الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:42 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«ضد التاريخ »: مصطفي كامل ليس زعيما وطنيا

مصطفى كامل

مصطفى كامل

شهاب عمران

A A

يناقش بجرأة الكاتب والمحلل السياسي مصطفى عبيد في كتابه «ضد التاريخ» بعض الأحداث التاريخية الشهيرة، طارحًا قراءات وافتراضات تُساهم في تقديم رواية أخرى للتاريخ المصري الحديث، وذلك من خلال طرح تساؤلات قد تُمثل اشتباكًا جديدًا مع التاريخ الرسمي، و يتساءل الكاتب ـ وفق معطيات عديدة ـ حول أسطورة مصطفى كامل الوطنية، المُحمَّلة بمبالغات لرسم صورة غير حقيقية لزعيم استثنائي، ويطرح الوجه الآخر للسياسي المخضرم إسماعيل باشا صدقي، والمُعاكس للصورة السائدة في الكتابات التاريخية، فضلًا عن طرح السؤال الممنوع حول ما كان يُفترض أن يكون عليه محمد نجيب لو استمر في السلطة كرئيس لمصر، مستعينًا بآرائه وخطبه وتصريحاته التي تُنبئ عن ديكتاتور لم يأخذ فرصته!ويُقدِّم الكتاب أيضًا اكتشافًا جديدًا حول المرأة التي قلبت حياة سيد قطب، وحوَّلته من أديب وناقد رقيق، إلى مفكر تكفيري متشدِّد..
كما يضيف الكتاب لأول مرة متهمين جددًا في جريمة اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لم يشملهم قرار الاتهام، ربما لمحبة الناس لهم، أو إعجابهم الشديد بهم!..

الكاتب مصطفى عبيد يذكر  في أكثر من موضع من كتابه « ضد التاريخ » أن سعد زغلول وصف مصطفى كامل لقاسم أمين بأنه مثل رجل أطلق صوته بالغناء، فوجد أناسًا يسمعون، فاستمر في غنائه، وصار يزيد من الصياح كلما زاده الناس إصغاءً، ولم يصادف في طريقه شيئًا من العقبات.. كما صادف محمد فريد..  وكل ما يفتخر به هو الحكم على أخيه، مع أنه كاذب في ذلك لأن أخاه ارتكب ذنبًا وهو في العسكرية، وحوكم محاكمة قانونية، ولذلك فإن أخاه الثاني كان ممن شملهم الاحتلال بنظره، وهو من أكبر الموظفين في نظارة الأشغال ويتقاضى مرتبًا سنويًا يصل إلى ألف جنيه.. 
ويوضح المؤلف أن سعد زغلول  يشير إلى قضية إعفاء علي فهمي، شقيق مصطفى كامل، من الخدمة كضابط لإضرابه عن العمل، كما يشير أيضًا إلى النفوذ والسطوة التي كان يتمتع بهما شقيقه الأكبر حسين بك واصفا، الذي تولى مناصب مهمة برواتب مجزية نتيجة رضا الاحتلال عنه. 
ويُكرر سعد زغلول بين الحين والآخر دهشته من المبالغات في الهلع والحزن والإشادة بمصطفى كامل، والتي وصلت إلى حد قول أحد المحامين: لو ادعى مصطفى كامل النبوة لكنت أول المؤمنين به.
ويحاول الزعيم سعد زغلول تفسير المحبة الطاغية لمصطفى كامل التي ظهرت عقب وفاته بسببين، الأول: أن جانبًا منها كان مدبرًا من خلال أصحاب مصطفى كامل ورجال الخديوي عباس حلمي الذين صرفوا يوم وفاته أربعين جنيهًا على التلغرافات التي أرسلت إلى كافة الأنحاء تنعيه. 
والسبب الثاني: أن الجناب العالي الخديوي عباس ساعد على ذلك بإظهار الارتياح لهذه الحركة.
 

ويذكر المؤلف أنه  ما زال مندهشاً من حجم النفخ الصاخب في شخصية مصطفى كامل وفى تصويره فى مكانة أكبر كثيراً من حجم أعماله لدرجة تدريسه للطلبة باعتباره زعيماً عظيماً. كنت أستغرب أن الكتب المدرسية تحتفى بالرجل كل هذا الاحتفاء رغم أنه لم يُشعل ثورة مثلما فعل سعد زغلول ولم يقم ببناء دولة مثلما فعل مصطفى النحاس.
في النهاية يخبرنا الكاتب مصطفى عبيد أن في التاريخ.. لا توجد أحكام نهائية ولا مُسلمات راسخة وكثير مما يعتقده البعض ثوابت ليس سوى اطروحات شخصية مرتبطة بتوجه ما.. من هُنا يجب قراءة التاريخ مرة أخرى بروح واعية وناقدة وبمعيار لم يكن مستخدماً من قبل وهو دور السلطة في رسم التاريخ.


الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search