مدير المركز القومى للبحوث الاجتماعية لـ"الجمهور": المهرجانات لم تكن من الدراما الهادفة وتحمل قيما تنافى الذوق العام.. ودورنا متابعة الجريمة للحد منها
دكتورة هالة رمضان مدير المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية
أجرى موقع "الجمهور" حوارا مع الدكتورة هالة رمضان مدير مركز البحوث الاجتماعية والجنائية، تناولت فيه أهم وأبرز النقاط التى نستعرضها فى الحوار التالى:
بداية نريد معرفة مهام ودور المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية؟
عرفت الدكتورة هالة رمضان، المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، بأنه الجهة والمؤسسة القومية المسئولة عن البحث فى مختلف القضايا والمشكلات الاجتماعية، المركز المنوط به بالبحث فى مثل هذه المشكلات، عن طريق دراسات واقعية وميدانية على أرض الواقع من كل محافظات الجمهورية، والخروج بنتائج ومقترحات لحلول لهذه المشكلات ورفعها لصانع القرار، فى ضوء تقديم أساس علمى لحل المشكلات فى المجتمع، نحن ندرس كل القضايا المجتمعية وليست الجرائم فقط، فالمركز مختص بكل القضايا البارزة فى المجتمع المصرى.
وأضافت رمضان أن المركز يتكون من ثلاث شعب وكل شعبة فيها ثلاثة أقسام تقوم بالبحث فى مختلف كل الموضوعات التى تمس المجتمع المصرى بشكل عام، مثل التعليم والقوى العاملة والمخدرات والبيئة والمرأة والشباب وكل ما يخص المشكلات المجتمعية فى مختلف التخصصات، "الجريمة" إحدى هذه المشكلات والقضايا.
كيف ترصدون أشكال الجريمة؟
المركز له منهجية علمية واحدة لدراسة الظواهر المجتمعية، أولا نتأكد من أن الظاهرة تستحق الدراسة لكى نعمل عليها، ونضع خطة بحثية ووضع المنهجية المناسبة لدراسة العينة ومناقشة الخطة والتأكد من كل الخطوات العلمية السليمة، ونستخدم أدواتنا ونتوجه للميدان لمقابلة العينة ودراستها، ونقوم بالنزول للجمهور العينة المستهدفة، سواء من مرتكبى الجرائم أو غيرها ثم نحلل النتائج إحصائيا للعينات التى يمدنا بها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بالشروط والمعايير التى نطلبها، نحلل النتائج ونكتبها فى التقارير الخاصة بنا، ثم نقوم بعمل بحوث قومية تمثل المجتمع المصرى لكى نستطيع النتائج ليثق صانع القرار فى النتيجة، لأنها ممثلة للمجتمع فيضع صانع القرار قرارات ويتخذ إجراءات تنفيذية بناء على هذه النتائج وهو مطمئن، هناك منهجية أخرى، فلدينا تحليل لهذه القضايا عن طريق أساتذة القانون للخروج منها بتقارير علمية.
ما آليات وأدوات المركز في مكافحة العنف والجريمة بالمجتمع والحد منها؟
تقويم السلوك الانحرافي يتم عن طريق الدراسة، فنقوم بالكشف عن الأسباب والعوامل المسئولة عن هذا العنف من مختلف الجوانب، ونقدمها لصانع القرار، ولم يقتصر دورنا على ذلك بل شمل الجانب التدريبى والتوعية فى مختلف المحافظات، ونتعاون مع كثير من الجهات على رأسها وزارة التضامن الاجتماعى والهيئة العامة للاستعلامات ومراكز النيل وغيرها من الجهات الحكومية بهدف التوعية والانتشار، ونتشارك العمل بدورنا مع أساتذة متخصصين لتوعية الجمهور بالمشكلة بمختلف جوانبها.
مركز البحوث يجري أبحاثا ويعد تقارير عن الجريمة والعنف.. ما مصيرها بعد الانتهاء منها؟
التقارير التى يتم الانتهاء منها لم تنته هنا، بل نرسلها إلى معظم الجهات الحكومية المختصة بجميع القضايا التى تمت دراستها للعمل بهذه التقارير، والأخذ بها، ونرسل نتائج التقارير إلى صانع القرار فى شكل تقرير ملخص، وهذا استكمال لمهمتنا.
أحيانا تأتى المبادرة من صانع القرار فيطلب دراسة قضايا معينة، ويقوم المركز بتناولها والعمل عليها وإرسال النتائج لصانع القرار، وهناك قضايا تتطلب المتابعة بعد دراستها وإرسال التقارير لصاحب القرار، حيث إنها مازالت تطفو على السطح فنتبعها بدراسة لاحقة، مثل ظاهرة (الطلاق المبكر) سنة 2014، قمنا بعمل دراسة للظاهرة وتقرير لها ووجدنا سنة 2021 أن المشكلة مازالت قائمة فقمنا بعمل دراسة أخرى تتبعية لها، وعمل مقارنة بين الدراستين لمعرفة الفرق بين المعدلات التى حصلنا عليها هل الظاهرة ارتفعت أم انخفضت.
محاكم الأسرة تشهد دعاوى كثيرة من الزوجات ضد العنف الأسرى.. ما تحليل المركز للظاهرة؟
العنف لم يقتصر على المرأة فقط، بل امتد ليشمل الأسرة كلها، واتسع ليتضمن الأبناء والمرأة والأسرة كاملة، أما التحرش فأصبحت معدلاته فى انخفاض وتحسن وذلك نتيجة التشدد القانونى والقوانين الرادعة، التى تصدرها الدولة، وهناك مؤسسات قومية ترعى المرأة وتتصدى للعنف ضدها.
من خلال أبحاث وتقارير وتوصيات المركز.. هل الصورة مبشرة أم مازلنا نحتاج مزيدا من العمل للحد من ارتفاع معدلات الجريمة؟
لم يقتصر مجال الوعى على الجريمة والعنف فقط، فالمجتمع المصرى عموما يحتاج المزيد من الجهود لرفع الوعى لدى الجمهور ضد مواجهة الشائعات التى تقدمها السوشيال ميديا والتكنولوجيا، فيجب أن يكون هناك فريق من المتخصصين للاستمرار فى عملية التوعية والتدريب للمواطنين.
الفترة الأخيرة ظهرت أغانى المهرجانات التى تعرض العنف والبلطجة.. هل تؤثر على سلوك الفرد أم تجسد الواقع؟
الدراما رقم واحد فى وسائل الإعلام لنشر التوعية وتوصيل الرسالة، الدراما لم تجسد الواقع بل هناك أعمال درامية هادفة تحمل معانى ورسائل توعى الجمهور من خلال الدراما.
أما المهرجانات فلم تكن من الأعمال الدرامية الهادفة، فهى تحمل فى طياتها قيما تنافى الذوق العام، والمبادئ التى نسعى لتربية أبنائنا عليها، وهناك آباء وأمهات لديهم حالة رفض لما يسمعه الشباب من أغاني مهرجانات، وعلى خلاف ذلك هناك أيضا أغاني راب يسمعها الشباب بعضها تحمل رسائل جيدة تلائم شخصيات الشباب فى الوقت الراهن.
"مجتمع متدين بطبيعته" مقولة نسمعها دائما.. هل فعلا هو كذلك أم أنه يحتاج المزيد من الوعى؟
أنا مع المقولة التى تتفق مع أن المجتمع المصري متدين بطبعه بكل فئاته، فهو يحمل سمات دينية وسطية طاغية على المصريين.
هل المركز في حاجة إلى إمكانيات تساعده على العمل بشكل أكبر؟
فى الفترة الأخيرة تم إجراء عملية تحول رقمى كاملة للمركز، سواء على الجانب الميدانى أو الجانب الإدارى وعلى وشك الانتهاء من هذه العملية وهذا سوف يساعد المركز فى أداء مهامه بطريقة أسرع وأدق.
كيف يصل المركز للمواطنين وينشر التوعية؟
نتحرك على أرض الميدان، وفى ذات الوقت لدينا صفحتنا على الفيس بوك، يقوم المرصد الإعلامي بالنشر من خلالها عدة مرات فى الأسبوع، نعلن من خلاله عن جهدنا وعن تقاريرنا وبعض الآراء العلمية، ونقدم رسائل من خلالها، وأيضا لدينا الموقع الرسمى للمركز، إلى جانب تحركنا على أرض الميدان.
هل أنت راضية عن أداء المركز.. وإلى أى مدى تم تحقيق أهدافه؟
أي مسئول سيرضى عن أدائه فى موقعه، سيكون هذا الرضا غير مكتمل، لأن الإنسان يجب أن يكون طموحا، ويتطلع للأفضل لتحقيق أهداف أكبر وأنه لديه أداء أفضل يؤديه.
أخيرا.. ما رؤية وخطة المركز الفترة المقبلة؟
لدينا أجندة بحثية كبيرة، توجد بها خطط لمختلف القضايا من العام الماضى، إلى جانب أي مستجدات العام الحالي، مثل ظاهرة التنمر المدرسى التى نقوم بمناقشتها والعمل عليها وإيجاد الحلول والنتائج لها لتقديمها لصانع القرار.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً