الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:05 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الطفل رشاد نوفل من غزة، بترت ساقه وسافر للعلاج بمفرده.. وطبيبه لـ«الجمهور»: ليس لدينا معدات أو أدوية

صورة ارشيفية

صورة ارشيفية

كتب أحمد محمود

A A

-والده خلال تسجيل صوته: حاولت أتواصل معك كتير لكن قطاع غزة لا توجد به اتصالات

-طبيب الطفل رشاد نوفل:  لدينا الكثير مثل رشاد والأطفال يكتبون أسماءهم على أيديهم للتعرف عليهم عند استشهادهم

 -مدير المكتب الإعلامي بغزة: الطفل عمره 12 عاما.. والاحتلال قصف منزل أسرته واستشهاد والدته وعددا من أهله

"أنا يا حبيبي حاولت أتواصل معك كتير لكن قطاع غزة لا يوجد به اتصالات أو كهرباء أو إنترنت أو أي شيء يمكن التواصل من خلاله".. كانت هذه أولى رسائل والد الطفل الفلسطيني المتبور ساقه رشاد نوفل، الذي فدق ساقه بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لأحد المنازل السكنية، ولم يستطع الأطباء في غزة علاجه ليضطر إلى الخروج من قطاع غزة بمفرده رغم صغر سنه، دون أن يسمح الاحتلال لأبيه أن يرافقه خاصة بعد استشهاد والدته في العدوان.

الأب اضطر لترك ابنه وحيدا دون مرافق خلال سفره للعلاج بالخارج

الأب يضطر إلى ترك ابنه الذي لم يبلغ من العمر سوى 12 عاما فقط للسفر للعلاج بمفرده، بعدما رفضت سلطات الاحتلال سفره معه كمرافق، كجزء من سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فقد الأب زوجته وعددا من أهله، ويخشى أن يفقد ابنه، يدعو الله أن يعود له ويراه مجددا، والابن يجد نفسه أنه قد اضطر لأن يكون مسئولا عن نفسه وهو لم يبلغ سن المسئولية فقط.

المعاناة لم تقتصر عند هذا الحد، بل إن الأب قد لا يستطيع أن يتواصل مع ابنه هاتفيا بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة منذ ما يقرب من 6 أيام، فيضطر للذهاب يوميا إلى مستشفى شهداء الأقصى، كي يتواصل الأطباء مع ابنه الذي يعالج في الخارج، ويضطر أيضا للانتظار لأيام كي يتمكن من سماع صوته فقط.

قصص كثيرة مأساوية يشهدها قطاع غزة يوميا في ظل الحرب الشعواء التي يشنها الاحتلال الإسرائيلى على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، ما بين أطفال فقدوا أسرهم، أو آباء فقدوا أبناءهم، أو أم فقدت الزوج والأبناء، بجانب مشاهد فزعة لعمليات جراحة تجرى لأطفال بدون تخدير، كان آخرها الطفلة التي اضطر عمها لإجراء عملية بتر بدون تخدير على طاولة المطبخ.

رشاد نوفل طفل فلسطيني بتر الاحتلال ساقه

قصة مؤلمة، تتمثل في الطفل الجريح المبتور، رشاد نوفل، والذي تسبب العدوان في استشهاد والدته، وبتر ساقه، واضطرت أسرته لدفن ساقه في قطاع غزة، قبل حصولها على تصريح سفر له للعلاج خارج غزة، بعد عدم تمكن مستشفى شهداء الأقصى بالقطاع من علاجه، إلا أن الاحتلال منع والده من مرافقته في السفر، فاضطر الطفل الصغير إلى السفر للعلاج وحده بدون مرافق.

وحصلنا على تسجيل صوتى للطفل وأبيه وهما يطمئنان على بعضهما من خلال تليفون المستشفى التي يعالج فيه رشاد نوفل، ومستشفى الأقصى التي يتردد عليها والده كي يتمكن من الحديث مع ابنه عبر الهاتف بعد أن دمر الاحتلال منزله.

ويقول والد الطفل خلال المكالمة التليفونية والتي يتحدث فيها مع ابنه الذي يعالج خارج قطاع غزة :"أنا يا حبيبي حاولت أتواصل معك كتير لكن قطاع غزة لا يوجد به اتصالات أو كهرباء أو إنترنت أو أي شيء يمكن التواصل من خلاله، وأتواصل معك من خلال الإدارة في مستشفى الأقصى، قيل لي أنى أقدر أوصل لك لكن لم أستطع مرافقتك، نعمل اللى علينا والباقى على الله".

تسجيلات صوتية للأب والابن يطمئنان عن بعضهما

ويتابع والد الطفل المبتورة ساقه :"أنا قلت لك احتمال مليون في المائة تطلع لحالك، فكن قد المسئولية وأنا بستناك عند أخواتك، قلت لك لدى كوم لحم غيرك والحمد الله سمعت صوتك وربنا يقومك سالم وغانم وهتابعك على طول وإن شاء الله بلحقك".

ورد الابن على والده في تسجيل صوتى آخر قال له :"أيوة يابا ظلك اطمن على وأنا بطمنك عليك، وأنا لما بسمع صوتك بارتاح أكتر، وارتحت لما سمعت صوتك "، ليرد الأب بتسجيل صوتى قائلا :"قولى إيش بدك إياه، أي شيء بدك إياه تتطلبه توصله للطبيب خالد اللى بيتواصل معنا وأنا يجيب اللى نفسك فيه، وهتابعك يوميا، أنت عارف دارنا راحت وعنوانى مستشفى الأقصى، وإذا أردتنى قول أريد أن أصل للدكتور خالد لأنى أستطيع أن أصل له يوميا، والله إنك سافرت تعالج، والحمد لله أنت بخير وصتك حلو وربنا يخليك وأنا وأخواتك وعمامك كويسين، وأنا معي هاتف أمك لكن لا يوجد إنترنت وقالوا يومين وسيعود، وإن شاء الله ستعود لنا بالسلامة".

وكشف إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامى الحكومى في غزة، في تصريحات لـ"الجمهور" أبرز المعلومات عن الطفل  رشاد نوفل، حيث قال إنه يبلغ من العمر 12 سنة، ويعيش في مدينة غزة.

وعن تفاصيل استهدافه من قبل الاحتلال يضيف مدير المكتب الإعلامي الحكومى في غزة، :"طائرات الاحتلال قصفت منزلهم، واستشهدت والدته وعدد من أهله، وهو بترت ساقه، وحالياً سُمح له بالعلاج في الخارج بدون مرافق".

طبيب رشاد نوفل : أصبحنا محبطين ولا توجد أدوية أو معدات

من جانبه كشف الدكتور خالد النبريص، الطبيب الفلسطيني بمستشفى شهداء الأقصى في غزة، والمتابع لحالة الطفل رشاد نوفل، في تصريحات لـ"الجمهور"، أن استهداف الاحتلال للطفل الفلسطيني كان عشوائيا خلال استهداف لمنزل يوجد به عائلته، والإصابة بتر في الساق اليمنى.

وبشأن أسباب عدم قدرة المنظومة الصحية في غزة في علاج الطفل رشاد نوفل، يضيف الطبيب الفلسطيني بمستشفى شهداء الأقصى في غزة :"قطاع غزة الآن المنظومة الصحية فيه قد انهارت، والأطباء محبطون، والأدوات والمعدات غير متوافرة مطلقا، ولا يوجد علاجات، حيث بدأت تنفذ، وأقسام العمليات في المستشفيات لم تعد تعمل، وأكبر مستشفى في قطاع غزة وهو مجمع الشفاء قد تم تدميره بالكامل".

وحول وضع مستشفى شهداء الأقصى الذي يعمل فيه يقول خالد النبريص :"أعمل طبيبا في مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى بدير البلح، وهي مستشفى صغيرة للغاية تحتوى على 200 سرير وتخدم أكثر من نصف مليون مواطن، وهي ممتلئة بالكامل ونزحت قبل فترة بسبب التهديد الإسرائيلي المباشر باستهداف المستشفى".

كما تحدث الطبيب الفلسطيني بمستشفى شهداء الأقصى في غزة، عن تعمد الاحتلال تدمير كل المؤسسات في غزة، قائلا إن الاحتلال لا يتعمد تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة فقط، بل يتعمد تدمير كل مها وموجود في غزة الشجر والحجر والرجال والنساء والأطفال والمستشفيات والمساجد والكنائس وتدمير كل نفس يتنفسه أهالى قطاع غزة".

وحول تحول مستشفيات غزة لمقابر تدفن فيها جثث الشهداء يقول خالد النبريص :"اضطررنا لإجراء عمليات جراحية بدون تخدير واضطرنا ننظر عاجزين أمام مرضنا ولم نستطع تقديم الخدمة العلاجية لهم حتى ارتقوا شهداء، والجثث في كل مكان والمدارس أصبحت مقابر ومراكز الإيواء عبارة عن مقابر وأي بقعة في قطاع غة تعتبر بقعة جاهزة لتكون مقبرة لأبناء هذا الشعب".

وبشأن ما التي تحتاجه مستشفيات غزة علق قائلا :"حاجة المستشفيات كما هو الحاجة لكل أبناء غزة بالدعاء لنا بالصمود والصبر حتى نسجل شهداء ".

وبخصوص ما إذا كانت هناك حالات وردت على مستشفى شهداء الأقصى مثل الطفل رشاد نوفل قال الطبيب الفلسطيني بمستشفى شهداء الأقصى في غزة :"الكثير مثل رشاد لدرجة أن الأطفال يكتبون أساميهم على أيديهم بقلم جاف للتعرف عليهم عند استشهادهم أو عند تقطيعهم لأشلاء ".

search