أمريكا تحاول إخماد نار الحرب في الشمال.. وإسرائيل تُصر على توسيع الرقعة
إسرائيل نجمة في العلم الأمريكي- كاريكاتير
وداد العربي
في مطلع الأسبوع الماضي تناولت صحف أجنبية وكذلك إعلام الاحتلال أنباء أولية عن تبادل وفود مصرية وقطرية وإسرائيلية؛ من أجل التوصل لصفقة تبادل جديدة على المدى القريب وحل نهائي، ووقف إطلاق النار على المدي البعيد.
صفقات تبادل الأسرى بين فلسطين والاحتلال
على الرغم من التطلعات، وأد الاحتلال هذه الأنباء وما قد ينتج عنها من محاولات لحل الأزمة قبل أن ترى النور باغتياله لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وقادة وإصابة 11 آخرون بعد قصف مكتبهم في بيروت لبنان منتصف الأسبوع الماضي، حيث جمدت مصر وقطر وكذلك الفصائل الفلسطينية موقفها من التفاوض بشأن الأسرى.
ولم ينتج الاغتيال عن وأد الصفقات فقط، بل توعد حزب الله وحركة حماس الرد على كيان الاحتلال والانتقام بأقسى طريقة ممكنة مما أجبر إسرائيل على رفع حالة التأهب القصوى بعد تنفيذ عملية الاغتيال.
ورغم أن «إيتمار بن جفير» وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال قال مسبقاً رافضاً توجيهات الولايات المتحدة الأمريكية: «لسنا نجمة في العلم الأمريكي»، إلا أن الولايات المتحدة حاولت وتحاول احتواء المشهد المعقد بين الاحتلال ولبنان بإرسال مندوبيها للشرق الأوسط منذ مطلع الأسبوع الحالي.
وفي ذات السياق، قالت صحيفة معاريف: «مسؤولون أمريكيون قالوا إن كبار المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأن الانتهاء من العملية البرية واسعة النطاق في غزة ستكون نهاية الشهر الجاري، ويتوقعون أن تعتمد إسرائيل بعدها بشكل أكبر على "المهام الجراحية" فقط بقوات وغارات أقل».
«جوزيب بوريل» في لبنان
زار «جوزيب بوريل» الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، لبنان، والتقى مع وزير الخارجية اللبناني «عبدالله بو حبيب» يوم السبت الماضي، وكان الهدف من زيارة بوريل في المقام الأول احتواء الغضب اللبناني على خلفية الاعتداء على سيادتها واغتيال قادة حماس على أراضيها.
وبعد اللقاء مع وزير الخارجية اللبناني أصدر «جوزيب بوريل» بياناً صحفيا قال فيه «لا أحد ينتصر في الصراع الإقليمي، وأبلغت إسرائيل بذلك وأشدد على ضرورة العمل عبر الدبلوماسية لإنهاء الصراع».
وأكد «جوزيب» حينها أن «الحل الوحيد الذي يحقق السلام والأمن لإسرائيل هو حل الدولتين، 90% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تؤيد حل الدولتين».
عاموس هوكشتاين في كيان الاحتلال
أفادت صحيفة BBC أن «عاموس هوكشتاين» مبعوث البيت الأبيض زار كيان الاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي، لإجراء محادثات تهدف لاحتواء التصعيد على الحدود مع لبنان.
وقال «عميحاي شتاين» المراسل السياسي لهيئة البث الخاصة بالاحتلال، إن: «الوسيط الأمريكي هوكشتاين التقى يوم الخميس بعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين»، وأكد أن مبعوث الأمم المتحدة مهتم بالحل على مراحل: «وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ثم التفاهمات والاتفاق».
وأضاف «عميحاي»: «أن من بين المقترحات إدراج وقف إطلاق النار مع الانتقال إلى المرحلة (ج) في القتال في قطاع غزة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد، بحسب الوسيط، على «خلق أجواء جيدة».
وأشار المراسل إلى أن صناع القرار في كيان الاحتلال ينتظرون سماع إجابات من الجانب اللبناني، حيث سيلتقي بكبار المسؤولين اللبنانيين، ومن ثم يتوقع أن يعود إلى إسرائيل.
وبحسب هيئة البث الخاصة بالاحتلال فإن «هوكشتاين»، الذي يتوسط بشأن الحدود البحرية، بين كيان الاحتلال ولبنان يحاول التوصل إلى اتفاق مماثل بشأن حدود الطرفين البرية.
جولة «بلينكن» في الشرق الأوسط
بدأ «أنتوني بلينكن» وزير الخارجية الأميركي جولته في الشرق الأوسط بتركيا، وناقش مع نظيره التركي «هاكان فيدان» وضع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، مؤكدا أن واشنطن تريد «ضمان عدم اتساع النزاع» في المنطقة.
وقال «أنتوني» أثناء زيارته لليونان: «علينا أن نضمن عدم اتساع النزاع... أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان، ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع».
المحطة الأولى في جولة جديدة تشمل كيان الاحتلال الإسرائيلي، والضفة الغربية المحتلة و5 دول عربية، هي: «مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات»، إضافة إلى اليونان ويبحث خلالها بالخصوص الحرب على قطاع غزة وتداعياتها على المنطقة.
ووصل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كيان الاحتلال مساء أمس، وتزامناً مع زيارته قالت صحيفة «يديعوت أحرنوت»: «الولايات المتحدة تؤكد: لا يجب الضغط على الفلسطينيين لمغادرة غزة، بل يجب عليهم العودة إلى منازلهم».
وفي سياق هذا اللقاء، انتهز «يسحاق هرتسوغ» رئيس كيان الاحتلال ليشكوا لبلينكن دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، حيث قال: «لا يوجد ما هو أكثر وحشية وسخافة من دعوى محكمة العدل الدولية التي تزعم حدوث إبادة جماعية في غزة»، وكأن لم يخبره أحد وهو في ملجأه عن ارتفاع عدد شهداء العدوان الغاشم الذي يقوده رئيس وزراء حكومته وجيش الاحتلال الإسرائيلي الفاشي إلى 23.210 شهيدو59.167 مصابا.
صناع القرار في إسرائيل يريدون توسيع رقعة الحرب
إذا كانت حكومة الاحتلال تريد عدم توسيع رقعة الحرب في الشمال مع حزب الله في لبنان، فلماذا تصر على اغتيال قادة المقاومة؟ وبعد اغتيال العاروري ورفاقه نفذ جيش الاحتلال أمس عملية اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني، وسام طويل.
وكشف «يسرائيل كاتس» وزير الخارجية في حكومة الاحتلال، في مقابلة مع القناة 14 العبرية، أمس الإثنين. «بالنسبة للضربة في جنوب لبنان، فقد تحملنا المسؤولية، وهذا جزء من حربنا».
وأكد تبنيهم لاغتياله، قائلاً: «نستهدف عناصر حزب الله والبنية التحتية والأنظمة التي تمكنوا من وضعها لردع إسرائيل».
وفي ذات السياق، قال مصدران لبنانيان على اطلاع بعمليات حزب الله، اليوم الثلاثاء، إن جرى مقتل ثلاثة أعضاء في الحزب بالغارة التي استهدفت سيارتهم، لكنهما لم يحددا هويتهم.
هل تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرض سياستها وإرادتها بتحجيم رقعة القتال على حكومة الاحتلال وجيشه؟ أم أن الحكومة الإسرائيلية وجيشها يرون في اغتيال القادة وإشعال غضب الانتقام سبيلا لعدم توسيع رقعة الحرب في الشمال مع حزب الله اللبناني؟
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً