الجينوم المصري، مشروع يفتح آفاقًا جديدة في الطب والرياضة
ثورة الجينوم المصري
شهيرة أحمد
الجينوم المصري، يعد مشروع الجينوم المصري واحد من أهم المشاريع العلمية التي تنفذها مصر حالياً، حيث يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري. وهو نقلة نوعية في مجال الطب والصحة، حيث سيساعد في تطوير علاجات جديدة للأمراض واكتشاف المواهب الرياضية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن المشروع يحظى بدعم كبير من القيادة السياسية، وهو من أكبر المشاريع البحثية الطبية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي قد وجه بضرورة الإسراع في تنفيذه، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة له.
وأضاف عبدالغفار، في تصريحات تليفزيونية له، قائلًا: "أن الجينوم هو كامل المادة الوراثية المكونة للإنسان ويتكون من حمض DNA، وهذا الحمض إذا فردناه على طول خط مستقيم فإن طوله سيبلغ مسافة من الأرض للشمس 600 مرة".
وتابع: أن الجينوم يحتوي على معلومات هامة يمكن استخدامها لتحسين فعالية الأدوية. حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 50٪ من الأشخاص يستجيبون بشكل مختلف للدواء نفسه، مما يعني أن بعض الأشخاص قد لا يستجيبون للدواء بنفس الطريقة، مكملًا: " فعندما يكون لدينا شخصان على سبيل المثال مصابين بالمرض ذاته، يشفى الآخر ويصاب الآخر بحساسية".
الجينوم المصري، ثورة في عالم الرياضة
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن مشروع الجينوم المصري سيساعد أيضاً في اكتشاف المواهب الرياضية، حيث سيمكن من تحديد العوامل الوراثية التي تساهم في تحقيق التميز الرياضي.
وأضاف قائلًا: "إنه عن طريق الجينوم سيمكننا صناعة دواء لكل مريض، والتوصل إلى التمرينات المناسبة للوصول إلى أكبر عدد من الرياضيين المميزين، قائلًا: "هيبقى عندنا 100 محمد صلاح و100 تريزيجيه، وهو ما يترتب عليه نقلة رياضية وعلمية كبيرة».
وفي وقت سابق، قال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن مشروع جينوم الرياضي المصري يأتي من خلال تعاون استراتيجي بين وزارة الدفاع ممثلة في مركز البحوث الطبية والطب التجديدي التابع للقوات المسلحة، وعدد من الجامعات المصرية.
ويهدف المشروع إلى دراسة واستكشاف أفضل الحلول لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية اختيار وتطوير أداء أبطال الرياضة المصرية في العديد من الألعاب، وكذلك تحليل ودراسة البيانات الجينية للرياضيين.
وتسهم هذه الدراسات في تحديد العوامل الجينية المختلفة التي قد تؤثر على الأداء الرياضي والقدرات البدنية للرياضيين في مصر، ويعكس مشروع جينوم الرياضي المصري أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحسين أداء الرياضيين وتطوير الرياضة في مصر.
فوائد ومستقبل مشروع الجينوم
بدأت ثورة الجينوم الرياضي بنجاح أكاديمية العلوم الوطنية الأمريكية في عام 2003 في فك شفرة السلاسل الجينية بعد 15 سنة من البحوث والدراسات والتجارب والمحاولات. وكانت النتائج الأولى لتلك الثورة العلمية تخص نجاحات حقيقية في مجال الطب والعلاج والأمراض الوراثية.
بعد وقت لم يكن طويلا، أدرك العالم أنه بات ممكنا تحديد الألعاب التي يمكن أن يتميز فيها أي شعب وفقًا لخريطته الجينية، وأيضا اختيار الأصلح والأقدر على التفوق والتألق في أي لعبة. واستخدامات رياضية أخرى أكثر تعقيدًا، مثل: تحديد القابلية للإصابة، الجهد الذي يتحمله أي لاعب، أفضل السبل لزيادة لياقته البدنية والفنية والنفسية.
وبدأت هذه الثورة الجينية في سنوات قليلة تحقق نجاحات رياضية هائلة، وشهد العالم تطويرا غير مسبوق ولم يكن متوقعًا في الأداء الرياضي، وتغييرًا في المفهوم العالمي للرياضة التي أصبحت علمًا حقيقيًا له بحوثه وقواعده ودراساته.
وفي مارس 2021، بدأ مشروع الجينوم المصري بتعاون بين عدد من الجهات العلمية والتنفيذية في الدولة، متمثلة في أكاديمية البحث العلمي ومركز البحوث الطبية وأكثر من 15 جامعة ومركز بحثي، وتختلف التركيبة الجينية للبشر بشكل جزئي من مكان إلى آخر في جميع أنحاء العالم وفي مصر كذلك بل بين أفراد الأسرة الواحدة، ومن المتوقع الانتهاء منه بداية عام 2025 بتكلفة 2 مليار جنيه.
وتنبهت بعض الدول لذلك مثل أميركا التي أطلقت هذا المشروع في العام 2003، وكذلك أوروبا، وبعض الدول الخليجية. ولذلك كان لابد في مصر من الشروع في معرفة التركيبة الجينية لمواجهة الأوبئة المستقبلية التي قد تداهم العالم.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً