عبد الرحيم كمال لـ«الجمهور»: المتحدة حققتلي حلمي بعد 12 سنة فى «الحشاشين»
عبد الرحيم كمال
ندى يوسف
- قرأت أكثر من 50 كتابا عن «الحشاشين»
-كريم عبد العزيز نجم ليس له مثيل
-اختيار اللغة العامية اقتراح من اللماح بيتر ميمي
-الفن أوسع من التاريخ ولكن ليس لديه القدرة على تصحيحه
«شيخ العرب، الخواجة عبد القادر، الرحايا، يونس ولد فضة، جزيرة غمام، القاهرة كابول، أهو ده اللى صار، دهشة».. كل تلك الأعمال وأكثر عندما يتردد اسمها يأتي في ذهننا مباشرة الحبكة الدرامية التي كتبت بشكل مميز، جعلتنا نرتبط بهذه الأعمال الدرامية، والسر وراء ذلك هو الكاتب عبد الرحيم كمال، فمن خلال قلمه يتحول أي ورق عادي إلى سيناريو متكامل الأركان، يشبه «النداهة» عند قراءته، ويواصل عبد الرحيم إبداعاته الفنية بمسلسل «الحشاشين»، الذي يتعاون به مع النجم كريم عبد العزيز، ويعرض حاليًا في السباق الرمضاني.
وأجرى موقع «الجمهور» حوارًا مع الكاتب عبد الرحيم كمال، كشف خلاله تفاصيل شخصية «حسن الصباح» التى يقدمها الفنان كريم عبد العزيز خلال المسلسل، وسر استخدام اللغة «العامية» بدلًا من الفصحى، إلى جانب خطوات تحويل حلم بدأ منذ 12 عامًا إلى واقع.
إلى نص الحوار:
لماذا اخترت «الحشاشين» بالتحديد للمنافسة في رمضان 2024؟
«الحشاشين» هو الحلم الذى حلمت به منذ 12 عاما وتحقق بفضل الله وسعادتى به لا توصف ليس لتحقيق هذا الحلم فقط، ولكن لأنه عمل فنى يليق باسم مصر ونجوم مصر والجمهور المصرى والعربي، لأن مصر تمتلك مبدعين فى جميع المجالات قادرين على صناعة عمل فنى تاريخى بجودة عالية، واستغرقت أكثر من عام فى كتابته واستطاع كل أفراد العمل إظهاره وتقديمه للجمهور على الشاشة بقيادة المخرج المبدع بيتر ميمي، فكل شخص اجتهد فى موقعه سواء على مستوى التصوير أو الملابس أو الديكور أو الموسيقى وصولا لنجوم وأبطال العمل، وبالطبع أرغب في أن أوجه الشكر لكريم عبد العزيز فهو نجم ليس له نظير ولا مثيل فى إتقانه للشخصية وخروجه بحسن الصباح على هذا النحو من الكمال، وبالطبع أوجه جزيل الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة سينرجى على دعمهم الكامل لهذا المشروع وخروجه بهذا الشكل المشرف الذى يليق باسم مصر.
كيف تمكنت من تقديم أحداث تاريخية منذ 1000 سنة بهذا الشكل المشوق؟
صحيح هو من 1000 سنة لكنه أخذ من عمرى أيضا 12 سنة وقرأت أكثر من خمسين كتابا متنوعا ليس عن الحشاشين فقط وحسن الصباح ولكن عن عصر بأكمله بما يحمل من تاريخه وآدابه وفنونه وشخصياته وأبطاله وأباطيله، هو عصر به زخم وتنوع مذهل ثم اتخذت قراري أن يكون من وحى التاريخ وأن أحترم التاريخ رغم تناقض المصادر وأصوغه وفق خيالى ومهنتى كدراما تؤرخ فى صدق فنى استقر عليه ضميري من كل القراءات التى قمت بها وبعد جهد كبير فى البحث، ليكون دراما شيقة حية يتابعها الجمهور المعاصر من المحيط للخليج.
هل استخدام اللغة العامية المصرية كان مقصودا؟
اختيار اللغة العامية المصرية جاء بعد نقاش مع المخرج الموهوب اللماح بيتر ميمى واستقر رأينا على العامية المصرية وهى عامية فصيحة تخاطب جمهوراً عربياً ومصرياً ممتد يتجاوز الـ٤٥٠ مليون إنسان ولو كتبت بالفصحى لكان ذلك هو الاختيار الأسهل لي، فأنا والحمد لله قادر على ذلك ولى تاريخ طويل مع اللغة العربية الفصحى أدبا ودراما فقد كتبت الروايات والقصص القصيرة والمسرح وأكثر من ١٤ كتابا منشورا ودراما سابقة بالفصحى وأملك ناصيتها فى وقت ندر فيه ذلك ولكننى اخترت اللهجة المصرية العربية لقربها كوسيط وواقعيتها وبساطتها فى موضوع يكفيه ما فيه من تشابك وتعقيد.
كيف حدث التوازن فى شخصية «حسن الصباح» بين عدم إظهاره بشكل شرير والحفاظ على عدم التعاطف معه من قبل الجمهور؟
هذا الأمر بالغ الصعوبة والتعقيد فعلا، خاصة أن من يقدم الشخصية هو الفنان كريم عبدالعزيز صاحب الرصيد الأكبر من المحبة والوجه البشوش والنجومية الطاغية ورسم الشخصية أي شخصية دراميا فى ظنى يجب أن يكون ليس عبر حكم صارم من المؤلف عليها ولكن الحكم يكون للجمهور وحسن الصباح فى النهاية مؤمن إيمانا حقيقيا بما يفعل ومؤمناً بشكل يصل للتجرد أحيانا من أجل الوصول لحلمه المجنون ولكن الحلم المنحرف يبدو أيضا منذ اللحظات الأولى وخلف هذا الوجه الجميل الهادئ المطمئن يقبع شيطان مخيف همس منذ المشاهد الأولى فى الحلقة الأولى لزيد بن سيحون، حينما سأله وماذا نفعل مع المؤذن الذى كشف شخصية ابن سيحون همس له همسة مبتسمة مع نظرة كلها تواضع وطيبة وقال: «نقتله». ومن هنا بدأت الشخصية وأصبحنا نمشى معا على حبل الدراما فيؤمن بها شباب القلعة ويكفر بها المشاهد.
تم تقديم السيناريو وفقا للأحداث الموثقة تاريخيا أم صنع دراما مستوحاة من أحداث تاريخية؟
احترام التاريخ واجب والالتزام التام به مستحيل والعمل من وحى التاريخ وهناك أكثر من تاريخ كتبه بشر ليس كتابا مقدسا لكنه تاريخ متعدد مليء بالأغراض، فمنهم من جعل حسن الصباح شيطانا ومنهم من جعله إلها ومنهم من جعل تباعه فدائيين ثوارا مقاومين ومنهم من جعلهم مجرمين وهكذا التناقض فى كل شيء وفى كل تفصيلة فى ذلك العصر البعيد المتشابك المصالح وبعد احترام المصادر المتعددة المتناقضة يأتى خيال وضمير وروح ورؤية الكاتب وحرفيته ومهمته كصائغ دراما مادته التاريخ ولذا كتبنا من وحى التاريخ ووحى التاريخ هو الفن ذاته، فالفنان يسير على الحبل بين احترام التاريخ كصياغة ومناخ وإطار ومعنى وبين صياغة الفن والخيال والسرد وطريق صنع حكاية تعرض على الجمهور وتمتعهم وتسليهم أيضا والالتزام الحرفى بالتاريخ ليس فقط مستحيلا لكن يخلق فنا ميتا أيضا والالتزام بالخيال فقط وإهمال التاريخ يخلق فنا كاذبا والموازنة والتوازن الدقيق هو الفن وذلك ما صنعناه مع ذلك العمل الذى نفخر به جميعا وهو «الحشاشين».
بعد عرض مسلسل «الحشاشين».. هل هناك إضافات فى السيناريو والقصة كنت ترغب في تقديمها للجمهور؟
قدمت ما استقر عليه ضميرى من كل القراءات التى قمت بها، فأنا أقدم دراما حقيقية تُصدق، لأنه إذا التزمت برواية تاريخية واحدة سأكون كاذبا، أما إذا اعتمدت على روايتين متناقضتين سأكون مشتتا ولذلك كتبنا أن المسلسل من «وحي التاريخ».
هل يستطيع الفن تصحيح معلومات فى التاريخ من خلال الأعمال الفنية التى تقدم للجمهور؟
الفن أوسع من التاريخ، ولديه القدرة على تصحيحه، وشخصية يوليوس قيصر باقية فى أذهان الناس أكثر من القصة الأساسية، مشيرا إلى أنه قادر على تقديم مسلسل الحشاشين بلغة عربية فصحى، ولكن من سيكون الجمهور المستهدف؟ فهناك مثل يقول لو هناك رجل يمنى قابل آخر مغربيا سيحتاجان لرجل مصرى بينهما ليتفاهما، فالعامية المصرية فصيحة ومبينة وتأثيرها على الشباب المصرى والعربى كبير، فهى اللغة الأقرب ولنا تراث كبير من المسلسلات والأفلام السينمائية التى تربى عليها الوطن العربى وأحبها وفهمها.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً