«يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام»، موضوع خطبة الجمعة 8 مارس 2024
موضوع خطبة الجمعة
الزهراء علام
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 8 مارس 2024، «يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام»، مؤكدة على ضرورة عدم تجاوز وقت الخطبة 15 دقيقة، على أن يتم نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد
من نص خطبة الجمعة
الحمدُ للهِ الذي رفعَ قدرَ الشهداءِ، وجعلَهُم بعدَ استشهادِهِم في زمرةِ الأحياءِ، لا تُحجَبُ أرواحُهُم عن الجنةِ ونعيمِهَا إلَّا لديْنٍ ليس لهُ أداء، والصلاةُ والسلامُ علي سيدِنَا مُحمدٍ سيدِ الأنبياءِ، وإمامِ المخلصينَ الأصفياء، ورضيَ اللهُ عن آلهِ البررةِ الأتقياءِ، وصحابتِهِ الكرامِ الأوفياءِ .أمّا بعدُ:
أولًا: التجارةُ الرابحةُ، ومَن هو الشهيدُ؟
عبادَ الله: إنَّ بلوغَ الأهدافِ الكبرَى والغاياتِ العظمَى في هذه الحياةِ يحتاجُ إلي تضحياتٍ كبيرةٍ، وإنَّ شرفَ الغاياتِ وسموَّ المقاصدِ يستحقُّ ما يقدمُ مِن تضحياتِ ويأتِي في الذروةِ التضحيةُ بالنفسِ وبذلُ الروحِ التي هي أعزُّ ما يملكُ الإنسانُ في سبيلِ نصرةِ دينِ اللهِ ورغبةً في عزِّ البلادِ وكرامةِ العبادِ .
قالَ تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)(الصف). لمَّا كان اللهُ تعالى بمنِّهِ وكرمِهِ يثيبُ على الإيمانِ والعملِ الصالحِ، شبَّهَ هذا الثوابَ، والنجاةَ مِن العذابِ بالتجارةِ، فمَن قدَّم عملًا صالحًا لقيَ جزاءً رابحًا، ومَن قدّمَ إحسانًا لقيَ جنانًا، ومَن أرضَى مولاهُ أرضاهُ ربُّهُ وكرمَهُ ونعمَهُ فلا تجارةَ أنجحُ مِن هذه التجارةِ، ولا فوزَ أربحُ مِن هذا الفوزِ. ( أوضح التفاسير).
ثانيًا : منزلةُ الشهداءِ عندَ ربِّهِم.
إنَّ الشهيدَ أرفعُ الناسِ درجةً بعدَ الأنبياءِ والصديقين، فالشهادةُ اصطفاءٌ مِن اللهِ واجتباءٌ، وهي منحةٌ يمنحُهَا اللهُ لأحبِّ خلقِهِ إليهِ بعدَ الأنبياءِ والمرسلين والصديقين، لذلك أكرمَهُم اللهُ بخلالٍ وصفاتٍ منها:
للشهيدِ عندَ ربِّه ستُ خصالٍ: عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ” لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ “(سنن بن ماجة).
نماذجُ مِن شهداءِ الصحابةِ رضي اللهُ عنهُم.
أنسُ بنُ النضرِ: عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ ﷺ، لَئِنْ رَأَيْتُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ، أَقْبَلَ أَنَسٌ، فَرَأَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ مُنْهَزِمًا، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْروٍ، أَيْنَ؟ أَيْنَ؟ قُمْ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، فَحَمَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا اسْتَطَعْتُ مَا اسْتَطَاعَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلَّا بِبَنَانِهِ، وَلَقَدْ كَانَتْ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ ضَرْبَةً، مِنْ بَيْنِ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ، وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، وَطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] إِلَى قَوْلِهِ {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً