أمهات غزة بلا عيد، فقد واستشهاد وصمود في وجه الاحتلال وظروف الحياة الصعبة
أم فلسطينية تودع طفلها
وداد العربي
في الوقت الذي يحرص فيه الأبناء على إسعاد أمهاتهم وتقديم الهدايا لهن تعبيرًا عن حبهم وتقديرهم، في عيد الأم العالمي الذي يوافق 21 مارس من كل عام، إلا أن العائلات الفلسطينية في غزة تعاني ويلات الحرب أشكالا وألوان، من فراق الأمهات والأطفال الذين قضوا نحبهم جراء العدوان الإسرائيلي ومن ممارسة سياسة التجويع المتعمد على الفلسطينيين، فترى الأم رضيعها يتضور جوعاً ولا تملك له من الأمر شيء.
هنا تظهر سيدة تحتضن طفلها بعد خروجه من تحت الركام، مرددة: «يا حبيبي ياما.. الحمد لله إنك بخير».
استشهاد أكثر من 9 آلاف أم و 14 ألف طفل خلال العدوان على غزة
أكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني استشهاد 31819 ألف فلسطيني خلال 166 منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، منهم 9220 سيدة فلسطينية، و14 ألف طفل فلسطيني بين الاستشهاد تحت ركام البنايات المقصوفة والاستهداف المباشر برصاص الاحتلال، ونقص المستلزمات الطبية مما حال دون إنقاذهم، وأيضا الموت جوعاً.
وفي ذات السياق، أكد الموقع الرسمي للإحصاء الفلسطينية أن 4700 سيدة وطفل فلسطيني مفقودين حتى اللحظة منذ بداية العدوان.
أطفال فلسطينيين فقدوا أمهاتهم
يروي الطفل فيصل الخالدي، مأساة استشهاد أبويه، قائلاً: «أمي كانت حامل.. طخوا أمي في بطنها.. كانت حامل.. بالشهر السابع».
وأضاف الطفل ذو الخمس سنوات: «أبوي مات هو وأمي.. في أسبوع واحد».
ومشهد آخر لطفلين مصابين في الرأس يبكون أثناء محاولة إنقاذهم مرددين: «وين ماما.. بدي ماما».
ويتمنى طفل يبلغ من العمر 10 سنوات أن تكون أمه بخير بعد قصف المنزل فوق رؤوسهم.
أمهات يبكون أولادهن في غزة
بين شابات فلسطينيات وسيدات مسنات، تبكي نساء غزة أولادهن، فهذه السيدة المسنة المصابة تبكي استشهاد جميع أولادها، وأخرى تمسح الدماء عن فم طفلها رغم بقائه جثة هامدة بين يديها، وكأنها تخفف عنه.
وهذه التي تطب من المحيطين أن يغطوا جثامين أطفالها قائلة: «أمانة غطوهم ودفوهم».. «يا رب أموت واندفن معهم».
ولا ننسى أيضا الأمهات الفلسطينيات الذين فقدوا أطفالهن بعد عمليات حقن وانتظار سنوات حتل رزقن بهن، وتروي السيدة رانيا أبو عنزة، التي انتظرت عشر سنوات ومرت ثلاث جولات من التلقيح الصناعي، قبل أن تنجب أطفالها «بنت وولد»، واستشهدوا في قصف منزلهم وهم في عمر «الخمسة أشهر» فقط.
أطفال استشهدوا نتيجة نقص المساعدات الإنسانية
ورغم التحذيرات الدولية والأممية منذ اللحظات الأولى لتعنت الاحتلال في دخول المساعدات الإنسانية وإغلاق المعبر من أزمة مجاع محتملة، واستمرار التحذيرات حتى اليوم وعلى رأسهم منظمة الأمن الغذائي العالمي، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في 29 فبراير الماضي استشهاد ثلاثة أطفال في مستشفى كمال عدوان نتيجة سوء التعذية.
ومع استمرار سياسة التجويع يستمر الوضع في الانزلاق للأسواء، وقالت إيناس حمدان، مدير إعلام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بقطاع غزة: إن «عدد كبير من أطفال غزة استشهدوا بسبب سوء التغذية والجفاف الذي لحق بهذا الشعب المناضل، بسبب رفض الاحتلال الصهيوني السماح للمساعدات الإنسانية العبور إلى غزة».
كما يموت الأطفال يوميا في الحضانات ووحدات الرعاية المركزة في المستشفيات نتيجة نقص المستلزمات الطبية والوقود مما يعطل الخدمات ويوقف المولدات في المستشفيات.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً