اللواء سمير فرج في حوار مع «الجمهور»: لن نضرب سد النهضة لكن لدينا القدرة العسكرية.. واحتلال نتنياهو ممر فلادلفيا ينهي «كامب ديفيد»
اللواء سمير فرج مع محرر الجمهور
** مصر لن تضرب سد النهضة.. والرافال ستتحرك إذا شعرنا بالخطر على أمننا المائى
** المقاومة الفلسطينية فاجأتنا بعمل عسكري متميز فاق كل التوقعات فى 7 أكتوبر
** الحرس الثوري الإيراني لم يشارك فى عملية طوفان الأقصى وجيش الاحتلال يمر بمصيبة
** الأسلحة الليبية أكلها الصدأ فى المخازن بعد سقوط القذافي
** تركيا التزمت بالخط الأحمر الذي وضعته مصر في ليبيا
** "عملنا البدع" من أجل السودان ولكن هناك دول تدعم الصراع
** لن نترك السودان وسنتحرك عسكريا إذا حاولت أي قوة أجنبية التدخل فى شئونه
** إقليم “صوماليالاند ” منشق عن دولة الصومال العربية وتدخل مصر يجب أن يكون ضمن تحالف عربي
في ظل اشتعال الأوضاع على كافة الحدود المصرية، أصبح الحديث عن التدخل العسكري في دول الجوار يطرح نفسه، فكان لزاما علينا استيضاح الأمر من ذوي الذكر وأصحاب الخبرات ـ لذا أجرى موقع " الجمهور " هذا الحوار مع اللواء سمير فرج، الشاهد التاريخي على الأحداث ـ والمحلل الاستراتيجي والعسكري، ليكشف للقراء تفاصيل المشهد في منطقة الشرق الأوسط، والمخاطر التي تحيط بمصر، وإلى نص الحوار:
*هل الخطوط الحمراء التي وضعتها مصر في ليبيا مازالت قائمة.. وهل هناك سيناريو لتقسيم ليبيا؟
لدينا حدود مشتركة مع ليبيا تبلغ 1200كم، وتعتبر جار مباشر، وببساطة نحن نقول " اللي بيعطس في ليبيا بنقوله يرحمكم الله في مصر "، لأننا قطعة واحدة، لذا فإن أي حالة من عدم الاستقرار في ليبيا يتبعه عدم استقرار في مصر.
القذافي رحل، وأصبحت ليبيا “في الضياع”، واليوم نجد حكومتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب، وما يقرب من 20 ألف من المرتزقة في ليبيا، يعملون على عدم استقرار ليبيا، أتوا بهم من شمال سوريا جائعين، يتم الإنفاق عليهم من موارد ليبيا النفطية، ومنذ رحيل القذافي لم يتم بناء شقة أو مستشفى أو مدرسة، وكل أموال النفط فى جيوب وبطون المرتزقة، علاوة على أن تركيا تمتلك قاعدتين في ليبيا أحدهما بحرية والأخرى جوية، يقفون في صف حكومة الدبيبة في الغرب.
وحتى تستقر ليبيا يجب أن يتم إجراء انتخابات بها، لكنهم لا يستطيعون إجراء تلك الانتخابات حتى الآن، لذا نحن نتمنى أن تتم الانتخابات، وحتى يتم ذلك لابد من حكومة محايدة، والدبيبة يرفض ترك الحكم، لأنه يخشى ألا ينجح في الانتخابات، ولا مخلوق يعرف إلى أين تتجه الأمور.
وبخصوص الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس السيسي، فإنهم كانوا في طريقهم للسيطرة على الهلال النفطي، لكن مصر منعتهم من ذلك، ولو استولوا على الهلال النفطي، فإن تركيا لن تغادر ليبيا أبدا، ومن الممكن أن تأتى بخمسة أو عشرة ملايين، لتسكينهم الأراضي الليبية، لذا فإن الرئيس السيسي قال خط أحمر لا يتجاوزه أحد، وهم يعرفون أن مصر عندما تقول شئ ستفعله، وعليه التزموا بالخطوط التي وضعتها مصر.
*إذن نحن لسنا بحاجة إلى قواعد عسكرية ؟
ليس لدينا قاعدة عسكرية في أي مكان بالعالم، ودشنا قاعدة 2 يوليو في الإسكندرية، ولو حدث شىء تكون تلك القوات جاهزة للتحرك في أي وقت.
*إذن نحن مستعدون لكل الاحتمالات ؟
نعم نحن مستعدون وقواتنا جاهزة ولدينا أحدث الأسلحة.
*هل يمكننا القول أن حدودنا الغربية آمنة؟
نعم آمنة ولدينا قواتنا، وأنا عملت كقائد في المنطقة هناك لمدة 3 سنوات .
*ولكن كان هناك فترة بعد 25 يناير كانت الأمور على الحدود الليبية غير مستقرة؟
بالفعل، لأن الدنيا كانت " سايبة " تماما وقتها في مصر، حيث كان الإخوان متواجدون، وكان الناس يدخلون ويخرجون كيفما يريدون، بمعنى أدق " الدنيا كانت واقعة "، فماذا كنا نستطيع فعله، ولكن الآن الوضع تم ضبطه تماما، وليبيا مؤمنة قولا واحدا.
*ولكن أين ذهب السلاح الليبي ؟
سلاح الجيش الليبي تم بيع نصفه، ونصفه الآخر ذهب للمرتزقة، والمشير حفتر احتفظ ببعض القوات والطائرات، ولكن كل هذا غير مؤثر، لأن السلاح يحتاج تدريب وصيانة، وعندما دخلنا بعد رحيل القذافي وجدنا أن السلاح أكله الصدأ، والجيش الليبي لم يعد قادرا على أداء عمل مهم في الفترة القادمة.
*ما المخاوف الأمنية لمصر من الجنوب حيث السودان ؟
السودان نفس المشكلة، فمصر والسودان كانتا دولة واحدة، والملك فاروق حمل لقب ملك مصر والسودان ، وجده محمد علي هو مؤسس السودان، وبعد ثورة 52، طالبت السودان بالانفصال، فوافق الرئيس جمال عبد الناصر ومنحهم الانفصال.
*هل خسرنا بانفصال السودان ؟
ليست خسارة بالمعنى المعروف، ولكن كلما كان هناك وحدة كان أفضل، ولكن وقتها السودان كانت قد خرجت من وطأت الاستعمار البريطاني، ويريد أهل السودان الاستقلال فمنحهم عبدالناصر الانفصال، ولكن عمر البشير ظل في الحكم ما يقرب من 30 سنة، ولم تكن العلاقة بينه وبين مصر جيدة، فعلى سبيل المثال، مخطط اغتيال الرئيس مبارك في إثيوبيا كان في السودان، كما جاء ببن لادن و الإرهابيون إلى السودان، وكان يقف ضدنا، وأتى بإيران أيضا وكان الوضع سئ للغاية، ولكن البشير رحل، وبدأت السودان تدخل في مرحلة عدم استقرار، إلى أن اتفقوا فيما بينهم على تأسيس دولة مدنية، يكون الجيش خارج دائرة الحكم، وضم الجيش مع وحدات الدعم السريع التي يترأسها حمديتي.
والسودان كان وضعه غريب، حيث يمتلك جيش قوامه 200 ألف، ومليشيا الدعم السريع تتألف من 100 ألف، ومتواجدون في المدينة بما يشبه " الأمن المركزي " لذا استطاع الاستيلاء على الخرطوم، واندلعت الحرب.
ومصر " عملت البدع " لإيقاف الحرب وكذلك السعودية وأمريكا، ولكن الوضع لم يتحرك وظل كما هو، و لا أحد يرى أي حلول ولا يعرف إلى أين ستؤدي الأحداث، والطرفان يتصارعان، وهناك بعض الدول تشجع حمديتي، وهناك دول أخرى تقف مع الجيش السوداني لأنه الشرعية، واليوم دخلنا نفق مظلم لا أحد يعلم إلى أين يؤدي.
*هل يجبر الصراع بين الطرفين في السودان تدخل مصر عسكريا ؟
بالطبع لا.. مصر لا تدخل فى أي صراع وهذا مبدأ عسكري، مصر لا تتدخل عسكريا في أي مكان، إلا لو تدخل أحد من الخارج لغزو السودان، ولكن السودان مشاكله داخلية يتم حلها داخليا.
*حتى لو حدث انفصال مثلما حدث في مع جنوب السودان ؟
نعم حتى لو حدث انفصال، فجنوب السودان انفصل، وربما دارفور بعدها أو كردوفان، ولكن نحن دولة تحترم رغبة الشعوب، لا نتدخل عسكريا في أي حروب.
ولكن دعنا نستكمل الخارطة جنوبا، فهناك مشكلة صوماليلاند، وكانت هناك زيارات مصرية مسبقة قبل ذلك للإقليم لمحاولة حل المشكلة.
نحن نحاول أن نكون متقاربين مع الجميع، ولكن هذا الإقليم لا أحد يعترف به في العالم ، فظهرت دولة قالت إنها ستعترف به وتدفع له أموال، وتأخذ 20 كم من أراضيه، وهذا مغاير لكل الأعراف و التقاليد العسكرية في العالم.
كان هناك اتفاق مسبق في 2018 على إنشاء قاعدة عسكرية، وإثيوبيا ذهبت إلى فرنسا وطلبت التعاقد على قطع بحرية من أجل تلك القاعدة ، ولكن تم إجهاض الاتفاق، وألغت فرنسا الصفقة، وفي عام 2013 مصر أعلنت عن إعادة هيكلة القوات المسلحة الصومالية وإعادة تدريبها، ولكن كل ذلك لم يأتي بأي جدوى مع الصومال.
هذا لأن إقليم " صوماليالاند " يعد دولة منشقة عن دولة الصومال، والصومال دولة عربية وعضو في جامعة الدول العربية، لذا فإن تدخلك يجب أن يكون بشكل محدود.
*حتى لو طالب الصومال بتدخل مصر ؟
نعم فأي تدخل لمصر يجب أن يكون ضمن تحالف عربي، مثل أمريكا عندما أتت لمحاربة العراق، شكلت تحالف دولي و أعلمت مجلس الأمن، واتهمت صدام حسين بحيازة أسلحة نووية، لذا فأي تحرك لابد أن يكون في إطار دولي .
*إذن الشرعية هنا دولية ؟
نعم دولية، لأنك تدخل إلى أراضي دولة أخرى، لذا لابد أن يكون هناك اتفاق عربي ودولي .
*سؤال بشكل مباشر هل لدينا القدرات العسكرية لضرب سد النهضة ؟
لن نضرب سد النهضة، ولكن نعم لدينا القدرات العسكرية للقيام بذلك، وإلا لما أتينا بالميسترال والرافال.
وبعيدا عن إثيوبيا ، لو أي دولة في حوض النيل فكرت في بناء طوبة واحدة في سد بدون موافقة مصر فسوف يتم ضربها على الفور، وهذا حقنا القانوني طبقا للاتفاقيات الدولية وقوانين الأمم المتحدة التي تنظم العلاقة بين دول المنبع و المصب، ولكن أيام الإخوان تاه موضوع السد مننا وتم بناء السد بالفعل.
*ماذا عن مضيق باب المندب ؟
كنا نتوقع حدوث ذلك وكنا في انتظاره منذ زمن ، والحوثيون أداة من أدوات إيران ، وإيران تريد أن تبلغ أمريكا أن لديها أربعة أذرع يمكن أن تحدث " بلاوي " ومنهم الحوثيين، وهناك تحالف دشنته أمريكا عبارة عن 20 دولة ومصر لم تدخل فيه ، والبعض قال إن مصر انتهت وأصبحت بلا قيمة، ولكن مصر لا تدخل تحالف عسكري، ولكننا نتصدر المشهد ونعالجه بهدوء، لأننا ندرس الموقف عسكريا وندرس ردود الأفعال ورد فعل الحوثيين في حال ضربهم من قبل التحالف العسكري الأمريكي سوف يتجهون للهجوم على السعودية و الإمارات كما حدث من قبل.
*ولكن الحرس الثوري الإيراني أعطى أوامر بإعادة توزيع قوات الحوثيين في الحديدية تحسبا لأي هجوم؟
الحوثيون محدودون لا يستطيعون فعل أي شئ أمام أمريكا، وهم يعرفون جيدا رد الفعل، فدعهم يضربون صواريخهم في كل الأحوال يتم التصدي لها وإسقاطها، والحوثيون يدركون جيدا متى وكيف ينهون الأمر.
*نعود للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. ماذا حدث فيه ؟
في 7 أكتوبر فاجأتنا المقاومة بعمل عسكري متميز فاق كل التوقعات .
*هل المقاومة وحدها من قام بالهجوم أم كانت هناك عناصر للحرس الثوري الإيراني ؟
لا بالطبع المقاومة وحدها من قام بالهجوم، ولكن إيران أمدتهم بالسلاح والذخيرة، وقاموا بالاستيلاء على 4 مستوطنات من أصل 7 و وأخذوا رهائن وخرجوا، والجيش الإسرائيلى نائم ، لذا فإن الجيش الإسرائيلي لديه مصيبة الآن وهناك لجنة تحقق في الأمر خلال وقت الحرب الآن ، وهي سابقة من نوعها .
إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة في صفوف الجنود والضباط، والآن نحن في الشهر الرابع من المعركة، وإسرائيل كان لديها 4 أهداف " هى إنقاذ الرهائن بالأعمال العسكرية، والقضاء على حماس ، واحتلال قطاع غزة "، ولم يحقق جيش الدفاع الإسرائيلي منها شيء يذكر.
واليوم نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب ، لأن الحرب لو انتهت سوف يتم الإطاحة بحكومته ومحاكمته، فنتنياهو لديه 4 قضايا وسوف يتم سجنه، ووزير دفاعه غير موافق على إطالة أمد الحرب لذا قام بسحب 5 ألوية عسكرية من غزة ، وأمريكا أيضا لا تريد إطالة زمن الحرب، لأن ذلك يؤثر على جو بايدن بالسلب في الانتخابات، و العالم كله يريد التهدئة .
*وماذا بشأن ممر فيلادلفيا ؟
هناك اتفاق دولي أن تضع مصر نقاط مراقبة على الممر لمراقبة المهربين، ولو تم احتلاله من قبل إسرائيل فإنه بذلك سيكون انتهك اتفاقية كامب ديفيد، وهو ما نتمناه أن يحدث بالفعل، ويومها نستطيع فعل ما نريده في سيناء، لذا من غير الممكن أن يقوم نتنياهو بعمل ذلك.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً