رئيس بلدية «بيت لاهيا» بغزة لـ"الجمهور": نأكل الحشائش ونسير 10 كيلو لإحضار الوجبة والقمامة تسد الشوارع
أزمة الطعام فى غزة
حوار / أحمد محمود
-الاحتلال قضى على الأمن الغذائي لدينا وأشاهد أطفالا يموتون يوميا بسبب الجوع
-النساء والشيوخ لم يعدوا يستطيعون السير بسبب الضعف نتيجة المجاعة والأب يمنع نفسه عن الأكل لتوفير الوجبة لأبنائه
-لم تعد هناك مياه صالحة للشرب بعد تدمير محطات تحلية المياه
منذ 7 أكتوبر الماضي، يشهد قطع غزة دمار واسع وحرب إبادة جماعية، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، بجانب حرب تجويع وتعطيش، في جريمة لم نرى مثلها في العصر الحديث، وسط صمت من جانب المجتمع الدولى الذي يرى كل هذه الجرائم ويشاهدها كل يوم دون أي تحرك لوضع حد لهذه المذبحة.
لم تعد مدن غزة بها أي مقومات للحياة، حيث تم تدمير المنازل وشبكات الصرف الصحي ومضخات المياه وشبكات الكهرباء، وكل شيء له صلة بحياة الفلسطينيين، حيث تحولت تلك المدن إلى أكوام من الركام والكمامة المتجمعة في كل الشوارع، وجثث ملقاه هنا وهناك في مشهد لن تراه إلا في أفلام الرعب فقط ولكنه للأسف حقيقة.
كان لنا حوارا مع المهندس علاء العطار، رئيس بلدية بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، والذي كشف لنا حجم الدمار الذي تسببه الاحتلال في المدينة، وكيف حولها لمدينة أشباح، بجانب الانهيار الذي تشهده البنية التحتية، وحجم المجاعة التي تشهدها المدينة نتيجة الحصار الإسرائيلي وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..
احك لنا عن الأوضاع في بيت لاهيا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي؟
بيت لاهيا يقع في الشمال غربي لمحافظة شمال غزة وتبلغ مساحة بيت لاهيا 25 ألف كيلو يزرع منها 20 ألف كيلو وتعتبر السلة الغذائية الأولى لمحافظات قطاع غزة، وحجم الدمار كبير الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من خلال حرب إبادة جماعية وحرب تجويع يمارسها ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، حيث دمر الاحتلال كل مناحي الحياة في محافظة غزة محافظات الشمال حيث دمر الشجر والحجر وقتل كل مناحي الحياة الأطفال والنساء والرجال ولم يعد هناك أي مقومات الحياة حيث دمر البنية التحتية من شوارع وآبار ومضخات وطرق وشبكات كهرباء إلى أخره من الدمار الذي أحدثه
كيف أنهى الاحتلال على الأمن الغذائي في المدينة؟
دمر الأمن الغذائي حيث دمر جميع المزروعات والأراضي الزراعية ولم يعد هناك أي خضروات واي عنصر غذائي وأصبح الأمر صعبا للغاية، لا يوجد أمن غذائي ولا عنصر غذائي ولا خضروات يأكل منها أهل الشمال لن الاحتلال دمر كل الأرض الزراعية فلم تجد متر واحد يكون صالح للزراعة، وكذلك خلال 5 شهور من الحرب لم يستطع المزارع الوصول إلى أرضه ولا يوجد مياه يسقى منها أرضه بجانب الدمار والتجريف الذي أحدثه العدو بالمدينة .
وماذا عن تدمير المصانع والأنشطة الاقتصادية؟
تم تدمير المصانع والورش فهناك دمار كبير حل في كل المناحي الاقتصادية سواء مصانع أو ورش أو محلات تجارية وغيرها حتى السيارات تم تدمير قطاع النقل بشكل بشع للغاية ، والآن عدد السيارات الموجودة في قطاع غزة وبالتحديد في الشمال محدودة للغاية والجزء الأكبر مدمر 0
كيف تضررت البنية التحتية في المدينة جراء جرائم إسرائيل؟
هناك دمار كبير في البنية التحتية والبيئة فمياه الصرف الصحي هناك شلالات في الطرقات عبارة عن أنهار في داخل الطرق نظرا لتضرر المضخات الخاصة بالسرف الصحي وعدم توافر السولار وتعدل آليات الكسح التي تقوم بتسليك شبكات الصرف الصحي ما تسبب في أضرار بيئة كبيرة جدا جدا .
وماذا عن أزمة انتشار القمامة بشكل واسع في شوارع مدن غزة؟
النفايات متراكمة في الشوارع بالآلاف ومئات الأطنان موجودة في الشوارع لأن آليات النفايات تم تدميرها، تقريبا أكثر من 95 % من آليات جمع النفايات تم تدميرها ولا يوجد سولار فتتراكم النفايات في الشوارع بشكل كبير جدا .
هل تسبب ذلك في انتشار الأمراض بين الأهالي؟
بالطبع.. هناك انتشار للأمراض الجلدية والتنفسية والعديد من الأمراض بسبب الوضع البيئي الذي يعيشه أهلنا في محافظات غزة والشمال.
كيف عمل الاحتلال على تعطيش أهل مدينة بيت لاهيا؟
هناك عجز كبير في مصادر المياه حيث هناك 80 ألف نسمة متواجدين في الشمال بالمدينة، ولكن عدد الأبار الموجودة لا يكف سوى لتغطية 50 ألف مواطن، وما نستطيع تشغيله كل 15 يوم ساعة لضخ بئرين أو ثلاثة لتغطية سكان المدينة لأن معظم الآبار والشبكات مضروبة وحيانا نقوم بنقل المياه بالجالونات، الأمر كتير صعب على أهلنا في غزة والشمال.
وماذا عن مشكلة توفر الكهرباء في المدينة؟
العدو قام بتدمير شبكات الكهرباء حيث أصبح لا يوجد أعمدة ولا ترنسات ولا شبكات كهرباء كلها مدمرة .
احك لنا عن أزمة المجاعة التي تعيشها المدينة بسبب عدوان الاحتلال؟
مستشفى كمال عدوان عندما نزورها لتفقد الأطفال هناك أطفال يموتون جوعا حيث لا يوجد أي امن غذائي فالوضع صعب للغاية لا يوصف، والناس يأكلون الحشائش ولم يتبق شيء منها ونحن على أبواب شهر رمضان شهر كريم فالأمر في غاية الصعوبة، المجاعة دخلت منذ أسبوعين في محافظات الشمال وهناك عجز كبير جدا في المواد الغذائية ، فلا يوجد مواد غذائية حيث تذهب إلى الحارات والسوق فلا تجد شيء كي تأكله.
وماذا عن المساعدات هل تصل لكم؟
بخصوص الإنزال من المساعدات في الشمال هناك ندرة كبيرة وما ينزل من الإنزال الجوى لا يغطي المطلوب حيث تحكى عن 800 ألف نسمة موجودين في شمال القطاع فلو طائرة أنزلت 100 صندوق لن تكفى فأعداد قليلة فقط هي من تستفيد أما مئات الآلاف ما بيقدر يستفيد.
وكيف أثر عدم وصول الطعام للمدينة على حياة أهل غزة؟
الأمر مأساوى للغاية وحالة اليأس والبؤس التي أصابت أهلنا في شمال قطاع غزة ومدينة غزة الناس بدأت تفقد الأمل في ظل حرب التجويع وهناك من فقد أسرته وبيته وماله وأعز أحبابه واقاربه ورغم ذلك صابر وصامد واليوم كمان حرب التجويع حيث يجد أبنائه وأحفاده لا يستطيع أن يوفر لهم لقمة العيش وكثير من الأطفال ماتوا بسبب عدم توافر العنصر الغذائي وهناك كثير من الرجال والشيوخ والنساء لا يستطيعون السير بسبب حالة الضعف الوجود فيها هذا أمر واقع وليس مبالغة والأمر أصبح بشع ونأمل من كل أحرار العالم بالتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على غزة.
احك لنا عن معاناة أهل المدينة من أجل الحصول على وجبة طعام؟
الناس في الشمال تسير 4 و 5 كيلو كي يستطيع أن تلحق المساعدات التى تنزل من الإنزال الجوي وفي النهاية قد يحصل على وجبة واحدة وممكن في الطريق من كثرة التعب لا يستطيع أن يصلها للبيت .
هل شاهدت مشهدا أمامك يؤكد هذا الأمر؟
بالطبع.. شاهد مشهدا حدث أمامى أحد الأخوة الذين حصلوا على مساعدات من الإنزال الوي مرمى على الطريق لا يستطيع اكمال السير حتى يصل لبيته من كثرة التعب ولا يستطيع الأكل لأنه أخذ المساعدات من أجل أولاده، طلبت منه أن يأكل من الوجبة فقال لي لا أنا أحضرها من أجل أولادي حيث يضحي بنفسه من أجل أولاده ومشي مسافة رايح وجاي حوالي 10 كيلو كي يحضر الوجبة ، كما أنه لم يعد هناك بيت سليم كل البيوت أصبحت مدمرة.
ما هي رسالتك للمجتمع الدولي؟
هناك حرب تجويع وخطر كبير على حياة الناس في محافظتي غزة والشمال والأمر أصبح لا يطاق، لذلك نطالب المؤسسات الدولية وأحرار العالم وأمتنا العربية والإسلامية لتدخل عاجل لوقف حرب الإبادة وحرب التجويع ضد أهلنا في قطاع غزة وإدخال المساعدات من أجل أن تصل المساعدات للجميع وتوفير السولار لتشغيل ما تبقى من الأبار وما تبقى من مضخات الصرف الصحي وآليات النظافة وكذلك تشغيل المستشفيات وغيرها من الاحتياجات .
وما الذي تحتاجونه أيضا لإنهاء أزمة انتشار القمامة في الشوارع؟
لابد من إدخال الآليات الثقيلة من أجل أن نستطيع فتح الطرق وإزالة الركام منها، فهناك العديد من الطرق مغلقة ومدمرة ولا يوجد لدينا آليات بعد تدمير العدو لهذه الآليات ولا يوجد لدينا آليات لفتح هذه الطرق والتخلص من كميات النفايات الموجودة في شوارع غزة.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً