شرارة التمرد تنطلق من سلاح الجو، هل تغير حادثة الطيار آرون يوشنل سياسة بايدن تجاه إسرائيل؟

"لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية"، بهذه الكلمات أنهي الجندي الأمريكي "آرون يوشنل" صاحب الـ 25 عامًا حياته، وذلك من أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن.

الواقعة تُعد الأولى من نوعها في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد اعتراضه على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة.

بداية القصة

فوجئ رواد منصات التواصل الاجتماعي، بظهور رجل يرتدي الزي العسكري الأمريكي الخاص بسلاح الجو وهو يضرم النيران في نفسه مستخدمًا مادة سائلة قابلة للاشتعال، وهو يصرخ ويقول Free Palestine أو فلسطين حرة.

الواقعة التي وُثقت من خلال تسجيل مصور قام ببثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت حيث قام بتعريف نفسه بأنه جندي في الخدمة حاليا في القوات الجوية الأمريكية، وقبل احراق نفسه أشار "آرون" إلى أن حرق نفسه أمر فظيع وغاية في البشاعة، لكنه ليس بقدر الفظاعة التي يعيشها أبناء قطاع غزة.

 وتم نقله إلى مستشفى محلي في حالة حـ ـرجة حيث توفـ ـي متأثرا بجـ ـراحه، وبالبحث تبين أنه يعمل في القوات الجوية الأمريكية منذ عام ألفين وعشرين كفني أنظمة عملاء في إدارة تكنولوجيا المعلومات، وكان ينوي دراسة العلوم في هندسة البرمجيات في جامعة نيو هامبشاير الأمريكية، الواقعة أثارت حـالة كبيرة من داخل الولايات المتحدة الأمريكية واسـرائيل وسط دعوات من نشطاء لإجراء تحقيقا شاملا في الحادث، والبعض أوصى بضرورة تقديم الدعم النفسي للعسكريين الأمريكيين.

ورغم أنها أول واقعة في واشنطن لكنها لم تكن الأولى من نوعها في دول أخرى كوسيلة استخدمها أصحابها للاحتجاج، والتي من أشهرها واقعة حرق الشاب التونسي "محمد بو عزيزي" عام 2010 نفسه في مدينة "سيدي بوزيد"، والتي تعد شرارة الثورات العربية، حيث كان معترضا على صفعة من شرطية تونسية،    وأصيب بجراحات خطـ ـيرة، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى في يناير 2011، وكانت الاحتجاجات الشعبية هي بداية نجاح احتجاجه، واستطاع رغم وفـاته الإطاحة بالرئيس التونسي "زين العابدين بن علي".. فهل سنرى مثل هذه الثورات في النظام الأمريكي وسيصبح الجندي الأمريكي "آرون يوشنل" شرارة الانقلاب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أم أنها مجرد محاولة ولكن ستنتهي بالفشل؟.

وقبل الواقعة بلحظات أخبر متابعيه وهو في طريقه نحو السفارة الإسرائيلية، أنه سينظم احتجاجا عنيفا، لكن احتجاجه ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم وبعدها هرع إلى اضرام النار بنفسه ولقي حتفه متأثرًا بجروح خطيرة.

تأثير الحادثة على الوسط السياسي الأمريكي

 في هذا الصدد قال الباحث في العلاقات الدولية موسكو د. محمود الأفندي، إن حادث انتحار «آرون»  من أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة واشنطن، بمثابة تمرد من قبل جندي على الدولة الأمريكية وعلى الجيش الأمريكي، الذي ضم إسرائيل وأصبح يعاملها على أنها الولاية رقم 51.

وأضاف الأفندي، أن الشعب الأمريكي يعرف أنه لولا أمريكا لما بقيت إسرائيل في المنطقة، موضحًا، أن الجميع يعلم أن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة بعد نكسة 1967 أصبحت تتعامل مع إسرائيل على أنها الأداة الأمريكية للسيطرة على الشرق الأوسط.

وأردف الباحث في العلاقات الدولية، أن الجندي الأمريكي وجه رسالة قوية للعالم، مفادها، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقوم بقتل الفلسطينيين.

حادثة تؤثر بصورة أو بأخرى على الجيش الأمريكي

أما عن الجانب الاجتماعي والنفسي لتلك الحادثة على الجانب الأمريكي قالت د. سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن حادثة انتحار جندي أمريكا ستزعزع بصورة كبيرة من عزيمة الجنود الأمريكيين في الوقت الحالي.

وأضافت فايد في تصريحات لـ"الجمهور"، أن انتحار آرون رسالة قوية جدًا، خاصًة، وأنها ستكون السبب الأكبر في وجود عدم ثقة بالنسبة للجانب الشعبي الأمريكي، في الموقف المتخذ من قبل بلادهم فيما يخص التعامل مع القضية الفلسطينية، خاصًة، وأن الحادثة التي نُفذت جاءت عن طريق جندي أمريكي في الجيش وليس فردًا مدنيًا.

وأكدت، أن الحادث، سيجعل الجيش الأمريكي يشك في موقفه المتخذ، ما سينعكس على الجانب النفسي الخاص بالجيش الأمريكي، الأمر الذي سيجعل أدائه المهني يقل بصورة كبيرة.

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.