الزراعة بدون تربة، خطوات مصر نحو مستقبل الغذاء المستدام
الزراعة بدون تربة
الزهراء علام
اتجهت مصر إلى لون جديد من الزراعة الحديثة والتي لا تحتاج إلى تربة زراعية، في خطوة مثّلت انطلاق شرارة ثورة زراعية قد تغير من مستقبل البلاد في قطاع الزراعة.
يعتمد هذا الأسلوب على تقنيات حديثة ومبتكرة تتيح زراعة المحاصيل في بيئات غير مناسبة للزراعة التقليدية، حيث يطلق عليها الزراعة المائية أو الزراعة بدون تربة، إذ تزرع النباتات في محاليل مغذية سائلة بدلاً من زراعتها في التربة المعروفة.
الزراعة المائية «أكوابونيك»
استخدم لفظ الزراعة المائية «أكوابونيك» لأول مرة عام 1929 من جانب الدكتور «جيريك» في جامعة كاليفورنيا، واستعان بها الجيش الأمريكي لتحسين الزراعة المائية بهدف تأمين نظامهم الغذائي في الحرب العالمية الثانية.
تزرع المحاصيل في أوساط نمو بديلة، وانتشرت في مصر المواسير البلاستيكية ذات السعات المختلفة التي تتلاءم مع أنواع المزروعات لتحل محل التربة الطبيعية، كما يطلق عليها أيضا في مصر زراعة الأسطح.
زراعة بدون تربة في مصر
تساعد الزراعة بدون تربة في مصر على استخدام مساحات أقل من أجل الزراعة، حيث تتيح الحصول على محصول معين بكفاءة أعلى، وتقلل من الاعتماد على المساحات الواسعة من التربة العادية، لزراعة كميات أكبر من المحاصيل في مساحات صغيرة سواء على الأسطح أو داخل غرف زجاجية توافرت فيها العوامل المساعدة لنمو النباتات بهذا الأسلوب.
يمثل هذا النوع من الزراعة بدون تربة في مصر إنجازًا كبيرًا، حيث أن هذه التقنية من المحتمل أن تحل العديد من المشكلات التي تواجه الزراعة التقليدية، كتقلص الرقعة الزراعية نتيجة للزحف العمراني الذي ترتب عليه نقص العائدات الزراعية.
كما يعمل نظام الزراعة بدون تربة على تخطي مشاكل الموارد الطبيعية مثل الماء، إذ أن هذا النظام يقلل من استهلاك النبات للماء، كما تستخدم أنظمة إضاءة اصطناعية لتحاكي أشعة الشمس الطبيعية مما بجعله خيارا مثاليا لإتاحة فرص مستدامة للزراعة في كافة الأنحاء.
كيفية الزراعة بدون تربة
تحتاج أنظمة عدة للزراعة بدون تربة، ومنها استزراع المياه العميقة، وأنظمة التنقيط وأنظمة الفتيل، مع الاهتمام بالحصول على المحاليل المغذية من مصادر موثوقة، حيث تحصل النباتات على العناصر الغذائية الهامة اللازمة للنمو، عن طريق هذا المحلول المغذي الذي يصل لجذورها.
كما أنها مناسبة جدا للعديد من النباتات ومنها الورقيات والأعشاب والخس والفراولة والفلفل والطماطم، وحتى الآن ما زال هذا النوع من الزراعي لا يناسب بعض أنواع النباتات مثل التي تنمو طويلًا ومنها الذرة أو النباتات التي لها تمتد جذورها للأعماق مثل البطاطس.
وتعتبر الزراعة بدون تربة فرصة رائعة لخفض الاعتماد على استيراد المحاصيل وزيادة الإنتاج المحلي، خاصة بعد التعديات على الرقعة الزراعية والتي تأتي في مقدمة التحديات التي تحظى بأهمية كبرى لدى الدولة المصرية، خاصة بعد أن وصل عدد حالات التعدي على أفضل الرقع الزراعية في الفترة ما بين 2011 وحتى2021 نحو 2.02 مليون حالة تعد بمساحة قدرت بنحو 91.3 ألف فدان، وذلك وفقا لدراسة نشرت في المجلة المصرية للاقتصاد الزراعي.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً