محمد علي باشا والنهضة العسكرية في مصر
محمد علي باشا
شهاب عمران
تحل اليوم ذكرى ميلاد محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة وحاكم مصر خلال الفترة من 1805 إلى عام 1848 والذي استحق عن جدارة أن يوصف عصره بعصر النهضة الحديثة، بايعة أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، استطاع كسر العادة التركية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين وحقق واستمر فى حكم مصر أكثر من أربعين عاما متتالية كانت بداية حقيقة لمصر الحديثة، خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز وانتصر عليهم فى رشيد فيما يعرف بحملة فريزر 1807، وتمكن من أن يصبح حاكم مصر الفعلى، وكوالى عثمانى خاض حروبًا بالوكالة عن الدولة العثمانية في جزيرة العرب ضد الوهابيين واتسعت مملكة مصر لتشمل مصر السودان وأوغندا وروندا لتتحكم مصر فى منابع النيل، وكاد يسقط الدولة العثمانية نفسها، مما أزعج الدول الغربية ذات المطامع الاستعمارية فوقفت ضده وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها محمد على وأبقت له حم الحجاز فى حياته فقط وحكم السودان لأبنائه وأحفاده، نهض بمصر خلال فترة حكمه عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا وأنشأ القناطر الخيرية.
والرياحات والترع والمصارف وزاد من الرقعة الزراعية المصرية باستصلاح الأراضى وعدد من المشاريع العملاقة التى ساهمت فى نمو مصر مما جعلها دولة ذات ثقل وريادة حقيقية فى المنطقة.
محمد على باشا الكبير هو مؤسس مصر الحديثة، الذى حكم مصر في الفترة من 1805 حتى 1848، إذ كانت بداية حكمه مرحلة حرجة في تاريخها بالقرن التاسع عشر، فاستطاع أن ينقلها من عصور الظلام إلى أن أصبحت دولة قوية يعتد بها، إنه محمد علي باشا، القائد العسكري الذي تراقي في الجيش العثماني، وأعلن نفسه باشا مصر والسودان مستقلا بهما عن الدولة العثمانية بعد سنوات من تعيينه والي.
اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق الأوروبي، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين، وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصادا مزدهرا يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي.
إنجازاته العسكرية
أدرك محمد علي أنه لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له أهدافه وطموحاته الإمبراطورية، وفي بداية عهده كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من الأكراد والألبان والشراكسة، وعندما رأى أن هذا الجيش لا يعتمد عليه فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث، وأصبح الجيش المصري في عصره هو عماد كل شيء، وحتى ينهض بالجيش أقام صناعة الأسلحة والذخيرة والملابس.
حاول تأسيس جيش نظامي عام 1815، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة في مكان خصصه لذلك في بولاق، ولم يرق لهؤلاء الجنود ذلك فثاروا عليه وهاجموا قصره، ولكن استطاع حرس محمد علي السيطرة على الموقف.
في عام 1820، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في أسوان، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة، وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري.
الأسطول
عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سُفن لنقل الجنود عبر البحر الأحمر، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور الجمال إلى السويس ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة، وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه.
اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في معركة ناڤارين، أمر في عام 1829 ببناء "ترسانة الإسكندرية"، حيث قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت فيها حتى عام 1837، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة مدفع، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج.
التعليم العسكري
توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في فرشوط والنخيلة وجرجا، كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى أبي زعبل حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ .
اهتم بالصحافة العسكرية فأنشأ المطبعة الأميرية و كانت تعرف بمطبعة صاحب السعادة عام ١٨١٩ حتى تقوم بطبع ما يحتاج اليه الجيش من كتب لازمة للتعليم ولنشر القوانين و التعليمات العسكرية ، كما أنشأ العديد من المدارس التابعة لتجهيز الجيش مثل مدرسة أركان الحرب بالقرب من الخانقاه في 15 أكتوبر سنة 1825 ، مدرسة المدفعية بطره ١٨٣١ ، مدرسة السواري بالجيزة ١٨٣١، مدرسة الطب و المستشفى العسكري و مدرسة الخانقاه وفيها يتعلم الطلبة التمرينات والإدارة العسكرية و اللغات المختلفة و الطبوغرافيا و رسم الخطط و الأسلحة و الرياضة البدنية ، كما أنشأ مدرسة الهندسة العسكرية ١٨٤٤ ، مدرسة الوحدات و محو الأمية و مدرسة الموسيقى العسكرية ، كما أنشأ محمد على مدرسة للبيادة في الخانقاه، ومدرسة للسواري بالجيزة، ومدرسة للموسيقى العسكرية، وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في رأس التين، كما أسس مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية.
الصناعات العسكرية
رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر، فقام بإنشاء مصنع للأسلحة والمدافع في القلعة، عام 1827، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد، كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج.
وفي عام 1831، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا الطبنجات والسيوف، كما أسس معملاً للكهرجالات في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في الأشمونين وإهناسيا والبدرشين والفيوم والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام 1833، نحو 15,800 قنطار.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً