ردود أفعال قوية بقرار محكمة العدل ضد الاحتلال.. وإسرائيل ترد
محكمة العدل الدولية
كتب أحمد محمود
ردود أفعال واسعة أثارها قرار محكمة العدل الدولية بإلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، حيث رحبت دولة فلسطين، بالأمر القضائي التاريخي لمحكمة العدل الدولية، بفرض تدابير مؤقتة في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وبقبول الدعوة التي قدمتها جنوب افريقيا، بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في مخالفة لأحكام الاتفاقية الأممية لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وذلك على ضوء ما قدمته للمحكمة من أدلة دامغة على ارتكاب إسرائيل للإبادة الجماعية.
فلسطين ترحب بقرار العدل الدولية
وأكدت دولة فلسطين، في بيان صاد عن وزارة الخارجية الفلسطينية، وبثته وسائل إعلام فلسطينية بينها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن القرار المصيري لمحكمة العدل الدولية، يذكر العالم أن لا دولة فوق القانون، وأن العدل يسري على الجميع، ويضع هذا القرار حداً لثقافة الإجرام والإفلات من العقاب لإسرائيل، والتي تمثلت بعقود من الاحتلال، والتطهير العرقي، والاضطهاد، والفصل العنصري.
ولفتت دولة فلسطين، إلى فشل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في تقديم أي دليل مقنع للمحكمة بأنها لا تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، بل قدمت للقضاة أكاذيب وروايات مسيسة ومفضوحة، والقضاة بدورهم قيّموا بموضوعية ما بين أيديهم من حقائق مستندة للقانون، كما قدمتها جنوب إفريقيا، وكما يعكسها جسامة الأوضاع على أرض الواقع في فلسطين، وهو ما حذا بهم إقرار التدابير الاحترازية، فإسرائيل اليوم متهمة في تدمير شعب بأكمله، والآن تمثل كمتهمة بجريمة الابادة الجماعية، جريمة الجرائم، داعية المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتواصل على قطاع غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية، وجميع عمليات التدمير، وجريمة التهجير القسري، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2720 بسرعة إدخال المساعدات الإنسانية، والسماح الفوري بعودة النازحين لمنازلهم.
كما دعت دولة فلسطين، الدول كافة، بما في ذلك إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لضمان احترام قرار محكمة العدل الدولية، وأن تلتزم حكومات العالم بعدم التواطؤ في ارتكاب الإبادة الجماعية، وأن تعمل على وقف تزويد إسرائيل بالسلاح، مشيرة إلى أن حكومات العالم ملزمة بأن تتخذ خطوات من شأنها وضع حد لأعمال القتل والتدمير واسعة النطاق في قطاع غزة، مذكرة بأن مطالباتها هذه باتت ذات طبيعة قانونية إلزامية وقطعية، معربة عن امتنان شعبنا الفلسطيني وقيادته التاريخي والأبدي لشعب وحكومة جنوب إفريقيا لما اتخذته من خطوات شجاعة، مثلت تضامناً فعلياً مع مأساة شعبنا الفلسطيني، كما عبرت عن الشكر والامتنان للملايين من شعوب العالم، والذين لم يتوقفوا عن التظاهر للتعبير عن تضامنهم مع شعبنا الفلسطيني ولحقه بالحياة والحرية، وعن رفضهم للإبادة الجماعية.
وأكدت دولة فلسطين استمرارها بالعمل مع الدول الشقيقة والصديقة، ذات المبادئ الراسخة، لضمان وقف الإبادة الجماعية، ومساءلة مرتكبي الجرائم الفظيعة، وحماية حقوقنا الجمعية كشعب ينتفع من حقوق الإنسان والحرية والعدالة، على نحوٍ متساوٍ مع بقية شعوب العالم، لافتة إلى أن نضال شعبنا الفلسطيني هو نضال من أجل الإنسانية جمعاء، وهذا النضال يجب الا يفشل.
فيما أشادت جنوب إفريقيا، اليوم الجمعة، بالحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية والقاضي بأن على إسرائيل اتخاذ تدابير لمنع وقوع أي أعمال إبادة جماعية في غزة.
وقالت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا، في تصريحات له إن اليوم يمثّل انتصارا حاسما لسيادة القانون الدولي ومنعطفا مهما في السعي لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، متابعا :"كنا نأمل أن تصدر المحكمة قرارا بوقف إطلاق النار في غزة من أجل تنفيذ الأوامر المؤقتة التي أصدرتها، لكن فعلنا ما يلزم لحماية أرواح المواطنين في قطاع غزة".
وأكدت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا وقوف حكومة وشعب جنوب افريقيا إلى جانب الشعب الفلسطيني.
ردود أفعال متباينة على قرار محكمة العدل الدولية
من جانبها قالت ولاء السلامين، مراسلة قناة “القاهرة الإخبارية” من رام الله، إنه عقب قرار محكمة العدل الدولية منذ قليل، بدأت تتصاعد الكلمات والتصريحات من المحللين والمراقبين بخصوص هذا الموضوع، ولا سيما أن البعض اتخذ قرارات المحكمة من منحى إيجابي، والبعض اتخذ منحى سلبيا تجاه هذه القرارات.
وأضافت "السلامين"، اليوم الجمعة، خلال مداخلة لها عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أن أصحاب المنحى الإيجابي تحدثوا في أنه يمكن إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وخفض التصعيد وعودة المواطنين للقطاع في الشمال والوسط"، وأوضحت، أما أصحاب المنحى السلبي، فإن محللين وخبراء قالوا بأن هذه المعطيات تعطي الضوء الأخضر للاحتلال بأن يبيد الشعب الفلسطيني بوتيرة وهدوء أقل.
وأشارت، إلى أن هناك تصريحات أخرى محرضة، حيث قالوا بأن هذا إشارة من العدل الدولية بأنهم يريدوا أن يقتلوا الفلسطينيين ولكن بهدوء أكثر، وتابعت: “خفض التصعيد وانتقال إسرائيل للمرحلة الثالثة هذا يعني أنها تصب في المصلحة، وعندما تحدثت العدل الدولية بأنه يجب عليها إدخال المساعدات وغيرها من الالتزامات واتخاذ التدابير الطارئة للقطاع ولكن بعض المحللين رأوا بأن هذا يعني وجود التصعيد والانتقال للمرحلة الثالثة، وأن هذا يعني أن ما قامت به إسرائيل يصب في مساق ما تحدثت عنه العدل الدولية”، وواصلت: “كان هناك قبل المحكمة صفقة سلاح بين إسرائيل والولايات المتحدة، أي ما زال الخطر والتصعيد قائمان حتى وإن قالت المرحلة الثانية والثالثة بسحب بعض الألوية من غزة وخفض التصعيد”.
وأكدت مراسلة “القاهرة الإخبارية”، أنه على أرض الواقع فإن ما تشهده الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لا ينم عن كل ما يتحدث عنه سواء العدل الدولية أو تصريحات الولايات المتحدة وحتى تصريحات الإسرائيليين.
رد إسرائيل على قرار "العدل الدولية" يحتاج لأيام معدودة
قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية في القدس المحتلة، إن الإعلام الإسرائيلي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين ذهبوا إلى عدم النظر في القضية المنظورة أمام محكمة العدل الدولية، لأن جنوب أفريقيا ليست طرفا في هذا الصراع، وأن إسرائيل لا تمارس أي إبادة جماعية وبأنه لم يتم تحضيرها من قبل جنوب أفريقيا لذلك تحاول مرارا وتكرارا تفنيد هذه الروايات التي حملت في طياتها مزيدا من الشعور القريب في إنهاء هذه الحرب في الأوساط الفلسطينية.
وأضافت "أبو شمسية"، خلال رسالة على الهواء، ببرنامج "جولة المراسلين"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، ويقدمه الإعلامي حساني بشير، أن صحفا إسرائيلية منذ الصباح تحدثت عن السيناريوهات المحتملة التي قد تصدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهيئة البث الرسمية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى كانت قد توقعت بأن أحد الاحتمالات لن تكون بإلزام إسرائيل في إنهاء الحرب، وهذا كان الشعور الأكبر لدى المؤسسة الرسمية الإسرائيلية.
وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأوساط السياسية التي تحدثت أنها قد تحتاج لأيام معدودة للرد على هذا القرار، إذا ما كانت إسرائيل ستلتزم به، سواء الذي يقضي بوقف هذه الحرب أو الذي لن يدين إسرائيل في إقامتها لجرائم الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً