قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى وشهر شعبان متصل بشهر رجب.
الإسراء والمعراج، عميد «القرآن الكريم» يفسر خلافات شق صدر النبي والعروج قبيل تحويل القبلة
الإسراء والمعراج
حوار - محمد الأزهري
الإسراء والمعراج، حدث كبير، وفارق في تاريخ الإسلام، لمعجزة إلاهية، وتشهد خلافيات بين المؤمنين بقضية الوحي والصعود إلى السماء يشكك فيه بعض الماديين، الشيخ الدكتور عبدالفتاح خضر عميد كلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فى طنطا، والعميد السابق لكلية أصول الدين، يشرح تفاصيل حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم 3 مرات ومعراج الرسول إلى السماء، وفرض الصلاة، وتحويل القبلة، وتفاصيل بناء قبة الصخرة بالقدس الشريف، ولماذا يهتم اليهود في إسرائيل بها، وماذا تعني أحداث شهر شعبان وتحويل القبلة، في لقائه بموقع “الجمهور”.
منكرو المعراج يستدلون بقوله تعالى: أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا، أليس أمر الله للنبي أن يبرز عجزه عن الصعود دليل على عدم القدرة على المعراج؟
بالطبع هو استدلال خاطئ، وذلك لأنهم طلبوا من النبي أن يكون إله، وأن يأتي بالله، والملائكة، وكأنه إله يأتي بالله ويأتي بالملائكة، ويصعد نفسه ويعرج نفسه إلى السماء ويجعل السماء تمطر عذابا على الناس، ويصنع كذا وكذا وكذا بنفسه، وردا على هذا التعسف المنكر لوجود الله قال الله لرسوله، قول لهم يا محمد “هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا”، أي أن محمد لا يصنع كل شيء وأن محمد ليس إله، بل هو إنسان خصه الله بالنبوة، وبالعكس كانت معجزة الإسراء والمعراج هي من صنع الله وليست من صنع النبي، وهي أن يعجز الله خلقه بمعجزة كرم بها نبيه أفضل البشر، فالصانع هنا هو الله بشخص أفضل الناس، وطلب الكفار قصد به أن يكون الرسول إلها له قدرة إلهية وليس له حدود طاقة البشر حتى لو كان نبيا تأتيه المعجزات المؤيدة.
هل حدث شق صدر النبي بالفعل؟
نعم حدث ذلك، وهو أمر ثابت، وبعض العلماء تكلم في العدد، لكن المشهور هو حادثة شق صدر النبي قبيل الإسراء والمعراج، حتى يتأهب لأمر عظيم فارق وجلل، وهو الإسراء والمعراج إلى السماوات العلى، عند سدرة المنتهى، وقد كرمه الله بذلك، فنزع منه حظ الشيطان حتى يصبح خالصا مخلصا لربه لا مكان للشيطان بداخله ولا حظ له فيه، كما كرمه بأن يكون أمين الوحي جبريل هو من يكوم بذلك.
البعض يتحدثون عن رفض النبي المعراج أو الصعود ثم يقول عرجت إلى السماء؟
هؤلاء لا يفهمون، وهو ما جعلهم يقدمون استدلالا خاطئا، فالنبي أعتذر ببشريته عن أمر من قدرة الله وليست من قدرة البشر، وعندما أراد الله أن تتم معجزتا الإسراء والمعراج، قال سبحان الذي أسرى بعبده، ولم يقل عكس ذلك، فلهم أن يعقلوا وأن يفهموا الفارق بين قدرة النبي، وقدرة الله وإرادته في تكريم نبيه وإعجاز الكفار.
ـ وأقول لهؤلاء: إن البشر الآن في عام 2024 يركبون سفن الفضاء ويتجولون بها بين الكواكب، والله أقوى منهم وهم صنيعته أفلا يستطيع خالقهم أن يفعل أكثر منهم، بل يسمون الآن رواد فضاء، وقد باتو يترددون على الكواكب بسفن الفضاء ويتجولونها، فهل كانوا أنبياء أو غيره؟ وهل يعجز الخالق عن فعل شيء في وقت بات خلقه يصعدون الكواكب بتقديره ويتجولون المريخ وغيره؟
ـ النبي اعتذر ببشريته عن خصوصيات الله وقدرته التي يفعل بها ما يشاء وقتما يشاء، وكرمه الله بالمعجزتين بأمره وبقدرته وقتما شاء، وكان اعتذار النبي على طلب الكفار الذي قالو له أن تأتي بالله والملائكة قبيلا، فهل هناك إنسان أو حتى نبي يأتي بربه، وكأنهم يقولون له كن إلاها ولا تكن بشرا ولن يؤمنون به حسب قولهم، فكيف يطيع هؤلاء؟، وقد اعتذر من استطاعته البشرية ليلجأ إلى رب البشر.
شهر شعبان الذي شهد تحويل القبلة هل له علاقة بشهر رجب الذي شهد الإسراء والمعراج؟
ـ نعم له علاقة، فرجب شهر التكريم والإسراء إلى مصلى الأنبياء والصلاة بهم في بيت المقدس، ثم العروج إلى سدرة المنتهى وقد فرضت الصلاة من فوق سبع سموات تكريما، ليعود النبي متجها إلى بيت المقدس في صلاته مقلبا وجهه راجيا في خاطره إلى يوجهه الله إلى القبلة التي يرضاها ليأتي التكريم الفوري في النصف من شعبان، ويأمره الله أن يوجه وجهه إلى البيت الحرام، في النصف من شعبان، لننتقل من موسم الفرح في نهاية رجب، إلى موسم الفرح في النصف من شعبان.
هل الإسراء والمعراج محل اتفاق العلماء؟
نعم الإسراء محل اتفاق العلماء بنسبة 100%، والمعراج متفق عليه عند الجمهور، وقال البعض القليل أن المعراج كان بالروح مستدلين بقوله تعالى “ما كذب الفؤاد ما رأى”، معتبرين أن الفؤاد هو روح النبي، ومستدلين بقول السيدة عائشة رضى الله عنها “ما فقدت جسد النبي”، وجاء الرد عليهم بقوله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده"، فما قال روح عبده، بل بعبده أي بشخص النبي، وبالنسبة للحديث الذي نسب لعائشة فهو حديث ضعيف وقال البعض موضوع.
ـ والحديث عن القرب من سدرة المنتهى وسمع النبي صريف الأقلام وتأخر جبريل عن الدخول إلى سدرة المنتهى وتقديم النبي إلى حيث الصدارة والتكريم والمكانة بأمر الله، هو حديث الحي الواقع عيانا بيانا.
باب السماء وقبة الصخرة حديث ولغة ومصطلحات يعرفها أهل فلسطين ولا نعرفها ما قصتها بواقعة الإسراء والمعراج ومخططات اليهود في إسرائيل؟
قبة الصخرة ليست مسجد، بل قبة داخل محيط المسجد الأقصى، قيل أن أصابع النبي أو أثره عليها وعند عروجه من فوقها أرادت أن تصحبه فأشار إليها جبريل أن تبقى، وبني فوقها قبة، ومساحتها من 13 إلى 18 مترا وارتفاعها مترين، ويقال فيها مغارة بئر الأرواح، وحولها قصص كثيرة، ويقال إن تحتها قصرا في الجنة، وأن عليها أثر الملائكة، أما واقعها الحالي فإن اليهود في إسرائيل يصورونها على أنها هي المسجد الأقصى حتى يهدموا مبنى المسجد الأقصى نفسه.
هل نحتفل في شهري شعبان ورجب بالإسراء والمعراج وتحويل القبلة؟
ـ نعم نحتفل، فهذه أيام الله، وفيها الطاعات، ونفرح بتكريم الله لعبده، وتكريمه لأمته، وكل أيام شهدت معجزات أو أحداث ربانية هي أيام الله التي تستحق الاحتفال، ولما لا نحتفل بالإسراء والمعراج، ولما لا نحتفل بتحويل القبلة، وأن الله أراد أن يحدث التوأمة بين المسجدين الحرام والأقصى ولما للمسجد الحرام من مكانة عند المسلمين وكأن الله يقول لهم والمسجد الأقصى مثله، فلا نفرق بينما فهذه قبلة سابقة وهذه قبلة لاحق ومن فرط في واحدة فرط في الثانية.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً