عام على وفاة سيف الله المسلول، إلا أن الحروب ترفض مغادرته ودائما ما تقترن بسيرته، في الحرب الأخيرة التي شهدتها سوريا شهد مسجد وضريح خالد بن الوليد العديد من المعرك بين القوات المتصارعة في سوريا مما أدى إلى تخريب قبره و المسجد الذي يحمل أسمه وهذا هو ما تبقى منه. 

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.