مصور البابا شنودة الثالث يروى أسرار باب العرب في حوار خاص مع «الجمهور»
مصور البابا شنودة الثالث «جرجس محجوب»
- كواليس احتفاله في العيد وطعامه في أسبوع الآلام
- ما هي أشهر صورة نالت إعجاب البابا شنودة
-أسرار علاقة البابا شنودة مع المسلمين
-البابا شنودة الثالث صديق لرجال الأزهر الشريف
-وفاته كانت صدمة كبيرة للوطن والكنيسة
ما زالت الصورة هي المصدر الرئيسي للحفاظ على الذكريات وتخليد المواقف والأحداث، خاصة تلك اللحظات التي يصعب على البعض التواجد فيها لكل الناس، وعبر عدسة الكاميرا ينقل المصور الإحساس والمشاعر للمشاهد والقارئ، ولذلك كان لموقع «الجمهور الإخباري» حوار خاص مع جرجس محجوب، المصور الرسمي لـ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سابقًا، وأحد مصوري قداسة البابا شنودة الثالث، ليكشف لنا كواليس وذكريات من حياة البابا وعلاقته بمشايخ الأزهر الشريف.
وإلى نص الحوار..
ذكر جرجس محبوب خلال حوار خاص بموقع «الجمهور» قائلًا: بدأت عملي كمصور لـ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولـ الراحل البابا شنودة الثالث، منذ عام 1991 حتى رحيله في عام 2012، أي حوالي 21 عامًا، عاصرت خلالها أبًا حقيقيًا لكل المصريين بشكل عام، وكان لا يفرق بين مسلم وقبطي. وأضاف عند حديثه طلب زيارة الأقباط والمسلمين له: كان البابا شنودة يفتح أبوابه للقاء أي مصري سواء (قبطي أو مسلم) يريد مقابلته، وخلال فترة عملي كأحد مصوريه التي تخطت 20 عامًا لم أجده يرفض مقابلة أي شخص يطرق بابه بل كان يتحدث معه بكل سهولة.
مظاهر الاحتفال في العيد وطعام البابا شنودة في أسبوع الآلام
كانت «العدية» هدية أساسية من الراحل البابا شنودة الثالث لكل العاملين بالكاتدرائية المرقسية، ويقوم بتوزيعها شخصيًا قبل العيد بيوم، ثم يبدأ في ترأس صلوات العيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ويستقبل زواره من الوزراء وقيادات الدولة والشيوخ والتي تستمر على مدار يومي العيد والليلة التي تسبقه، ويستقبل شيخ الأزهر بالمقر البابوي صباح يوم عيدي القيامة والميلاد.
وكان قداسة البابا شنودة الثالث يقضى معظم أيام البصخة المقدسة من أيام أسبوع الآلام في الأديرة، خاصة دير الأنباء بيشوي، ودير السريان بوادي النطرون، ودائمًا كان يسعى لـ تدشين «المعمودية» حتى وإن لم يكتمل بُناء الكنيسة في أوقات الصوم الكبير بالتحديد، كما عرف عن البابا شنودة النسك التام خلال فترة الصوم فكان يأكل «الدُقة والخبز الناشف» طول أسبوع الآلام.
أكثر صورة نالت إعجاب البابا شنودة خلال مسيرة عملك؟
أشهر صورة قمت بالتقاطها خلال عملى كمصور له، كانت خلال عيد الميلاد المجيد عام 1999 بالكاتدرائية خلال صلوات القداس وهو يحمل الشورية وينظر الى السماء، تلك الصورة احتفظ بها قداسته، كما حصل عليها بشكل حصري دير السيدة العذراء مريم السريان بوادي النطرون، وتم توزيعها في إحدى جلسات المجمع المقدس على أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وعُرف عن قداسة البابا شنودة الثالث، سرعة البديهة العالية مصطحبة بخفة ظل، حتى إنه عندما سُئل عن الصفة المشتركة بين الخادم نظير جيد والراهب أنطونيوس السرياني والأسقف، ثم البطريرك البابا شنودة، قال دون تردد: «روح المرح».
وخلال أحد احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية بعيد جلوسه، قال: «فيه حاجتين مقدرش أقاومهم الأطفال والضحك» أما عن خفة ظل البابا وسرعة بديهته وإجادته استخدام الكلمات، فالأمثلة على ذلك كثيرة، حتى إن البابا قال أيضًا: «الناس افتكروا إني لما ابقى بطريرك هابطل ضحك.. مقدرش».
علاقة البابا شنودة مع المسلمين «رفعوا السيارة وقدموا أضحية»
ويحكى «جرجس محبوب» أن علاقة قداسة البابا مع المسلمين هي علاقة حب غير مشروط، كما كان البابا لا يفرق في المعاملة بين الأقباط والمسلمين، بل كان المصريون دائما يعتبرونه أبا لهم وهم أولاده، كما أن الأخوة المسلمين كانوا دائمًا متواجدين في العظة الأسبوعية من كل أربع، وبعد نياحة قداسة البابا أتضح لنا كشف مصروفات خاص بالبابا شنودة كان يتضمن أسماء أشخاص مسلمين فهو يقدم لهم شهريات بشكل خاص، وإن طاقم الحراسة الأمن المتواجد معه دائمًا كانوا يحزنوا خلال انتقالهم وتغير خدمتهم، كما أوضح أنهم كانوا يستمتعون بشكل جيد جدًا أثناء خدمتهم معه.
واستعرض المصور جرجس محبوب أحد المواقف التي جمعت قداسة البابا شنودة خلال زيارته لـ الصعيد في عام 2004، قائلًا: إنه في محافظة سوهاج خاصة مع أهالي قرية الكشح قام رجل مسلم بتقديم أضحية أمام سيارة البابا كترحيب به في الصعيد، وأن الشعب الصعيدي مسلمين وأقباط كانوا ينتظرون زيارة البابا بفرح كبير ومن أبرز المواقف التي لا يمكن أن أنساها أنه عند مغادرتنا محافظة سوهاج قام الشعب بأكمله برفع السيارة المصفحة الخاصة لقداسة البابا شنودة على الأكتاف، ولم تستطع قوات الأمن التدخل.
وأوضح «محبوب» كنا في زيارة لـ أحد الأساقفة داخل أحد المستشفيات، وكان هناك رجل مسلم مع والدته المريضة وطلب أن يقابل البابا ليصلى من أجل والدته، ففي الحال ذهب البابا شنودة للرجل وأثناء اللقاء دار بينهم الحوار التالي:
البابا: بتراعي والدتك؟
الرجل المسلم: أيوا
البابا: عند عربية بتوديها وبتجيبها
الرجل المسلم أيوا الحمدالله
البابا: نوعها إية؟
الرجل المسلم: نوعها 128 يا سيدنا
البابا: لا دي بتاعة الغلابة دي.
ثم بعدها وجه قداسة البابا لـ السكرتير الخاص معه قائلًا: «فاتورة الراجل الجدع دا عندي، ابعتها لينا على المقر البابوي»، وفرح الرجل باكيًا ليعانقه البابا شنودة.
البابا شنودة الثالث صديق لرجال الأزهر الشريف
جمعت البابا شنودة الثالث وعلماء وشيوخ الأزهر علاقة اتسمت بالود والمحبة، تجلّت في الكثير من المواقف، فكان منها الزيارات المتبادلة في الأعياد والمناسبات للمجاملة والتهنئة وحتى في العزاء، وكانت علاقته مع شيخ الأزهر علاقة ترابط وتفاهم واحترام متبادل ظهر في كل أمر مشترك يستوجب الاتفاق بين الكنيسة والأزهر.
وبدأت العلاقة الطيبة التي جمعت البابا الـ 117 من بطاركة الكنيسة مع الشيخ الشعراوي، منذ أرسل البابا وفداً من الكنيسة لزيارة الشيخ في الخارج خلال إجرائه عملية جراحية في لندن، وقدم له مع الوفد الكنسي «علبة شكولاتة والورود»، وكان البابا يضع صورته على مكتبه لكى يصلى له، ومن أجل أن يُكمل الله شفاءه ويعود إلى مصر بكامل صحته بعد إجرائه الجراحة.
عندما عاد «الشعراوي» إلى مصر بعد تعافيه أصر على زيارة «شنودة» في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فاستقبله البابا استقبالاً حافلاً وبرفقته عشرات الأساقفة والكهنة، ورثا البابا شنودة الشيخ الشعراوي حين توفى، قائلاً: «خسرنا شخصية نادرة في إخلاصها ونقائها وفهمها لجوهر الإيمان»، ولم يستطع أن يُخفى ملامح الحزن على وجهه في ذلك الوقت.
وأما عن الشيخ الطنطاوي، ذكر «جرجس» أن قداسة البابا شنودة كانت تربطه علاقة قوية بفضيلة الإمام محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف الراحل، فكان ينسق معه اللقاءات الخاصة بالندوات الدينية فعندما يأتي له دعوة لحضور ندوة كان يتصل به «يا قداسة البابا أنا عندي ندوة في مكان كذا لو قداستك رايح أنا جاي لو قداستك اعتذرت أنا كمان هعتذر»، وكان أيضا قداسة البابا يبادله الاتصال عند دعوته في هذه المؤتمرات والندوات، كما أشار إلى أنه من أبرز صور المحبة أنه يوم وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي نظم قداسة البابا عزاء لشيخ الأزهر في الكاتدرائية.
خبر الوفاة بمثابة صدمة كبيرة للوطن والكنيسة
وأعرب محبوب عن حزنه الشديد لسماع خبر نياحة قداسة البابا شنودة الثالث، بالرغم من علم الجميع بشأن صحته الضعيفة وإجرائه غسيل كلوي، إلا أن خبر انتقاله كان صدمة كبيرة جدا، وذلك لأن البابا شنودة ليس رئيسا عاديا لكنيسة لكنه كان فريدا في أمور كثيرة جدا في الرعاية وفى التعليم وفى الرؤية وفى الذاكرة وفى الوحدة الوطنية، وكان خبر وفاته صدمة كبيرة وكان إحساس كبير بالخسارة، لأن الكنيسة والوطن خسروا شخص في غاية الأهمية وأيقونة ورمز كبير من رموز مصر.
وأوضح أن جنازة البابا شنودة شهدت زحاما شديدا جدا وتواجد الملايين من الناس مسلمين وأقباط ويقال إنها من أكبر الجنازات في تاريخ مصر، بعد جنازة الزعيم جمال عبد الناصر، لدرجة أنهم لم يستطيعوا حمل الجثمان في الطريق، ولذلك تم نقل الجثمان بالطائرة، وكان الأمر صعبا جدا على الجميع، فهذا اليوم كان حزينا على مصر كلها.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً