جبر الخاطر وأثره في توثيق الروابط الاجتماعية، خطبة الجمعة 9 فبراير
موضوع خطبة الجمعة 9 فبراير
الزهراء علام
قررت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 9 فبراير 2024، تحت عنوان «جبر الخاطر وأثره في توثيق الروابط الاجتماعية»، مؤكدة على ضرورة عدم تجاوز وقت الخطبة 15 دقيقة.
نص خطبة الجمعة
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيدُ الأولين والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِه وأصحابِه أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدين.
أولاً: عبــــادةٌ وخلــقٌ مهجـــورٌ
عبادَ الله: إنّ الكثيرَ منّا إذا ذُكرتْ العباداتُ ذهبَ عقلُهُ وفكرُهُ إلي الصلاةِ والصيامِ وبرِّ الوالدينِ وصلةِ الأرحامِ وغيرِهَا مِن العباداتِ التي اعتادَ علي فعلِهَا والسماعِ عنها، ورغمَ عظمِ هذه العباداتِ وفضلِهَا إلّا أنّ هناك عباداتٌ أخرَي نغفلُ عنها، ويغفلُ عنها الكثيرُ، وهي عباداتٌ قد لا تكلفنَا شيءٌ ومع ذلك أجرُهَا عظيمٌ، منها جبرُ الخواطرِ، وجبرُ الخواطرِ في حقيقتهِ نوعٌ مِن البرِّ و الإحسانِ إلي الخلقِ، والبرُّ اسمٌ جامعٌ للخيراتِ كلِّهَا، والإحسانُ هو أنْ تُعطِي ولا تنتظرُ مقابلًا، ولجبرِ الخواطرِ أثرٌ عظيمٌ في توثيقِ وتقويةِ الروابطِ الاجتماعيةِ.
وجبرُ الخواطرِ عبادةٌ وخلقٌ إسلاميٌّ عظيمٌ يدلُّ على سموِّ نفسٍ ورقةِ قلبٍ وسلامةِ صدرٍ ورجاحةِ عقلِ فاعلهِ، يجبرُ المسلمُ فيهِ نفوسًا كُسرتْ وقلوبًا فُطرتْ وأجسامًا أُرهقتْ، وأشخاصًا فقدُوا أحبابَهُم وذويهم، فما أجملَ هذه العبادةَ وما أعظمَ أثرَهَا.
ومِن أسماءِ اللهِ تعالي الجبارُ، قالَ تعالي:{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)}(الحشر).
وكان مِن دعاءِ الرسولِ الله ﷺ في الجلوسِ بينَ السجدتينِ في الصلاةِ أنْ يجبرَهُ اللهُ تعالي، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي».(سنن الترمذي). قال في الصحاحِ: الجبرُ أنْ تغنيَ الرجلَ مِن فقرٍ أو تصلحَ عظمَهَ مِن كسرٍ، وجبرَ اللهُ فلانًا سدّ مفاقرَهُ وجبرَ مصيبتَهُ وردَّ عليهِ ما ذهبَ منهُ أو عوضَهُ (فيض القدير).
ثانياً: جبرُ الخواطرِ صورٌ ونماذجُ
عبادَ الله: إنّ في كتابِ اللهِ تعالي وسنةِ نبيِّهِ ﷺ عشراتِ النماذجَ لجبرِ الخواطرِ منها:
قولُهُ تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } (يوسف)، كان هذا الوحيُ مِن اللهِ سبحانه وتعالى تثبيتًا لقلبِ يوسفَ عليه السلام وجبرًا لخاطرِهِ، لأنَّهُ ظُلِمَ وأوذِيَ مِن أخوتِه، والمظلومُ يحتاجُ إلى جبرِ خاطرٍ، لذلك شرعَ لنَا جبرَ الخواطرِ المنكسرةِ.
وقالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }(القصص)، رسولُ اللهِ ﷺ الذي أحبَّ مكةَ التي وُلِدَ فيهَا ونشأَ أُخرجَ منها ظلمًا، فاحتاجَ في هذا الموقفِ الصعبِ وهذا الفراقِ الأليمِ إلى شيءٍ مِن المواساةِ والصبرِ، فأنزلَ اللهُ تعالى عليه إنَّ الذي فرضَ عليكَ القرآنَ وأرسلَكَ رسولًا وأمركَ بتبليغِ شرعِه سيردُّكَ إلى موطنِكَ مكةَ عزيزًا منتصرًا وهذا ما حصلَ.
وقالَ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} في سورةِ الضحى، وانظرْ لروعةِ العطاءِ المستمرِّ في هذه الآيةِ حتى يصلَ بالمسلمِ لحالةِ الرضَا، فهذه الآيةُ رسالةٌ إلى كلِّ مهمومٍ ومغمومٍ، وتسليةٌ لصاحبِ الحاجةِ، وفرجٌ لكلِّ مَن وقعَ ببلاءٍ وفتنةٍ، أنّ اللهَ يجبرُ كلَّ قلبٍ لجأَ إليهِ بصدقٍ.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً