بالتزامن مع الصفقة الكبرى، لماذا يفضل رجال الأعمال الخليجيون الاستثمار في مصر؟

صيف الساحل الشمالي في مصر كان استثنائيًا خلال العام الماضي، وامتد الأمر لشتاء 2024 في شواطئ سيناء على البحر الأحمر، وفي القاهرة الكبرى والمدن المصرية الجديدة، كانت هناك عيون ترقب وتحلل وتدرس جدوى الدخول في السوق المصرية باستثمارات ضخمة.
جولات مكوكية رصدناها من جانب رجال الأعمال الخليجيين، الذين راحوا يجوبون جميع السواحل المصرية المتميزة والفريدة، بحثًا عن فرص استثمارية في هذا البلد المتعطش لنقل مكانته نوعيًا نحو الأفضل، فضلًا عن آخرين التقطوا توجه الدولة نحو التصنيع، وتنمية قطاعات اقتصادية بعينها.
الدولة المصرية فتحت أبوابها مُرحبة، في ظل سعيها الدؤوب لإحلال القطاع الخاص بدلًا عن العام في مناحي الاقتصاد المختلفة، رامية إلى الانتقال من مرحلة كان بسط الأمن هو أولويتها، لتمهد البيئة المصرية لاستقبال الاستثمار الأجنبي المباشر، إلى مرحلة جني ثمار المجهودات والإصلاحات الاقتصادية، متطلعة في ذلك إلى تعويض الشعب المصري عن صبره على السنوات الشداد.
اليوم أضحت البيئة المصرية، خلال الفترة الرئاسية الثالثة للرئيس عبد الفتاح السيسي، واضحة المعالم أمام مستثمري العالم، وآمنة، وهو ما وعاه مستثمرو الخليج واستغلوه بعيون متلهفة، لتعزيز مكانتهم المالية، وتحقيق النفع لكياناتهم الاقتصادية الكبرى، عبر الاستثمار في بقاع ساحرة تتميز بها أرض مصر، فكان الساحل الشمالي صيفًا محط جولاتهم، وشواطئ سيناء شتاءً بطل تطلعاتهم الاستثمارية التوسعية.
في هذا التقرير نرصد لكم أبطال الصفقات الواقفون على أبواب مصر، وتحديدًا رجال الأعمال الخليجيين، الساعين نحو إتمام صفقات العمر بالنسبة لكياناتهم ومجموعاتهم الاقتصادية.

العبار ومستقبل الاستثمار في مصر

محمد العبار، قضى صيفه العام الماضي 2023، في الساحل الشمالي، وجال على شواطئه ذهابًا وإيابًا، وفي خلده؛ هنا ستكون أحد أهم مشروعات حياتي الناجحة، تلك المنطقة التي تمتاز بشواطئها الفيروزية الساحرة، لا تقل أبدًا عن أهم المقاصد السياحية في أوروبا والعالم، وربما تضاهيها بكونها منطقة بكر، تتعطش للتطوير، تكفي ربما رأس الحكمة الفاتنة، راهن بقلب مطمئن، وراح يفاوض صناع القرار في مصر.
رمى العبار هلب مركبه الفاخر على مراسي شواطئ مصر الشمالية، ترك أولاده وأحفاده في الفندق بعدما قضى معهم وقتًا لطيفًا، واطمأن بمتابعته لأعمال فنادقه القائمة فعلًا في مصر، وأخذ سيارته الفارهة، وجال الساحل الشمالي من بدايته في مارينا، وحتى حدود مطروح، باحثًا عن المكان الأنسب، ربما لأهم أعماله الاستثمارية المستقبلية في مصر.
وصرح العبار بأن الوقت الحالي هو الأنسب والصحيح للاستثمار في مصر، بالنسبة لرجال الأعمال الذين ينظرون إلى الأمام نحو المستقبل، مؤكدًا أن مجموعته تدرس بجدية فرصًا عديدة للاستثمار في مصر.

لماذا يتطلع العبار بنظره نحو الساحل الشمالي تحديدًا؟

وقال العبار في تصريحات تلفزيونية له: إن ما يجعل الساحل الشمالي يفرق لدينا نحن أبناء منطقة الخليج، هو فرق المعاملة، فنحن نعامل في أوروبا كسائحين درجة رابعة، لكننا في مصر نعامل بدرجة فوق الأولى، وما لمسته في أهل مصر من روح طيبة، والأجواء الجميلة على تلك الأرض الساحرة، جعلتني أطلق على الساحل الشمالي «ساحل السعادة».
درس العبار الساحل الشمالي على أرض الواقع، وطلب عقد اجتماعات مع المسؤولين في مصر، لتفاوض معهم على مشروع القرن بالنسبة له، فشركة إعمار الرائدة في مجال العقارات، والتي ذاع صيتها بتطويرها أشهر معالم دبي الإماراتية، إضافة إلى إيجل هيلز رائدة الاستثمار في أبو ظبي، ونون الفارقة في التجارة الالكترونية، وأمريكانا.. كل ذلك لا يساوي شيئًا بجانب أكبر صرح استثماري في مصر.
وأكد العبار في تصريحات له مؤخرًا على فوربس الشرق الأوسط، وصلت استثماراتي في مصر إلى قرابة 10 مليارات دولار، سواء كان في القطاع السياحي، أو العقاري بصفة عامة، وما زال الاستثمار مستمر، وأضاف العبار في تصريحات له الصيف الماضي، أن وجود كيانات متعددة تنافس في السوق العقارية المصرية، له تأثير جيد على العقار ومستوى الطلب عليه، إذا ما وضعنا في الحسبان أن الاستثمار في القطاع العقاري، آمن، لمن يتخوفون من مستقبل العملات، وهذا أمر طبيعي في العالم ككل، ولكن بصفة عامة حتى لو سوق العملات مستقر فإن الإنسان يميل إلى الاستثمار في العقار، حتى في الإمارات ذاتها.
وواصل العبار؛ تفاجأنا بنمو السياحة في الساحل الشمالي المصري، بما في ذلك العائد الكبير الذي حققته الفنادق خلال موسم الصيف الماضي، وبالنسبة لنا فإن الاستثمار في القطاع الفندقي، له تأثير مهم على السوق العقارية المحيطة بالفنادق، مؤكدًا لدينا استثمارات في أكثر من 40 فندقًا، حيث نبدأ فيه الأمر من مرحلة التصميم، مرورًا بالبناء، وانتهاءً بتشغيله وإدارته، ومن بين استراتيجيتنا هو التطوير المستمر وتحسين منتجاتنا الفندقية والعقارية.

الحبتور وحماسه غير المسبوق لالتقاط فرصة في مصر

بالتزامن مع زيارة الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات في الصيف الماضي لمنطقة الساحل الشمالي، تواجد خلف أحمد الحبتور، في مدينة العلمين الجديدة.
وأشاد الحبتور بالعلمين الجديدة وشواطئها الساحرة، ومنتجعاتها السياحية والترفيهية، واعتبرها وجهة مبهرة للسياحة المصرية والعالمية، مؤكدًا أنها أجمل بكثير من نظيراتها في أوروبا.
وخلال تواجد الحبتور في مدينة العلمين الجديدة بشكل خاص والساحل الشمالي بصورة عامة، قال الحبتور إنه يدرس تواجده باستثمارات ضخمة على تلك البقعة المباركة من أرض مصر.
وبعد جلسة الحبتور مع الرئيس السيسي، قدم الحبتور للحكومة، مقترحاته الاستثمارية على أرض مصر، والذي أكد أن كلفتها تصل إلى 6 مليارات دولار.
وقدم الحبتور خلال تواجده في مصر، العديد من المقترحات، أبرزها إنشاء عملة خليجية موحدة تنضم إلى التعامل بها كل من مصر والأردن، كما قدم الحبتور مقترحًا لشراء نادي الزمالك، مع الالتزام بإقامة استاد عالمي وبناء مدينة رياضية كبيرة للفريق الأبيض، فضلًا عن تقديمه مشروع اقتصادي ضخم يهدف لاستغلال شارع صلاح سالم بمدينة نصر، ساعيًا إلى تحويله لشارع أجمل من شوارع الشانزلزيه الفرنسية.
وأشاد الحبتور بالمشروعات التنموية التي نفذتها الحكومة بتوجيه الرئيس السيسي، خصوصا مشروعات البنية التحتية، والنقل الحديث، والطرق التي تمهد الطريق أمام المستثمرين الأجانب، لتنفيذ مشروعاتهم دون عوائق أو مشكلات لوجيستية.

رجال الأعمال السعوديون يجوبون مصر بتوجيهات ملكية 

أواخر العام الماضي 2023، زار مصر 91 رجل أعمال سعودي، وعلى رأسهم ماجد القصبي وزير التجارة في المملكة السعودية، بهدف تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
ويبحث رجال الأعمال السعوديين منذ تلك الزيارة عن فرص الاستثمار في مصر، وذلك بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفيين وولي عهده محمد بن سلمان، لزيادة الاستثمارات السعودية في السوق المصرية.
ويعمل رجال الأعمال السعوديون الـ91 الآن، على توجيه تركيزهم نحو محاور بعينها، مثل الاستثمار في القطاع الصناعي، والتكامل لتنفيذ مشروعات حكومية بين الوزارات المصرية والسعودية، فضلًا عن الخروج بعمل مؤسسي بين البلدين يحدد دور مجالس الأعمال والغرف التجارية في البلدين، وتحديد مهامهم المنوطة بهم.

الحكير واستثمار 1.5 مليار دولار في مصر بجانب 5 مليارات بالسوق

تتفاوض شركة فاس للاستثمار والتطوير العقاري، التابعة لمجموعة فواز الحكير السعودية، مع الحكومة المصرية حاليًا، على ضخ استثمارات في السوق المصرية بقيمة 1.5 مليار دولار، خلال العام الجاري 2024، بجانب 5 مليارات تستثمرها المجموعة فعليًا خلال الوقت الحالي في السوق المصرية.
وأكد تركي الحكير خلال المؤتمر الصحفي لوزارة التجارة والصناعة المصرية أواخر العام الماضي، إن الاستثمارات التي نستهدف ضخها في مصر، تتنوع في عدد من المجالات، مثل العقارات والطاقة والبنى التحتية.

اللامي القابضة وضخ 500 مليون دولار خلال عامين

أعلن محمد طلعت اللامي، رئيس  مجموعة اللامي القابضة السعودية، اعتزام مجموعته ضخ استثمارات في السوق المصرية، تقدر بـ 500 مليون دولار خلال عامين، إلى جانب استثمارات قائمة بالفعل تقدر بنحو 3 مليارات دولار، مؤكدًا أن مجموعته تنوي ضخ 50 مليون دولار لإقامة فندق جديد بمدينة شرم الشيخ المصرية، خلال العام الجاري 2024.
وتبدأ «اللامي القابضة» أعمالها الإنشائية لمشروع تطوير عقاري كبير في منطقة الحزام الأخضر بمدينة السادس من أكتوبر على مساحة 85 فدانا.

قطر وتطلعات رجال أعمالها للاستثمار في مصر بعد التقارب

وزير الصناعة القطري محمد بن حمد آل قاسم، قال إن بلاده لديها استثمارات ضخمة في مصر، وعلى الرغم من ذلك نبحث بعيون فاحصة استكشاف الفرص الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة.
وأكد بن حمد أن هناك عددا من الاتفاقيات جري توقيعها خلال المرحلة السابقة، بالشراكة بين الشركات القطرية والمصرية، في عدد من المجالات الصناعية والتجارية، موضحًا أن هناك العديد من الفرص تحت أعين رجال الأعمال القطريين للدراسة ومن ثم البدء في التعاقد عليها مع الجهات المصرية.

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.