مياه حمراء مجهولة تجتاح المدينة وتغرقها
هل تختفي مدينة زليتن المنكوبة من على خارطة ليبيا؟
كارثة زليتن
أحمد المقدامي
تواجه مدينة زليتن الليبية، منذ أسبوعين خروج مياه جوفية ذات لون أحمر ، أغرقت الأراضي الزراعية وتسببت في انهيار البنية التحتية وعدد من المساكن، وكونت برك ومستنقعات، مما دفع السلطات الليبية إلى التحرك العاجل والسريع لمواجه الكارثة البيئية التي حلت بالبلدة، خاصة مع اعلان مجلس النواب الليبي مدينة زليتن مدينة منكوبة.
الفريق المصري
وعلى الفور تحرك فريق من الخبراء المصريين إلى المدينة لدراسة الظاهرة ووضع حلول سريعة وعاجلة لاحتواء الكارثة البيئية قبل انهيار الوضع بشكل كامل، وحسب بيان صادر عن الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، حصل الوفد المصري على البيانات والعينات لإجراء القياسات. كما أجرى نقاشات معمقة مع المسؤولين في زليتن، لمعرفة أسباب ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية من أجل إيجاد الحلول ومعالجة الأسباب.
100 فريق طوارئ لمتابعة الأوضاع الصحية في زليتن
أوضح مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض حيدر السائح، أن المركز كلف 100 فريق طوارئ داخل البلدية لمتابعة الأوضاع الصحية في جميع جوانبها، إلى جانب توفير المبيدات العضوية بمعدل 48 ساعة للمساهمة في تحسين الأوضاع الصحية، بالإضافة إلى رفع جاهزية المراكز الصحية بالمحلات المتضررة، وفق منصة «حكومتنا».
وأكد رئيس لجنة إدارة جهاز النهر الصناعي، أن الجهاز لم يقطع المياه عن زليتن، ويواصل التنسيق مع اللجنة الفنية العليا في أي إجراءات تخص تزويد المدينة بالمياه، لافتًا إلى «أنه لا يُسمح بأي إجراءات فنية غير ذلك».
تفسيرات الجانب الليبي
وأوضح خبير جيولوجي ليبي أن سبب حدث هذه الظاهرة عدم وجود شبكة صرف صحي تغطي مدينة زليتن، في الوقت الذي يستخدم فيه مواطنو المدينة ما يقرب من 10 مليون متر مربع من المياه، مما يجعل تصريفها بدون وجود شبكة صرف صحي أمر صعب و تتجمع تلك المياه في منطقة منخفضة من المدينة تدعى " الحوض " مما يؤدي إلى زيادة في مخزون المياه الجوفية دفع الخزانات الأرضية إلى الانفجار،
وأضاف الخبير الليبي في تصريحات لقناة " العربية "، أن تسريبات قنوات الامداد الماء القادمة من النهر الصناعي أدت أيضا إلى زيادة المخزون من المياه الجوفية خاصة أن الشبكة قديمة ومتهالكة، ولكن جهاز إدارة النهر الصناعي نفت ذلك، مؤكدة أنه تم الكشف على قنوات أمداد الماء إلى المدينة ووجدتها سليمة تماما.
خبير جيولوجي وموارد مائية
ومن جانبه قدم أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، مجموعة تفسيرات لظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تشهدها مدينة زليتن غرب ليبيا هذه الأيام، مشيرا إلى إن ارتفاع منسوب المياه الجوفية بمنطقة زليتن يعود علميا إلى عدة أسباب أو تفسيراتك؛ الأول «زيادة تداخل مياه البحر نحو الخزان الجوفي»، والثاني «تدفق المياه تلقائيا من الخزان الجوفي نحو السطح»، والثالث «شحن الخزان الجوفي من خلال زيادة الأمطار في تلك المنطقة الساحلية»، والرابع «مزيد من شفط المياه يزيد من حركة مياه البحر نحو الخزان».
وقال شراقي، زيادة تداخل مياه البحر نحو الخزان الجوفي، غالبا ما يكون سببها الاستخدام الجائر للخزان الجوفي السطحي أي زيادة عدد الآبار من الخزان القريب من السطح، مما يزيد من تدفق المياه البحرية إلى تلك المنطقة، أما تدفق المياه تلقائيا من الخزان الجوفي نحو السطح فرجح أن يكون ذلك «تحت تأثير ضغط الطبقة السطحية على الطبقة الحاملة للمياه الجوفية.
وأضاف شراقى، أن شحن الخزان الجوفي من خلال زيادة الأمطار في تلك المنطقة الساحلية والتي تزيد فيها الأودية، حيث تجمع المياه وتعطي لها الفرصة للتسرب وشحن الخزان، محذرا من أن مزيدا من شفط المياه يزيد من حركة مياه البحر نحو الخزان وهو التفسير الرابع الذي قدمه العالم المصري.
انفجار غامض
جدير بالذكر أن مدينة زلتين قد شهدت انفجار ضخم جدا هز أرجاء المدينة في نوفمبر الماضي، و أعلنت الحكومة الليبية أن الانفجار ناجم عن انفجار مخزن للذخيرة بالمدينة.
تحذيرات من شفط المياة
قال محمد شابيش، رئيس مراقبة الهيئة العامة للبيئة بمدينة زليتن، إن عدد المناطق المتضررة وصل إلى ست مناطق بالمدينة منها النشيع، بالإضافة إلى المنطقة الغربية والشرقية وروماية والبازه، والشيخ، موضحا أن هناك حالات نزوح كبيرة من السكان وذلك لخطورة الوضع البيئي في المناطق المُتضررة، بالإضافة إلى انهيار المباني السكنية، واستحالة السكن فيها، مؤكدا أن هناك انتشارا كبيرا للأمراض الخطيرة، ونتيجة لذلك بعد ظهور حالات طفح جلدي لبعض سكان هذه المناطق.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً