على عتبات الست.. 10 مشاهد بمولد السيدة زينب في القاهرة
مسجد السيدة الزينب
محمد ممدوح
بمجرد أن تطأ قدماك ميدان السيدة زينب، ستري أمام عينيك الكثير من زوار المنطقة بالتزامن مع ذكرى مولد «أم العواجز» كما لقبوها المصريون، نظرا لدفاعها عن المظلومين في حين دخولها إلى مصر، وستسمع بأذنيك الكثير من المناجاة على سبيل المثال «مدد يا أم هاشم»، «مدد يا رئيسة الديوان»، ويرجع السبب في عشق الشعب المصري لـ آل البيت، وولوعه وحبه الشديد آل البيت.
علاج للروح وشفاء من السقام
وكانت أبرز المشاهد داخل مولد السيدة زينب، تواجد الكثير من حلقات الذكر، الذي اعتقد المصريون على مر التاريخ أنها حلقات علاجية تعمل على صفاء الروح نظرا للهيام الروحي والإلهام الذي يحل على الذاكرين، وتسيطر كلمة «حي» على الذاكرين في حلقات ذكرهم وهم في حالة من الهدوء والسكينة الداخلية، والخروج بأرواحهم من أعباء الحياة، والتي كادت أن تصل إلى السماء، على حد وصفهم، مع التمايل يمينا ويسارا بأجسادهم.
ومع اشتداد حلقات الهيام والذكر، تهفو الأرواح شوقًا لطلب المغفرة من الله، وفي حينها تستمع إلى المنشد يطرب «تهفو لكم نفسي ويحلو بكم وردي»، وخلال هذه الحلقات يتسارع الكثير من أبناء الطرق الصوفية بتوزيع العديد من الأطعمة والمشروبات التي تسمى بـ لغة الموالد «نفحة الست».
وتنتظم حلقات الذكر بشكل معين، حيث يصطف الذاكرون يمينا ويسارا، ويتوسطهم شخص يبدأ بالذكر والتمايل يمينا ويسارا، ويسمى بقائد الحاضرة، وهو من يسيطر على اشتداد حدة الذكر أو تخفيفها من خلال حركات بالتنسيق مع المنشد والمزيكا التي تعزف.
وبمجرد الخروج من حلقات الذكر ترى أسواق بيع الحمص وحلوى المولد الذي ارتبطت في أذهان المصريين، بالمولد سواء بمولد أحد من آل البيت أو مولد النبي الشريف، ويتسوق الكثير الوافدون على تلك الموالد، من هذه البضائع والعودة إلى قراهم ومحافظاتهم لنشر البهجة بين أبنائهم بزيارة مولد السيدة زينب.
نذور وإطعام.. الكل في رحاب السيدة آمن
وبدخول الشوارع الجانبية، سرى الكثير من البيوت العتيقة التي ولّى عليها الزمن، تفتح أبوابها في استقبال الوافدين من المحافظات المختلفة لتقديم المشروبات والمأكولات بشكل مجاني، لزوار آل البيت، حبا وطمعا في ثواب الإطعام.
ويسيطر على المشهد خلال الترجل بمولد السيدة، أن غالبية المتواجدين هم أبناء صعيد مصر، الذين تربوا وعاشوا وكبروا على حب آل البيت، مرتدين زيهم المعروف وهو «الجلباب والعبايات البلدي المطرزة بنقوش مبهجة»، وعمة ناصعة البياض أو بكوفيات مميزة، وتشعر أنهم كالأطفال في صباح يوم العيد.
بالدخول إلى وسط ميدان السيدة ومع إنشاد مقطوعة «يا ست يا حارسة البلد من كل من عادي وحسد، دا أنتي الأمان وأنت السند يا محصانا بالمدد»، ومع الدخول في حالة من الانسجام يتعالى صوت الأبواق المعروفة داخل الموالد، والتي تباع على الأرصفة أمام المسجد، ويعتبر المولد هو موسم تلك الأبواق، لاسترزاق الكثير من البائعين الجائلين في المنطقة.
ووسط التحرك سريعا بين أحباء آل البيت، الذين جاءوا من كل فج، لحضور تلك المناسبة، ترى بعينك على بعد أمتار من المسجد بعض السيارات الفارهة التي تقف لتوزع العديد من وجبات الطعام الساخنة على كل المتواجدين بساحة السيدة، وتسمي هذه الوجبات بـ «النذر ».
وبالدخول إلى الشارع المؤدي إلى ضريح، علي زين العابدين ابن الحسين بن علي، ستري الملابس المعلقة أمام المحال التي تفتح أبوابها خلال أيام المولد وتمتد لـ 7 أيام، من مواصلة الليل بالنهار، باعتبار أن هذه المنطقة منطقة جذب سكاني في هذه الأوقات، واعتبار هذا موسما لزيادة مبيعاتهم.
وعلى أنغام المنشد المتواجد داخل إحدى حارات المنطقة الذي كان ينشد «ساعتك يا أم هاشم مدد، ساحتك يا أم العواجز سدد، قاصد من كل بلد وبلد، حارسين على الباب عتريس وعيدروس كما الأساطير، مفيش كبير في حضرتك، الكل جاي صغير»، ويقطع هذه الأنغام مشهد من أحد سارقي الفرحة من زوار السيدة، وهو يختطف أحد تليفونات الزوار، ليلاحقه الكثير من المواطنين المتواجدين داخل الشارع وتسليمة إلى الشرطة المتواجدة بكثافة داخل المولد لتأمينه.
ومع المرور حول المسجد ستجد الكثر من قوات الأمن مواصلين الليل بالنهار خلال الأيام الماضية، لتأمين زوار المقام، متمركزين في أماكن عديدة حول المسجد والشوارع الجانبية بالإضافة إلى عمل كردون أمني كبير حول الأماكن الحيوية، كما أن هناك تمركز كبير لقوات الأمن امام قسم شرطة السيدة الذي يلتصق بالمسجد لسماع شكوي المواطنون، أو التبليغ عن السرقات، أو فقدان الأطفال داخل الزحام.
ومع مرور الوقت وبدق عقارب الساعة إلى الثانية عشرة تم إغلاق الأنوار المتواجدة حول المسجد لإعلان انتهاء الاحتفال حول مسجد السيدة زينب، ولكن لم يستجب المحبين وأبوا أن يتركوا الساحة حتى الساعة الرابعة فجرا، ومع إشراق الشمس تجمع المحبين أمام المسجد رغما عن أنه مغلق بقرار من وزارة الأوقاف نظرا إلى انجاز أعمال الصيانة وافتتاحه قبل شهر رمضان، لنشدوا الأناشيد الدينية مرة أخري.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً