«وسقط دور الضحية».. جلسة العدل الدولية تكشف الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي دوليا

أسانيد عديدة اعتمدت عليها جنوب أفريقيا، خلال الدعوى التى رفعتها ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، وتتهمه بممارسة إبادة جماعية، على رأسها تعمد قتل المدنيين واستهداف الأماكن الآمنة في القطاع، حيث قال أبو بكر بشير، مراسل القاهرة الإخبارية من لاهاي، إن وفد جنوب إفريقيا بدأ في الحديث عن الأرضية القانونية لهذه الدعوى، وهي أن إسرائيل موقعة بالفعل على اتفاقية منع الإبادة الجماعية وبالتالي يجوز قانونا محاسبتها، ثم بدأ بسرد الوقائع على الأرض التي من خلالها تتهم جنوب إفريقيا إسرائيل بارتكابها جريمة الإبادة الجماعية.

وأضاف مراسل القاهرة الإخبارية من لاهاي، خلال رسالة على الهواء: "تحدثوا عن ممارسات الجيش الإسرائيلي على الأرض ابتداء بالقصف العشوائي، وتعمد قتل المدنيين الرجال والنساء والأطفال بأعداد كبيرة وبنية إبادة جميع سكان قطاع غزة أو معظمهم، وهذا ما تنص عليه الاتفاقية الموقعة من إسرائيل".

وتابع: "وتحدثوا أيضا أن إسرائيل تقول إنها تحدد أماكن آمنة للفلسطينيين ثم تستهدفهم بهذه الأماكن، وأنها سمحت وفتحت ممرات تقول إنها آمنة وتتعمد استهداف الناس بها، كما تمنع دخول المساعدات وقطعت المياه والكهرباء والدواء، وتعمدت استخدام القوة المفرطة بنية قتل أعداد كبيرة من السكان".

 وقالت جمانة هاشم، موفدة القاهرة الإخبارية في لاهاي، إن إسرائيل لا يمكن أن تتغافل أو تتراجع أمام المثول أمام محكمة العدل الدولية ليس لأنها تخشى بأن يكون هناك قرار وينفذ هذا القرار، ولكنها تخشى من سمعتها، حيث سيظهر الوجه الحقيقي أمام المحكمة.

وأضافت موفدة القاهرة الإخبارية في لاهاي، خلال رسالة على الهواء، أن خلف أبواب هذه المحكمة هناك تاريخ يكتب بشكل أو بآخر، والحديث يدور حول سقوط سردية دور الضحية الذي كانت تروج له إسرائيل على مدى العقود الماضية، وكان يساعدها في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت إلى أن هناك تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية مارست بعض الضغوط على إسرائيل للمثول أمام محكمة العدل الدولية، ولكن الخشية فيما يتعلق بالتدابير المؤقتة والطلب العاجل بوقف العمليات العسكرية، وأن إسرائيل عليها بحضورها وامثالها لمحكمة العدل الدولية اعتراف ضمني لاختصاص المحكمة لذلك يجب عليها الالتزام بما ستقره.

فيما قال الإعلامي محمد أنصاري، إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تمثل لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية، بدعوى تتهمها بارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وبموجب الدعوى التي قدمت للمحكمة في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي على خلفية تورط إسرائيل في أعمال إبادة جماعية وارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حددت المحكمة يومي الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الجاري لعقد جلسات الاستماع.

وأضاف خلال تقرير عرضته "إكسترا نيوز"، أن الدعوى المؤلفة من 84 صفحة ترى أن أفعال الاحتلال الإسرائيلي وقتل الفلسطينيين تعتبر ذات طابع إبادة جماعية لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من القومية الفلسطينية الأوسع. 

وأوضح الإعلامي محمد أنصاري، أن الدعوى المقدمة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي تأتي اتساقا مع المسار القانوي الذي اعتمدته دولة فلسطين لمساءلة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني على مدار 75 عاما، مع تطلعات أن تسهم في تحقيق العدالة وإنهاء المخالفات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.