السبت، 06 يوليو 2024

12:38 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

400 ألف فلسطيني أمام شبح المجاعة، والأعلاف المصدر الأساسي للطعام (1) فيديو وصور

غزة

غزة

كتب أحمد محمود

"أمى.. أريد طعام أين الطحين"، الأم تنظر حولها فلا تجد أي قمح تطحنه، تنظر إلى ابنها الذي يكتوى من الجوع، فلم يعد يأكل إلا وجبة واحدة يوميا رغم أن عمره لم يتخط الـ6 سنوات، منهم فيه عمره في دول أخرى تدشن لهم مبادرات صحية للاعتناء بصحتهم وعلاجهم، بينما لأن ذنبه الوحيد أنه فلسطينيا، لم يعد يجد أبسط حقوقه وهو الطعام في ظل سياسة التجويع والحصار التي ينتهجها الاحتلال منذ بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

"محمد" كان هذا هو اسم الطفل الذي فقد والده وشقيقه في إحدى الغارات على مسكنهم، ولم يعد يعيش هو وأمه سوى في إحدى مراكز الإيواء بمنطقة جباليا في شمال قطاع غزة، وهي المنطقة الأكثر تعرض لمجاعة وحصار من قبل  جنود الاحتلال، واختفاء كامل للقمح من أجل الطحين وهي وجبة أساسية لدى الفلسطينيين في القطاع، تبحث الأم عن  حفنة من القمح لا تجد، تسأل كل من في مركز الإيواء عن أي كمية من القمح كى تطعم ابنها فلا تجد سوى بعض من حبوب الذرة، تضطر لطحنها حتى تنتهى الكمية الموجودة مع من يعيشون في مركز الإيواء، ليبدأ الجميع – ومن بينهم أم الطفل محمد -في البحث عن "أعلاف الحيوانات" ليطمعوا بها أبنائهم وأنفسهم ويسدون جوعهم، في ظل نقص كبير في المساعدات التي تصل بالتحديد لشمال القطاع.

الفلسطينيون يلجئون لأعلاف الحيوانات للحصول على الطحين

حرص الفلسطينيون على توثيق تلك اللحظة، عبر فيديوهات تكشف اعتماد العديد من الأسر الفلسطينية على أعلاف الحيوانات لطحنها للحصول على الطحين، فلم نشهد لم ولن نراها ونحن نعيش في القرن الـ21، وسط حصار بلا رحمة ينتهجه الاحتلال، وصمت من المجتمع الدولى على أبشع مجاعة يعيشها أهالى القطاع في العصر الحديث.

بدأت أزمة اعتماد أهالى الشمال على أعلاف الحيوانات تتردد بقوة منذ الأسبوع الماضي وسط تحذيرات من خطر مجاعة يهدد آلاف المواطنين، حيث وفقا لشهادة أحد أهالى قطاع غزة، والتي حصلنا عليها فإن هناك مجاعة تهدد سكان شمال القطاع، حيث بدأ الأهالي طحن كل ما هو متاح للحصول على الطحين، بدء من حبوب الذرة وانتهاء بعلف الحيوانات .

فيديوهات وشهادات توثق طحن أهالى شمال غزة لأعلاف الحيوانات للحصول على الطعام 

غادة زكي، مواطنة فلسطينية تعيش في شمال القطاع، كتب عليها هي وأسرتها أن يضطرون لطحن أعلاف الحيوانات، وحرصت على توثيق هذا المشهد لتوصيله إلى العالم أجمع ليكشف حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها القاع في ظل استمرار العدوان واتباعه سياسة التجويع، ونشرت هذا الفيديو عبر حسابها الرسمى على "انستجرام" .

وقالت غادة زكي عبر الفيديو، إن هذه تجربة طحن أعلاف الحيوانات، حيث يتم من خلالها إعداد عدة أطعمة منها الخبز والزبد، لأن هذا هو الموجود لديهم الآن، ويظهر في الفيديو أسرة تعد الطعام من خلال اعلاف الحيوانات، وتعيش تحت حطام أحد المباني التي دمرها الاحتلال.

شهادة أخرى نشرها محمد عويد، أحد المواطنين الفلسطينيين في شمال القطاع، الذي وثق أيضا بالفيديو  اضطرار أهالى غزة على طحن الذرة والأعلاف، وعلق عليه عبر حسابه الرسمي على موقع "أكس"، قائلا :"يتم طحن علف الحيوانات الأن في شمال قطاع غزة لتوفير بعض الطعام والخبز للأطفال الذين يتضورون جوعاً منذ أيام ، الوضع في شمال غزة كارثي ولا يمكن وصف حجم المجاعة التي يتعرض لها شمال القطاع ".

400 ألف فلسطيني يواجهون شبح المجاعة

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أصدر بيانا أمس الإثنين 22 يناير، يسلط في الضوء على تلك الكارثة، ويؤكد أن هناك 400 الف مواطن في شمال غزة يتعرضون لمجاعة حقيقية ويضطرون للاعتماد على أعلاف الحيوانات،  حيث قال إن هناك مجاعة حقيقية تحدث حاليا في شمال غزة بعد نفاد كميات الطحين والأرز ونحمل الاحتلال "الإسرائيلي" وحلفائه المسؤولية عن وفاة 400,000 مواطن فلسطيني جوعاً، حيث نعلن عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات، التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني مازالوا متواجدين في المحافظة.

ويضيف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال أجبر أهلنا في محافظة شمال غزة على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني، فيما تعرض كل من محافظة شمال غزة ومحافظة غزة إلى حصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، حيث يمنع الاحتلال وصول أية مساعدات إلى تلك المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء حاولوا الحصول على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة.

وحمل المكتب الإعلامى الحكومى في غزة، الاحتلال "الإسرائيلي" كامل المسؤولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما ونحمل المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، حيث منحوا الاحتلال الضوء الأخضر لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة، مناشدا كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة بالعمل الجاد والفوري والعاجل من أجل إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني خاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة، وكذلك نطالب كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.

المواطن الفلسطيني محمد عيد، وثق الأمر بصورة أيضا عبر حسابه الرسمي على موقع "أكس"، لشيكارة من علف الحيوانات يتم استخدامها في الحصول على الطحين،  وعلق قائلا :"مجاعة حقيقية تهدد أهلنا في شمال قطاع غزة..بعد نفاد الطحين والأرز من الأسواق بدأت العائلات في طحن "علف الحيوانات" للحصول على الخبز!".

شهادة أخرى حصلنا عليها من أحد الصحفيين المقيمين في شمال قطاع غزة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، حيث يؤكد أن الذرة وأعلاف الحيوانات أصبحت هي المصدر الأساسي للحصول على الطعيم لإطعام المواطنين، خاصة في ظل الشح الكبير في الطعام والشراب، وأغلب سكان  شمال القطاع هم من النازحين الذين تركوا منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف.

ويضيف بأن أغلب المساعدات التي تصل للقطاع، لا تصل لشمال غزة بسبب حصار قوات الاحتلال لأغلب المدن، كما أن مراكز الإيواء أصبحت تعج بالنازحين وأصبح الحصول على الطعام بالطوابير، وقد تظل أسرة ساعات أمام طوابير لتحصل على وجبة واحدة قد لا تكفيها ، وفي ظل معاناة الأطفال من الجوع أصبحن بعض الأمهات يطررن لاستخدام أعلاف الحيوانات وطحنها للحصول على الطحين لإطعام الأطفال.

شهادة دولية تحذر من سياسة التجويع الإسرائيلية

شهادة دولية أخرى خرجت لتحذر من خطر المجاعة التي يعيشها أهالى غزة، حيث قال برنامج الأغذية العالمي، اليوم الثلاثاء، إن كميات قليلة جدا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوب قطاع غزة إلى شماله منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، وإن خطر حدوث مجاعة في القطاع لا يزال قائما.

وأضافت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط عبير عطيفة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، أنه من الصعب الوصول إلى الأماكن التي نحتاج إليها في غزة، وخاصة في الشمال، موضحة أن كميات قليلة جدا من المساعدات تجاوزت الشطر الجنوبي من قطاع غزة، وأعتقد أن خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة لا يزال قائمًا إلى حد كبير.

يأتي هذا في الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في عدوانها المستمر على القطاع برا وبحرا وجوا، لليوم الـ109 على التوالي، في ظل نقص شديد في الماء والمواد الغذائية الأساسية، وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى تدمير المباني والمنشآت والبنى التحتية، وانهيار معظم المستشفيات وخروجها عن الخدمة.

وتضع سلطات الاحتلال عقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث لا يكفي ما يصل لتلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

إسرائيل تمنع الفلسطينيين من الحصول على المساعدات الغذائية

ومن أجل تنفيذ سياسة التجويع، اتبع الاحتلال منهج استهداف الفلسطينيين الذين يذهبون للحصول على المساعدات الغذائية، وهو ما كشفه تقرير صدر أمس الإثنين، من المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، والذي أكد أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل قتل الفلسطينيين خلال انتظارهم استلام المساعدات جنوبي مدينة غزة، في وقت تتفشى فيه المجاعة شمالي القطاع؛ ما يؤكد الإصرار على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين في القطاع منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.

ويضيف في تقريره، أنه وثق استخدام الجيش الإسرائيلي قذائف المدفعية لاستهداف المئات من المدنيين الجوعى الذين تجمعوا على طريق صلاح الدين قرب دوار الكويت جنوب شرقي مدينة غزة، بانتظار شاحنات للأمم المتحدة تحمل مساعدات محدودة، ما أدى إلى عدد من القتلى والجرحى، لافتا إلى أن فرقه الميدانية وثقت استمرار الجيش الإسرائيلي في إطلاق قذائف مدفعية وأعيرة نارية واستخدام طائرات مُسيّرة من نوع "كواد كابتر" في استهداف وقتل مئات المدنيين الجوعى الذين يتجمعون رغم الخطر الشديد أملًا في استلام حصص محدودة من المساعدات.

ويوضح المرصد أن الجيش الإسرائيلي لا يكتفي باستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب ضد الفلسطينيين في شمال وادي غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بل يواصل قتلهم وإصابتهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات محدودة بدأت تصل منذ نحو 10 أيام، في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان المدنيين في القطاع، حيث نقل عن مواطن فلسطيني قوله: "لدي 5 أبناء يتضورون جوعًا منذ أكثر من شهر، ولا يوجد لدنيا أي كمية طحين، نتناول يوميا القليل من الأرز، وعندما سمعت بوجود مساعدات من الطحين، مشيت 13 كم وفوجئت بإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي، لقد أطلقوا تجاهنا قذائف وكان هناك قتلى وجرحى، نجوت ولم أحصل على أي طحين". 

ويشير المرصد الأورومتوسطي إلى أن نحو 400 ألف فلسطيني ما زالوا في شمال وادي غزة، يعيشون مجاعة حقيقية نتيجة الحصار الخانق، ومنع إسرائيل وصول أي مساعدات إلى المنطقة منذ الأول من ديسمبر الماضي، حتى أن بعضهم اضطر لطحن أعلاف الحيوانات وخلطها بالذرة لعجنها وأكلها، وبعضهم اضطر لأكل أوراق الشجر، مؤكدا أن المعطيات التي وثقها فريقه على الأرض، تؤكد أن إسرائيل تستخدم التجويع كأداة من أدوات الحرب والضغط السياسي ضد المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يندرج ضمن جريمة الإبادة الجماعية، ويتطلب تدابير عاجلة لتمكين الفلسطينيين من الحصول على الطعام والشراب ومجمل احتياجاتهم الأساسية دون عوائق أو استهداف أو ترهيب.

 وحمل المرصد، الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية المسؤولية عن القصور والعجز في إيصال المساعدات الإنسانية بشكل لائق ومناسب لمئات آلاف السكان الذين يعانون جوعًا حقيقيًّا للشهر الرابع على التوالي، وكذلك صمتها إزاء قتل الجيش الإسرائيلي مدنيين خلال محاولتهم استلام المساعدات، موضحا أن القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل صارم استخدام التجويع والتعطيش كوسيلة من وسائل الحرب، ويعتبره انتهاكًا جسيمًا وعقابًا جماعيًا محظورًا، إلى جانب ذلك، تشكل تلك الممارسات مخالفة للالتزامات المترتبة على عاتق إسرائيل بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال لقطاع غزة، ولواجباتها وفقًا للقانون الإنساني الدولي بتوفير احتياجات سكان غزة وحمايتهم، كما ينص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن تجويع المدنيين عمدًا من خلال حرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية، يعتبر جريمة حرب.

ويؤكد أن الحرمان الشديد والمتواصل للسكان المدنيين في قطاع غزة من الطحين والمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب بالكميات الكافية يعتبر شكلًا من أشكال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضدهم منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، كونه يلحق أضرارًا جسيمة بالسكان المدنيين، ويخضعهم لأحوال معيشية يقصد بها تدميرهم الفعلي، وذلك وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والأحكام القضائية الدولية ذات الصلة.

النساء يبعن مصوغاتهن لشراء الطعام في غزة

وفي كارثة أخرى تكشف حجم سياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال ضد الفلسطينيين، وثقت وكالة الأنباء الفلسطينية، أول أمس الأحد، 21 يناير أن النساء في قطاع غزة لجئن إلى بيع مصوغاتهن لتوفير ثمن طعام وبعض الحاجيات الضرورية لعائلاتهن وسط شح الطعام والمواد الأساسية بعد أن شدد الاحتلال من حصاره على غزة، في الوقت الذي تمنع قوات الاحتلال دخول الطعام والمساعدات لغزة وتقطع الكهرباء والماء والوقود ما تسبب في تدهور غذائي وصل لحد المجاعة سيما في مدينة غزة وشمالها.

ومع الضغوط الدولية لم تسمح قوات الاحتلال إلا بدخول حوالى 100 شاحنة يوميا فقط – بحسب وكالة وفا الفلسطينية الرسمية - بينما كانت تدخل حوالي 500 شاحنة قبل العدوان الإسرائيلي، أما قبل الحصار المستمر منذ 17 عاما فكان يدخل لغزة حوالى 1500 شاحنة يوميا وفقا لمختصين، فيما يتعامل الفلسطينيون في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية والقدس المحتلة) والجنوبية (قطاع غزة) في الصفقات التجارية بالدولار الأمريكي أو الشيكل الإسرائيلي لكن عندما يتعلق الأمر بالذهب والأرض فيتم التعامل بالدينار الأردني لا سيما في غزة.