بيان ختامي ووثائق تعاون..أبرز ما جاء في القمة الروسية الافريقية

اختتمت أمس أعمال القمة الروسية-الإفريقية المشتركة، والتي عُقدت خلال الفترة بين الـ27 والـ28 من يوليو الجاري بمدينة سان بطرسبرج الروسية، بمشاركة 49 دولة إفريقية وبحضور 17 قائدًا إفريقيًا، على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس اتحاد دول جزر القمر والاتحاد الإفريقي عثماني غزالي، ورئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي، لمناقشة سبل التعاون بين القارة السمراء وروسيا في المجالات الإقتصادية والإنسانية والتعليمية والعسكرية والصحية وغيرها من المجالات المختلفة التي تعزز من سبل التعاون بين الطرفين.

المطروح للنقاش في القمة الروسية-الإفريقية في نسختها الثانية

عقدت القمة على مدار 52 جلسة بين معلنة وسرية حسب ما ورد على الموقع الرسمي للقمة، تمت مناقشة العديد من القضايا الهامة التي تؤثر على العالم بشكل عام وعلى القارة الإفريقية بشكل خاص، ولعل من أبرز تلك القضايا:

أزمة التصدير الحبوب :

كانت من أهم القضايا التي طرحها القادة الأفارقة على مائدة النقاش أزمة تصدير الحبوب للدول الإفريقية، فقد وضع القادة الأفارقة تلك القضية على رأس القضايا المطروحة خاصة وأنها تمس المواطن الإفريقي بشكل كبير، لاعتماد القارة بشكل أساسي على استيراد الحبوب من الدول المصدرة له بشكل أساسي، فقد شدد القادة أن ويلات الحرب لا يجب أن تطول دولًا تلتزم الحياد منذ الأول، ما جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد أن بلاده لن تتوقف عن تصدير الحبوب للدول التي تحتاج إليها، مضيفًا، أن أزمة الحبوب لم تكن وليدة الحرب، بل إن نمو الأزمة جاء منذ بدء تداعيات فيروس كورونا بالانتشار.

الحرب الروسية الأوكرانية:

تطرأ القادة المشاركين بالقمة إلى قضية الحرب الروسية الأوكرانية، واجتمعت دول مبادرة الاتحاد الإفريقي للسلام أكثر من مرة تقريبًا محاولين إيجاد سبيلًا للسلام، ولاقت تلك المبادرة ترحيبًا بالغًا من الطرف الروسي، مؤكدين على لسان ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن تلك المبادرة لاقت ترحيبًا شديدًا من الجانب الروسي لأن دول إفريقيا تعد من الدول المحايدة والصديقة لروسيا، والتي تبحث عن السلام من أجل السلام، ومن جانبه أكد بوتين أنه سيضع مقترحات دول المبادرة في الاعتبار.

نتائج ختام القمة

لم تكن القمة مقتصرة على تبادل أطراف الحديث بين الدول المشاركة بالقمة، فقد ألقت القمة بظلالٍ إيجابية على كلا الطرفين، فحسب البيان الختامي للقمة، الذى نشرته وكالة تاس الروسية للأنباء، فقد تم اعتماد خطة لمكافحة الإرهاب، بجانب توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة في مجالات التعاون العسكري، والإعلام، والصحة، والاقتصاد، والأمن الغذائي، بجانب ابرام اتفاقيات عسكرية تقنية بالتعاون مع 40 دولة إفريقية، واعتماد خطة عمل القمة الروسية الإفريقية 2023-2026، ويعد أبرز بنود البيان الختامي حسب ما نشر الكرملين عبر الموقع الرسمي هو معارضة الدول المشاركة في القمة سياسية العقوبات الأحادية والثانوية وتجميد أرصدة الذهب السياسية.

الجميع مستفاد من سان بطرسبرج إلى كيب تاون

قمة هامة تعيد تغيير مسار التعاون الإفريقي مع دول العالم الشرقي، فإفريقيا أصبحت واجهة استثمارية هامة لدول عدة، فتزايد النمو السكاني وتوافر الخامات الهامة من المعادن والخامات المزروعة مثل المحاصيل الإستراتيجية وغيرها، جعلت أنظار العالم تتحول إلى إفريقيا، بل واختلفت النظرة من نظرة استعمارية مثل ما كان يحدث في عقود سابقة إلى نظرة استثمارية تلقي بثمار نافعة لكافة الأطراف.