كيف كان الصحابة يستقبلون شهر رمضان المبارك؟

تعلمنا من سيدنا رسول الله أن شهر رمضان فرصة يجب أن نغتنمها وأنه خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له.. هكذا ينبغي أن يعتقد المسلم، وهكذا كان يعتقد  السلف الصالح، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل.

استعداد الصحابة لشهر رمضان 

عن طلحة بن عبيد الله، أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث فقال: "من أي ذلك تعجبون؟" فقالوا: يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟" قالوا: بلى، قال وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟" قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض".

كان صحابة رسول الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم.. وورد عن يحيى بن أبي كثير أن كان من دعاء «اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً» والدعاء ببلوغ رمضان، والاستعداد له سنة عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقد وصفت أمنا عائشة رضي الله عنها حال نبينا صلى الله عليه وسلم في استعداده لرمضان.

النية الخالصة 

من علامات استعداد الصحابة للشهر الكريم العزم على الطاعة وإخلاص النية لله بالعبادة وزيادة الحسنات وهجر السيئات عملاً بحديث النبي إنما الأعمال بالنيات، «وإنما لكل امرئ ما نوى» ومن عاش على شىء مات عليه ومن مات على شيء بعث فكان الصحابة رضوان الله عيهم مدركين ومتمنين أن يموتوا على طاعة ونية للعبادة.

الصلاة 

من أهم العبادات في شهر رمضان وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحث صحابته على أدائها في رمضان صلاة التراويح أو صلاة قيام الليل، وقد بين أن قيام رمضان من الأسباب التي تكفر الذنوب، فقال «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

قراءة القرآن 

قراءة القرآن شفاعة لصاحبه يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم-: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» قارئ القرآن له بكل حرف عشر حسنات «من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ»

الصدقة 

رمضان شهر التنافس في الخيرات والعبادات ومن أفضل العبادات الصدقة، الجود والعطاء في شهر رمضان المبارك عن أنس رضي الله عنه، أن النبي قال «أفضل الصدقة صدقة في رمضان». عن اِبن عبّاس رضي الله عنهما قال: «كان رسولُ الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله أجودُ بالخير من الريح المرسلة».

الاعتكاف

 على الإنسان المسلم الاعتكاف في شهر رمضان، وخاصة في العشر الأواخر منه، لما فيه من صون النفس عن المنهيات، وحثها على الطاعات، متحريا لليلة القدر، وقد جاء عن النبي فيما ترويه السيدة عائشة -رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ويجوز الاعتكاف في كل وقت، إلا أنه يكون آكدا في رمضان بشكل عام، ويتأكد في العشر الأخير منه بشكل خاص.

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.