السبت، 05 أكتوبر 2024

10:31 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

سفاح الجيزة، محكمة النقض تنهي الأمل الأخير لنجاته من الإعدام

سفاح الجيزة قذافي فراج

سفاح الجيزة قذافي فراج

محمد ممدوح

A A

قضت محكمة النقض بمجمع محاكم جنايات القاهرة، برفض حكم الطعن المقدم من محامي المتهم قذافي فراج، على الحكم الصادر ضده بالإعدام شنقًا في قضية قتل زوجته الثالثة في الإسكندرية، وتم تأييد الحكم ضده، وتعرف هذه القضية إعلاميا بـقضية «سفاح الجيزة».

وحملت أوراق القضية رقم 9046 لعام 2021 جنايات ثاني المنتزه الجزئية، أن سبب الحكم الصادر ضده بالإعدام شنقًا، بسبب إنهاء حياة زوجته عمدًا بعد النصب والاحتيال مع خطيبها السابق، وتقاسم المبالغ والمشغولات الذهبية المستولى عليها معه.

وفي وقت سابق قبلت محكمة النقض النظر في أولى جلسات الطعن في حكمي الإعدام الصادرين في قضيتي قتل عمد، والمتهم فيها قذافي فراج عبد العاطي، على أن تكون الجلستان يومي 11 يناير و26 فبراير سنة 2024، والصادر حكمها اليوم.

وبعد قبول محكمة النقض الطعن المقدم من طرف محامي المتهم، قذافي فراج عبد العاطي، كانت قد أثيرت تساؤلات عدة حول قبول المحكمة للطلب، وما الذي سيترتب عليه حال إسقاط حكم الإعدام في حقه؟ وما هو مصير سفاح الجيزة؟ وهل سينجو بعد اعترافه بارتكاب 4 جرائم قتل صدر فيها الحكم بالإعدام؟.

الأمل الزائف لسفاح الجيزة

ويكفل قانون الإجراءات الجنائية للمتهم، الحق في الطعن على أي حكم صادر بحقه، وتحديد جلسة للنظر فيها أمام إحدى دوائر محكمة النقض، وبناء على ذلك يحق لـ«سفاح الجيزة» التقدم لمحكمة النقض للنظر في الأحكام الصادرة في حقه.
وتعتبر محكمة النقض هي الجهة العليا، التي تقضي إما بتأبيد الحكم أو رفضه، وفي حال تم إسقاط الحكم بالإعدام، فسيتم إعادة المحاكمة من جديد، وفي حالة تأييد الحكم، فلا يجوز الطعن عليه مرة ثانية، ويكون تنفيذ الحكم نهائياً.

وتنص المادة 470 من قانون الإجراءات الجنائية «أنه متى صار الحكم بالإعدام نهائياً وجب رفع أوراق الدعوى فورًا إلى رئيس الجمهورية بواسطة وزير العدل، وينفذ الحكم إذا لم يصدر الأمر بالعفو أو بإبدال العقوبة في ظرف 14 يوما».

سيناريوهات أخرى غير الإعدام 

ويعتبر المتهم إذا صدر في حقه حكم واحد بالإعدام، وكان حكماً نهائياً فإنه ينفذ حتى لو سقط حكم الإعدام عنه في باقي القضايا، ومن المعروف أن المتهم صدر في حقه حكم نهائي بالإعدام في قتل صديقه رضا عبد اللطيف، وأيدته محكمة النقض، وفي هذه الحالة لا ينفذ فيه حكم الإعدام النهائي الصادر بتهمة قتل صديقه رضا إلا بعد الفصل في باقي الطعون.
وفي حالة رفضت محكمة النقض الطعن في القضايا المنظورة فإن قرار الإعدام من المقرر أن ينفذ بعد إرسال مذكرة إلى رئاسة الجمهورية بواسطة وزير العدل كما ينص القانون.


وشهدت محكمة النقض في حينها محاولات «سفاح الجيزة» في النجاة من أحكام الإعدام الصادرة بحقه، إذ حددت النظر في أولى جلسات الطعن في حكمي الإعدام الصادرين في قضيتي قتل عمد، والمتهم فيها قذافي فراج عبد العاطي، على أن تكون الجلستان يومي 11 يناير و26 فبراير سنة 2024.

أمر الإحالة 

وكان النائب العام المستشار السابق حمادة الصاوي، أمر في 1 فبراير 2021، بإحالة المتهم قذافي فراج إلى محكمة الجنايات في 4 قضايا بالدوائر التالية: «الهرم وبولاق الدكرور بالقاهرة، والمنتزه بالإسكندرية»؛ لمعاقبته فيما نُسب إليه من قتله عمدًا 4 أشخاص هم: «زوجته وسيدتان ورجل» مع سبق الإصرار، في الفترة ما بين عامي 2015 - 2017 وإخفائه جثث ضحاياه عن طريق دفنها في مقابر أعدها لهذا الغرض.

وأقامت النيابة العامة الدليل ضد المتهم المعروف إعلاميًا بـ«سفاح الجيزة» في القضايا الأربعة المتهم فيها بإثبات شهادة 17 شاهدًا، وباعترافات المتهم في التحقيقات، إلى جانب استخراج رفات جثث المجني عليهم من الأماكن المدفونة بها ومن ضمنها شقته السكنية ببولاق الدكرور.

ووفقاً لما تم إثباته في تقارير الصفة التشريحية للجثث، وتطابق البصمات الوراثية المأخوذة منها، مع المأخوذة من ذوي المجني عليهم، وما جاء بتقارير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، بشأن فحص الآثار المرفوعة من أماكن استخراج الجثامين، فضلًا عن تمثيل المتهم لكيفية ارتكابه للجرائم الأربعة.

قصة سفاح الجيزة 

على مدار السنوات الماضية، تحدث  وسائل الاعلام عن قضية «سفاح الجيزة وفقا لأوراق القضية المتهم فيها "قذافي فرج عبد العاطي عبد الغني "، المولود في 20 أكتوبر سنة 1971 بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة، بعد تخرجه من كلية الحقوق، رفض العمل بالمحاماة، واتجه لفتح سلسلة مكتبات، استورد من خلالها ألعاب أطفال من الصين.

الشيخ قذافي 

وفي شهادتها بالقضية، قالت زوجته فاطمة الزهراء حسن، إنه كان يطلق عليه لقب الشيخ قذافي، وكل أهل منطقة شارع العشرين ببولاق كانوا يثنون على أخلاقه، فتقدم لخطبتها، فاكتشفت بأنه ممثلا بارعا، بدليل جرائمه.
ووفقا لأوراق القضية، كانت أول جريمة ارتكبها المتهم «قذافي فرج»، وقعت بحق فتاة تدعى «نادين»، كانت تسكن بمنطقة الهرم. 
وتعرف عليها «السفاح»، وعاش معها قصة حب، إلا أنه بعدما رأى شقيقتها «فاطمة الزهراء»، قرر فسخ خطبته من «نادين»، ليتزوج شقيقتها، وهو ما دفع نادين لتهديده بفضح علاقته بها، وهنا قرر "قذافي" التخلص منها.

علاقة محرمة 

"نادين" طالبته بالزواج بعدما دخل معها في علاقة محرمة لكنه رفض، ولكي ينفذ جريمته، استغل نقطة ضعفها، وأوهمها بالعمل في مجال الإعلانات، وأنها ستصبح ممثلة شهيرة.
ولما عرضت "نادين" على أسرتها رغبتها فى العمل بمجال الإعلانات وافقت، أحضر لها "قذافي" أحد أصدقائه قدمه لها، على أنه "منتج عربي" معروف، وطلب منها المنتج السفر إلى الأردن، وسافرت بالفعل لكن بعدها اختفت للأبد، وتبين أنه قام بقتلها.
بعد اختفاء "نادين"، تزوج المتهم من شقيقتها "فاطمة الزهراء"، وبعد فترة، اعترف لها بأنه وراء قتل شقيقتها، لكن أسرتها عندما سئلت في محضر الشرطة عام 2015 لم تتهم قذافي بقتلها، لكن بعدها بعام، اختفى قذافي وترك زوجته.
وكشفت التحقيقات، أن المتهم قتل نادين على رأسها باستخدام آلة حادة، ثم حفر لها حفرة، ودفنها بداخلها.

الجريمة الثانية 

أما الجريمة الثانية التي ارتكبها المتهم "قذافي فرج"، وبحسب أوراق القضية، فتبين أنه ارتكبها وقت زواجه من "فاطمة الزهراء"، لكنها اكتشفت بعد اختفائه.
وكانت بحق صديقه "رضا عمرو محمد"، الذي كان يعمل في مجال الهندسة خارج مصر، واقنعه "قذافي" باستثمار أمواله في تجارة العقارات، وبدأ في ارسال مبالغ مالية له لاستثمارها، لكنه طمع فيها، ولما طالبه برد أمواله قتله بسببها.
وبعدها عثرت المباحث على جثة "المهندس عمرو" مدفونة في شقة المتهم بشارع العشرين بمنطقة بولاق، وتبين أن المتهم قدم له مشروبا يحتوي على السم، وعندما سقط على الأرض، ضربه بحديدة، ثم دفنه في المكان وهرب.
وفي اعترافات المتهم فيما بعد، قال إنه دفن صديقه أسفل بلاط الشقة، واستولى على بطاقته الشخصية، ورخصة سيارته وكارنيه نقابة المهندسين، ثم أرسل رسالة لشقيقة المجني عليه من رقم مجهول، أخبرها بأنه تم القبض عليه.
والغريب أن أسرة المجني عليه، ظلت تبحث عنه في كل أقسام الشرطة، والمستشفيات، لكنها فشلت، وعثر عليه فيما بعد مدفونا في شقة صديقه القاتل، الذي استغل ذكاءه في تضليل أسرته.

الجريمة الثالثة 

وكانت الجريمة الثالثة للمتهم، بحق فتاة تزوجها، وتدعى «فاطمة زكريا»، وفي اعترافاته بمحضر الشرطة، ادعى أنها سرقته فقتلها، ولما سألته المباحث عن مكان الجثة، أخبرهم بأنه وضعها في ثلاجة "ديب فريزر".
وبحسب اعترافات المتهم، قال إنه بعد ارتكاب جرائمه الثلاثة، سافر لمحافظة الإسكندرية، وهناك عاش باسم صديقه المجني عليه المهندس رضا عمرو.
وأثناء عمله في التجارة بأموال صديقه، تعرف على فتاة تدعى "ياسمين"، أوهمها بالزواج، ثم حصل منها على مبلغ 45 ألف جنيه، وحينما طلبت منه "ياسمين" رد المبلغ، فقتلها لتكون الضحية الرابعة.
يقول قذافي في اعترافاته، إنه خطط لارتكاب جريمته بالرابعة، بأن اتفق مع "ياسمين" على مقابلتها في مخزن يملكه لإعطائها المبلغ، وحينما دخلت المخزن قام بخنقها.

search