بروفايل| نبوية موسى.. أول مصرية تجتاز الثانوية العامة "البكالوريا"
السيدة نبوية موسى
أيمن عبدالمنعم
دائمًا ما كانت العزيمة هي المحرك الأساسي للإنسان المصري على مر التاريخ، تلك العزيمة التي جعلته يقتحم جوانب الحياة محققًا ما ليس معتادًا ولا مألوفًا، متجاوزًا الصعاب، ولعل نبوية موسى هي مثال يحتذى به كأول فتاة مصرية تخرج عن القاعدة وتحصل على شهادة البكالوريا "الثانوية العامة "، نبوية موسى امرأة رأت أن العلم يضئ أنفاقًا من الظلام، فعكفت على أن تصل إلى ما تستطيع أن تصل إليه، فكانت الممهدة لتعليم الفتيات في مصر.
نشأتها
نبوية موسى التي ولدت عام 1886 في قرية كفر الحكما بمدينة الزقازيق، وفرض المجتمع القروي الذي ولدت فيه عليها قيودًا تحرم على المرأة أن تقف على بعد سنتيمتر واحد من عتبة منزلها، ظهرت عزيمة الفتاة المدللة من أمها وأخيها الذي يكبرها بعشر سنوات، عندما استطاعت أن تتعلم الحروف الهجائية وحدها دون معلم، بجانب براعتها فب حفظ القصائد وفهم العلوم المختلفة من خلال ما يتلقاه أخيها من تعليم بإحدى مدارس القاهرة.
تعليمها
ومع بلوغ نبوية موسى سن الـ13، أرادت أن تلتحق بالمدرسة السنية بالقاهرة، إلا أن طلبها رُفض من قبل أمها وعمها وأخيها بسبب الفروض المجتمعية والعادات التي ترفض تعليم الفتيات، وتراه أمرًا يحمل شيئًا من العار.
إلا أنه مع عزيمتها الشديدة استطاعت الالتحاق بالمدرسة سرًا عن طريق الحصول على ختم والدتها دون علمها، وتقدمت بطلب بمصروفات حتى يتم قبولها بالمدرسة عقب بيعها أساورها الذهبية حتى تستطيع إكمال تعليمها.
إلا أن الأمر لم يكن يكتمل بتلك السهولة، فقد كانت تسمع بأذنيها عبارات السخرية من زميلاتها بالمدرسة ومعلميها، وما زاد الأمر حزنًا عندما توعدت مدير المدرسة السنية في ذلك الوقت لها بالرسوب في الإمتحانات، إلا أن عزيمتها كانت تدفعها للاستمرار حتى استطاعت الحصول على شهادة البكالوريا ويكون ترتيبها الـ43 من أصل 200 طالبة.
حياتها العملية
تميزت نبوية موسى بحب الاستقلال والحرية، والكره الشديد لعادات المجتمع التي تقيد العديد من الفتيات، وهو ما جعلها تتمرد على تلك العادات والقيود المجتمعية العقيمة، وأيضًا عندما تمردت على المناهج التعليمية ورأت أن التعليم يُدرس بالمنطق وليس بالقواعد.
وفي مستهل حياتها العملية رشحها الدكتور أحمد لطفي السيد عام 1910 لتكون ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة، فما كان منها إلا أن جلعت المدرسة ترتقي بالمستوى العلمي والعملي بالمدرسة حتى حصلت المدرسة على المركز الأول في امتحان كفاءة المعلمات الأولية، وفي عام 1914 تولت وظيفة وكيلة مدرسة بولاق، وبعد عامين تولت نظارة مدرسة الورديان بالإسكندرية عام 1916 حتى عام 1920، واستطاعت أن تنشئ مدرسة للفتيات بالإسكندرية وتولت إدراتها.
لم تتوقف حياة نبوية موسى عند نظارة المدارس، فقد نشرت كتابها العمل والمرأة عام 1920فقد أطلقت عام 1937 مجلة أسبوعية باسم "الفتاة"، بجانب عملها السياسي الذي دفع الإنجليز لنقلها إلى مدينة القاهرة في قطار خاص عام 1919 مدعين أنها تشكل خطورة على عملهم، وشاركت "نبوية" ضمن الوفد النسائي المصري في مؤتمر المرأة العالمي بروما عام 1920، بجانب العديد من الاسهامات التربوية التي أقرتها وزارة المعارف في ذلك الوقت
وفاتها
عاشت نبوية موسى في الفترة قبيل وفاتها عام 1951، ساعيًة للدفاع على حقوق تعليم المرأة، فقد بذلت حياتها في الدفاع عن الجهل والتخلف والرجعية التعليمية التي كانت منتشرة بين أوساط القطر المصري في ذلك الوقت، حتى شاء القدر في الـ30 من أبريل لعام 1951 أن ترحل نبوية موسى تاركة خلفها بصمة قوية وأثرًا لايمحى وفضلًا لا ينسى على مدار التاريخ مهما تعاقبت الأجيال.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تؤيد وضع تمثال لمحمد صلاح فى استاد العاصمة الإدارية الجديدة ؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً