كيف استولت جماعة الإخوان المسلمين على ثورة 25 يناير؟
ثورة يناير - أرشيفية
محمود العزبة
عانى الشعب المصري على مدار ثلاثة عقود، من الفساد السياسي والإدارة الحكومية الخاطئة للبلاد التي استهدفت حصر السلطة على الفئة الحاكمة متمثلةً في الحزب الوطني وسط إهمال كبير لاحتياجات المواطنين الأولية، من غذاء ودواء.
كما عانى المصريون من انتهاك حقوق الإنسان من قبل السلطات الأمنية، وغياب الحياة الديموقراطية التي تسمح بالتعددية السياسية والتعبير عن المواطنين وتطلعاتهم، حسب تقارير دولية، حتى قرر الشعب أخيراً الخروج عن صمته عن طريق التظاهر السلمي في جميع محافظات مصر انطلاقاً من ميدان التحرير بالقاهرة، مشهراً أهداف الثورة: «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، في وحدة حقيقية لم تشهدها البلاد منذ ثورة 23 يوليو لعام 1952 التي أطاحت بالملكية وأرست نظام الجمهورية.
جماعة الإخوان المسلمين ومحاولات استغلال ثورة يناير
ثمة فصيل سياسي لم يستطع الاندماج مع الشعب المصري داخل ثورته، فبدأ يعمل على استغلال الموقف لصالحه حتى يقدم نفسه للشعب باعتباره محرك أساسي للثورة ولاعب ذو ثقل فوق الحلبة السياسية بعد الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، هذا الفصيل هو جماعة الإخوان المسلمين الذين يعملون بقاعدة «الغاية تبرر الوسيلة»، فتجدهم أيام سطوة النظام الأسبق، يقدمون فروض الولاء والطاعة.
وبمجرد ضمان نجاح الثورة في إسقاط ذلك النظام تجد تلك الجماعة لا تتردد في اعتلاء منابرها والتشدق بشعارات جذابة وكلمات رنانة نجحت في إقناع شريحة كبيرة من المواطنين بأنهم «رعاة الثورة» الذين تمكنوا من تخليص المصريين من حكم «الطاغية» حسب تعبير المتحدث باسم الجماعة وقتها، عصام العريان، الذي نفى في عام 2015 اتهاماً لوزارة الداخلية بتحريض الإخوان للمواطنين على التظاهر. مدعيا أن أحداً من عناصر الإخوان لم يشارك في مظاهرات ميدان التحرير عام 2011.
وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم
وكنتيجة، أحرزت جماعة الإخوان نجاحاً غير مسبوق في البرلمان المصري بعد أن تحولت من «أقلية ناشطة» إلى «جماعة مكتسحة» عبر حزب الحرية والعدالة، في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، حتى اعتلت جماعة الإخوان المسلمين السلطة في 2012 بعد انتخابات رئاسية فاز فيها ممثلهم، محمد مرسي.
ومن هنا انزلقت الجماعة في سقوط حر نحو الهاوية بعد أن اكتشف المخدوعون في أقاويلهم أنهم لا يصلحون للحكم وإنما للخطابة فحسب، وسريعاً ما كشفت الأحوال الاجتماعية والاقتصادية التي زادت سوءًا في عهدهم، أن الجماعة لم تكن ترى إلا مشروعها الخاص الذى كانت تسعى له قبل الثورة وبعدها، ألا وهو إقامة الدولة الإسلامية التي تحكمها الجماعة، حسب شهادة القيادي السابق بجماعة الإخوان، ثروت الخرباوي، الذي استضافته العديد من القنوات الفضائيات المصرية قبيل اندلاع ثورة يونية 2013، ليكشف مخططات الجماعة المنشق عنها.
نهاية جماعة الإخوان المسلمين في مصر
خرج الشعب المصري مرة أخرى إلى ميدان التحرير في 2013 بغرض تصحيح مسار الثورة وتحرير البلاد من الهيمنة الإخوانية، رافعاً شعار «يسقط حكم المرشد»، وبدعم من الجيش المصري، الذي تزعمه الفريق عبد الفتاح السيسي، تمكنت مصر من استعادة مقدرات ثورة يناير 2011، التي سرقتها جماعة الإخوان، حسب تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري.
رفضت الجماعة النزول إلى إرادة الشعب وبدأت تهاجم الثورة التي أطاحت بهم، على أمل العودة إلى الحكم متبعةً هذه المرة سياسة الترهيب والعنف الدموي لا الاستمالات العاطفية، حتى أصبحت جماعة محظورة في مصر عقب إعلان حلها من قبل وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذاً لحكم القضاء وقانون الجمعيات الأهلية في سبتمبر 2013.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً